تعددت الأسباب والانهيار واحد, فالمشهد نفسه يتكرر بين الحين والآخر معلنا إما عن بنية كانت يوما آيلة للسقوط تنذرنا والمسئولين كل يوم باقتراب موعد الوقوع أرضا, أو يكشف لنا عن صور مختلفة للإهمال وعدم تطبيق القانون أمام سطوة المخالفات, وقد يكون السبب قدريا عن طريق حريق يشب في أحد الطوابق فيأخذ الباقين سهوا في غمضة عين, ولكن ينحصر مصير الضحايا في النهاية إما موتي تحت الأنقاض أو أحياء بلا مأوي.. انهيار عقار المطرية ليس الأول فقد سبقه سقوط العديد من العقارات سمعنا عن بعضها وتابعنا أخبارها وربما لم نسمع عن أخري وظل السكان والمحيطون بهم وحدهم من يعلم بما حدث, كما أنه لم يكن الأخير فقد وقع من بعده عدد من العقارات أيضا أبرزها عقار بمنطقة الترجمان وآخر بالمحلة. ولكن قد يكون عقار المطرية قد حظي بتركيز إعلامي أكبر بسبب عدد الضحايا وظروف الحادث, فقد انهار العقار بشارع شجرة مريم بميدان المطرية وأسفر عن وفاة19 مواطنا من سكان العقار وإصابة8 آخرين من أفراد13 أسرة علاوة علي انهيار صيدلية في الطابق الأرضي, حيث كانت البداية وقوع انفجار بأحد طوابق العقار بسبب اسطوانة غاز في ساعة متأخرة من الليل أدي إلي اهتزاز العقار بالكامل ثم سقوطه أرضا, ساعات رعب قضاها سكان عقار المطرية في انتظار سقوطه, بعضهم تأخر في تصديق فكرة وقوع الكارثة وغادر شقته متأخرا ولم يستطع النجاة والبعض الآخر استجاب لتنبيه رجال الإطفاء وخرج سريعا, في النهاية ابتلعت الأنقاض من جاء أجله وأنقذ الله من كان في عمره بقية, لذلك ستظل كارثة انهيار عقار المطرية أبرز حلقة في سلسلة انهيارات العقارات خلال عام.2014