قرر مجلس الشيوخ الامريكي ان يفرج عن نسخة من التقرير المتعلق بتعذيب المخابرات المركزية الامريكية(CIA) للسجناء قبل نهاية العام الحالي. ومن المتوقع ان يتم توزيع التقرير في شكل كتاب في المكتبات قبل رأس السنة الميلادية والذي يدور حول تقنيات الاستجواب التي اتبعتها المخابرات الامريكية في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. وقد نشرت الحكومة الامريكية528 صفحة من التقرير مجانا علي الانترنت هذا الاسبوع, الي جانب نسخةPDF في شكل كتاب الكتروني. وذكرت صحيفة( واشنطن بوست) علي موقعها الالكتروني أخيرا إن الكتاب المطبوع لا يزال التكنولوجيا المتفوقة جدا لانها محمولة وبسعر معقول وتتيح التصفح طويل الامد للقاريء الي جانب انها توفر طريقة أسهل بكثير للقراءة مقارنة بالوسائل الاخري. ووفقا للصحيفة فمن المتوقع ان تتكون الطبعة الاولي من الكتاب من50 ألف نسخة قبل30 ديسمبر الحالي, وقد تم التشاور مع عدد قليل من كتاب السياسة ذوي الشهرة لمتابعة مقدمة التقرير, بينما قرر الناشر عدم نشر أي مواد اضافية الي جانب التقرير. ولواشنطن سابقة في نشر التقارير الحكومية التي حققت رواجا هائلا في سوق الكتب وأشهرها تقرير لجنة11/9, والذي صدر عن اللجنة الوطنية حول الهجمات الإرهابية علي الولاياتالمتحدة, ورغم ان أجزاء منه اتيحت مجانا علي الانترنت فقد تم تصنيفه من بين أكثر الكتب مبيعا. لقد قاتل الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي لنشر ما يسمي ب تقرير التعذيب منتهي الصلاحية للمخابرات الامريكية وذلك علي الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها وكالة المخابرات المركزية الامريكية و الكثير من الجمهوريين والبيت الأبيض لاحباط هذه الخطوة. وهناك حقيقة مفزعة وهي أن ديك تشيني نائب الرئيس السايق جورج دبليو بوش ليس وحده الذي يفضل التعذيب لاستجواب المشتبه بهم, حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن40% من الأمريكيين يؤيدون استخدام التعذيب وكان كثيرون منهم يؤيدون تكرار ذلك مرة أخري إذا كانت الظروف تستدعي ذلك كما أظهر استطلاع للرأي أجرته منظمة العفو الدولية أخيرا أن ثلث البريطانيين لديهم نفس الرأي بشأن استخدام ويائل التعذيب خلال استجواب المشتبه بهم.