ربما تكون هي المرة الأولي التي تسارع فيهاأجهزة الدولة المختلفة لمواجهة أزمة كانت ستتسبب في كارثة بيئية داخل منطقة حبس مياه خزان أسوان والسد العالي قبل أن تتفاقم, بعد أن أعلنت المحافظة علي لسان اللواء مصطفي يسري محافظ الإقليم وقف أي صرف لمياه محطة المعالجة رقم40 في الأخوار الجبلية حتي ولو كانت هذه المياه معالجة. التحرك السريع للمحافظ فتح شهية المواطنين في المدينة عاصمة المحافظة للمطالبة بفتح ملف مشاكل مياه الشرب والصرف الصحي بالسعي نحو توفير الاعتمادات المالية اللازمة لإنهاء مشروع الصرف الصحي بقرية غرب سهيل السياحية والانتهاء من إحلال وتجديد طلمبات رفع مياه الشرب إلي منطقة الصداقة الجديدة التي تعاني من ضعف وانقطاع المياه المستمر. يقول أنور بودة أحد القيادات النوبية بقرية غرب سهيل إن مشروع الصرف الصحي بالقرية التي تقع جنوب غرب خزان أسوان متوقف تماما وباتت مياه المجاري تهدد المساكن بالغرق, فالمشروع كان مدرجا ضمن خطة إدخال الصرف في42 قرية بمحافظة أسوان في عام2009 وحتي الأن وبعد مرور نحو5 سنوات لايزال المشروع محلك سر بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية. ويضيف بودة أن الأمر لم يعد محتملا ولايليق بقرية سياحية مصنفة ضمن قري السياحة البيئية خاصة وأن أهالي القرية يلجأون لسيارات الكسح للتخلص من هذه مياه الصرف. وحذرنبيل أبازيد أحد أبناء القرية من وصول مياه صرف القرية إلي النيل الذي تطل عليه, وقال أن هناك بيارات منزلية لم يتم كسحها منذ سنوات طويلة,وبسبب طبيعة التربة الرملية حتما سوف تتسرب هذه المياه إلي النهر الذي يشرب منه الجميع. وأوضح أبازيد بأن عدد سكان القرية يزيد علي15 ألف نسمة وهي أحد أهم المزارات السياحية الطبيعية بأسوان,وطالب بتدخل رئيس مجلس الوزراء لتدبير الاعتمادات المالية للمشروع الذي توقف قبل أن يبدأ بعد أن تم رفع القياسات المساحية, لافتا إلي أن أهالي القرية طرقوا جميع أبواب المسئولين من قبل دون جدوي. ومن سهيل إلي حي الصداقة الجديد حيث معاناة المواطنين من ضعف وصول مياه الشرب بسبب أعمال الإحلال والتجديد التي تم في الروافع حيث يقول إبراهيم البرنس من سكان الحي أن هناك مناطق تصلها المياه بقوة فيما لاتصل لبعض المناطق علي الإطلاق, وطالب البرنس بسرعة الانتهاء من أعمال دعم محطات الرفع قبل حلول فصل الصيف. من جانبه أكد محافظ أسوان مصطفي يسري بأنه لن يسمح لأي جهة أو شركة بإلقاء نقطة مياه واحدة من الصرف الصحي حتي ولو كان معالجا إلي منطقة الحبس الواقعة بين خزان أسوان والسد العالي, باعتبار ذلك خطا أحمر أمام أي تلوث لنهر النيل أو بحيرة ناصر التي تمثل المخزون المائي لمصر. وأوضح يسري أن المحافظة لاتخفي شيئا عن الرأي العام وتعرض كل ما لديها بمصداقية وشفافية كاملة, وقال إنه تمت إعادة تشغيل مشروع الحل العاجل بطريق العلاقي لمنع تدفق أي كميات من الصرف الصحي في منطقة الحبس تأو مناطق المحاجر المحيطة بها, وذلك عقب تشغيل طلمبات المشروع وتعديل مسار ضخ المياه المرفوعة من المحطة40 عبر حوضي التجميع بطاقة28 ألف متر مكعب لكل حوض, حيث سيتم ضخ هذه الكميات إلي الغابات الشجرية مباشرة, وأعلن عن إلغاء تراخيص المحاجر التي قام أصحابها بكسر السواتر الترابية الواقعة في منطقة الحبس, بهدف تحويل مسار المياه بعيدا عن هذه المحاجر لحماية مصالحهم الخاصة, مما نتج عنه تهديد مباشر لنهر النيل, وأنه لولا سرعة التعامل والسيطرة علي الموقف من قبل الأجهزة المعنية لحدثت كارثة. وحول مشكلات أعمال إحلال وتجديد محطتي معالجة كيما1 وكيما2, أشار يسري إلي انتهاء أعمال المحطة الأولي في يونيو المقبل و الثانية في أغسطس, وهو الذي سيسهم في استيعاب75 ألف متر مكعب من المياه يوميا ويمنع تدفق أي مياه في مصرف السيل. وبشأن مشروع الصرف الصحي المتعثر بقرية غرب سهيل, أكد المحافظ أنه تم رفع مطالب القرية للجهات المعنية لتدبير الاعتمادات المالية المطلوبة, كما أكد قرب الانتهاء من إحلال وتجديد محطات رفع مياه الشرب إلي حي الصداقة التي كانت غير قادرة علي توفير احتياجات الحي الذي يضم نحو10 ألاف مواطن بسبب الزيادة العمرانية بالمنطقة. بينما أوضح المهندس جمال أحيد رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان بأن أعمال صيانة وحدة مياه محطة مشروع الحل العاجل بطريق وادي العلاقي شملت6 طلمبات تم إنشاؤها في عام2012 بتكلفة20 مليون جنيه, حيث يتم تشغيل4 محطات منها حاليا لضخ المياه المعالجة إلي حوض الموازنة ومنه إلي المفيض الذي يضم ترعة بطول3 كيلو مترات وتصب في النهاية في أحواض التبخير الخاصة بمشروع الحل العاجل. وأكد أحيد أنه سيعقد اجتماعا عاجلا خلال الأسبوع المقبل لبحث جميع ملفات الصرف الصحي ومياه الشرب علي مستوي المحافظة.