كان الحاج ماهر صيادا مشهودا له بالكفاءة في مهنته يسرح في الصباح الباكر للبحث عن رزقه ويعود آخر النهار محملا بالخير الوفير فيطعم أولاده من الأسماك ومن حصيلة البيع يقضي باقي احتياجات أسرته حيث لا يوجد له مصدر رزق آخر غير ما يتوفر من مهنة الصيد. كانت مشكلة الحاج ماهر عشقه الشديد لشرب الشيشة ونظرا لانشغاله غالبية اليوم في عمله فكان عندما يعود إلي منزله يتناول الطعام يسرع إلي الشيشة فكانت زوجته وأبناؤه يغضبون من شرب الشيشة داخل المنزل فقام الرجل بشراء كنبة خشبية و وضعها تحت شجرة أمام منزل جيرانه حتي يستظل بها من شمس الصيف. كان الحاج ماهر يعتقد أن وضع الكنبة في ذلك المكان لن يغضب جيرانه خاصة أنها مجرد كنبة يمكن نقلها في أي وقت فهي ليست ثابتة كما أن المكان مهمل ولن يضر الجيران شيء ثم إن جاره يتناول الشيشة هو الآخر وربما تزداد علاقة الجيرة بينهما بتناول الشيشة معا هكذا كان يعتقد الرجل البسيط رغم انها آفة لاتسمن ولا تغني من جوع إلا أن الأمور كانت اكبر مما يعتقد الرجل حيث استيقظ في اليوم التالي ليجد الجار في صالة منزله يعاتبه علي وضع الكنبة في مكان ليس ملكه رد عليه الحاج ماهر: ماكنش العشم يا شيخ محمد دي حتة كنبة لاطلعت ولا نزلت إيه ضررها بالنسبة لك ثم إننا هنشرب شيشة مع بعض وأنت عارف( معنديش حتة) ظل أضع فيها الكنبة. فسكت الشيخ محمد وقال له بس بعد شوية تشيلها تاني. استدار الشيخ محمد عائدا إلي منزله فوجد زوجته في وجهه قائلة: عملت إيه مع الراجل ده؟ فقال لها: خلاص يا ستي هيشيل الكنبة أديته مهلة ينقلها.. صرخت الزوجة: مهلة إيه يا راجل انت الناس( أخذت عليك بعد شوية ييجي ماهر و أولاده يقعدوا في البيت طول عمرك مضيع حقوقنا. سكت الرجل وقال لها: يا ستي اهمدي كل البلاوي تيجي من تحت رأسكم يقصدالمرأة ثم تركها وخرج وفي آخر النهار عاد الحاج ماهر من عمله وبعد تناول الطعام جلس علي الكنبة و نادي علي جاره لتدخين الشيشة معه فرفضت زوجته وقالت له: لا تخرج و لو خرجت يبقي اعتراف منك بأن ماهر لم يرتكب خطأ في حقك قال لها الشيخ محمد ياولية خطأ إيه وجريمة إيه دول جيراننا مهما كان هو أنا كتبت له ورق بالحتة ردت الزوجة: خلاص روح اقعد معاه وسوف اترك لك البيت. خرج الرجل وجلس بجوار جاره متظاهرا بالهدوء وهو يغلي من الداخل بسبب كلمات زوجته التي لا تبغي إلا الخراب هكذا يفكر في نفسه بينما الأمر بسيط و لا يستحق كل هذا. دخل الرجل منزله فوجد أبناءه وقد حرضتهم زوجته عليه وكأنه فرط في وطنه أو عرضه نام واستيقظ و هو في خصام مع كل أفراد أسرته فانتهز فرصة عودة جاره في آخر اليوم وجلس بجواره علي الكنبة وقال له: يا حاج ماهر المهلة انتهت والله لولا غضب أولادي ما فكرت في نقل هذه الكنبة طول حياتي يكفي أنها قربتنا من بعضنا أكثر منها لله زوجتي النكدية نكدت علي وعلي أولادي رد الحاج ماهر: كل دا كان ليه ياشيخ محمد هي الكنبة دي اللي هتعمل لنا مشكلة هشيلها يا عم وعاد الحاج ماهر إلي منزله و حكي ما حدث لزوجته فما كان منها هي الأخري إلا أن قالت له: أوعي تشيل الكنبة.. فرد عليها: ليه؟! فردت عليه: لأن المكان ده كان ملكنا وإحنا تركناه من أول ما بنينا منزلنا ولا أنت ناسي( كانت زوجة الحاج ماهر تكره زوجة الشيخ محمد فأرادت أن تغيظها). قال الحاج ماهر: أنا لم اعد أتذكر انتي فاكره كده. خرج الحاج ماهر إلي عمله وعاد آخر النهار ليجد الكنبة قد تكسرت وتم نقلها أمام منزله استشاط الرجل غيظا وذهب لمعاتبة جاره فوقعت مشاجرة حامية بينه وأسرة جاره سقط علي إثرها مدرجا في دمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة وسط صرخات الأبناء والزوجتين. كان اللواء عبد الرحمن شرف مدير امن كفر الشيخ قد تلقي بلاغا بالحادث من أهالي قرية برج البرلس فانتقل علي الفور اللواء إبراهيم عوض مساعد مدير الأمن علي رأس قوة لمكان الحادث وأكدت التحريات التي اشرف عليها العميدان اشرف ربيع مدير إدارة البحث الجنائي و محمد عمار رئيس المباحث الجنائية قادها العميد عماد موسي رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول وبيلا وبلطيم أن خلافا نشب بين المجني عليه ماهر57 سنة صياد ونجله علي26 سنة صياد من ناحية وجاره المتهم وأولاده من ناحية أخري بسبب وضع المجني عليه كنبة أمام منزل الجناة حيث تلقي المجني عليه عدة طعنات في بطنه أدت الي وفاته في الحال وتم نقل الجثة الي مشرحة مستشفي بلطيم المركزي. تم تحرير محضر بالواقعة و أخطرت النيابة التي تولت التحقيق.