خرج ضابط المباحث من قسم السيدة زينب ليبدأ مهام عمله في متابعة الحالة الامنية بشارع بورسعيد امام حرم المسجد وبعيون ثاقبة لفت انتباهه احد الجالسين يفترش الارض يمد يديه الي المارة طالبا العون والمساعدة وهو يلقي علي آذانهم كلمات وعبارات الاستجداء داعيا لهم بان يرحموا عزيز قوم ذل.. وكان أغلب المارة يجدون فيه انه يستحق أن ينال ما تجود به أيديهم نظرا لحالته المزرية والأتربة التي تغطي وجهه وحالة البؤس التي تكسو ملامحه فمنهم من كان يلقي بيده العملات المعدنية والبعض الآخر لا يعيره الاهتمام ويسير في طريقه وما كان من الضابط الا ان تعاطف معه ولكنه بذاكرة قوية استرجع مشاهد المتسولين والشحاتين الذين يمتلئ بهم المكان الذي يتردد عليه الآلاف من رواد المسجد الزينبي.. قام الضابط بالاقتراب منه بعد أن روادته الشكوك وأثاره الفضول في معرفة الظروف التي دعته الي استجداء المارة خاصة بعد أن وجد ملامحه غير معهودة عليه من قبل وكان حسه صائبا بعد ان ظهرت علامات القلق والتوتر علي وجه المتسول وتلعثم في الإجابة بعد ان وجه له الضابط سؤالا عابرا عن مكان اقامته فجاء رده بتوتربدون تفكير بانه من احدي المناطق بمصر الجديدة فما كان من الضابط الا ان قام بتفتيشه بعد ان اشتبه فيه ليفاجأ بكيس بلاستيك داخل طيات ملابسه ممتلئا بالاموال الورقية من كل الفئات وفوجئ بالمتسول يصيح بانها امواله واكتسبها من عرق جبينه فقام باقتياده الي قسم الشرطة لاستكمال مناقشته.. كان اللواء محمد قاسم مدير مباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء عصام سعد يفيد بتمكن الرائد احمد فرج معاون مباحث قسم شرطة السيدة زينب من ضبط سعيد عبد الرحمن49 سنة عاطل ومقيم3 شارع العبس دمنهور مصر الجديدة اثناء قيامه باستجداء المارة بالطريق العام أمام مسجد السيدة زينب وبتفتيشه عثر معه علي مبلغ وقدره23 الفا و950 جنيها.. باقتياده الي ديوان القسم ومواجهته أمام المقدم محمد العسيلي رئيس مباحث السيدة زينب اقر بان المبلغ المضبوط بحوزته من متحصلات تسوله بعدة مناطق بمصر الجديدة والسيدة زينب.. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار اللواء علي الدمرداش مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.