وصل وزير الخارجية الامريكى جون كيرى إلى روما أمس لإجراء مجموعة من اللقاءات حول مواجهة وشيكة فى الأممالمتحدة وسط المساعى التى يقودها الاتحاد الاوروبى باتجاه الاعتراف بدولة فلسطينية. وصرح مسئولون أمريكيون للصحفيين المرافقين لكيرى على الطائرة ان واشنطن ترغب فى معرفة المزيد عن الموقف الأوروبي، وقالوا ان الإدارة الأمريكية لم تقرر بعد ما إذا كانت ستؤيد أم ستعترض على قرار للأمم المتحدة حول المسألة. والتقى كيرى أولا نظيره الروسى سيرجى لافروف أمس قبل ان يجرى محادثات اليوم مع رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو. وفى جولة دبلوماسية مكوكية رتبت على عجل قبل أعياد الميلاد، سيلتقى كيرى لساعات اليوم مع نظرائه الفرنسى والمانى والبريطانى ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى الجديدة فيديريكا موجيريني. وسيتوجه بعد ذلك إلى لندن للقاء كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى غد. وتعارض واشنطن اى خطوات فلسطينية أحادية للاعتراف بدولة فلسطين فى الأممالمتحدة، وتقول ان ذلك سيعرض نتائج مفاوضات لإسلام المتوقفة مع إسرائيل للخطر. الا ان مسئولين قالوا أنهم سيفرقون بين اتخاذ خطوة أحادية وبين الجهود للتوصل إلى قرار متعدد الإطراف فى مجلس الأمن الدولى يحظى بدعم العديد من الدول. وقال مسئول فى وزارة الخارجية “من المهم أن نفهم ان هدفنا العام هنا هو الاستماع إلى الإطراف الأخرى والتحاور معهم. والاستماع إلى أرائهم والعمل بأقصى قدراتنا للتوصل إلى مسار مشترك إلى الإمام”. وأضاف “جميعنا نريد نزع فتيل التوترات وتخفيف احتمالات اندلاع عنف، ونريد جميعا ان نبقى على الأمل فى التوصل إلى حل الدولتين، وجميعنا نريد ان نمنع تصعيد العنف على الأرض”. وأكد المسئول الامريكى ان إقرار اى قانون بشأن الدولة الفلسطينية سيكون “خطوة مهمة”، مشيرا إلى انه “من المبكر” لواشنطن” ان تبدى موقفا لعدم وجود نص. وصرح المسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية الذى طلب عدم الكشف عن هويته “ان تحديد مهلة عامين ليست الطريقة برأيي التى ننظر فيها إلى التعامل مع مفاوضات أمنية معقدة للغاية”. يأتى ذلك فى الوقت الذى رفض فيه رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو أمس مرة أخرى بشكل قاطع فكرة انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين فى غضون عامين، عشية لقائه وزير الخارجية الاميركى جون كيرى فى روما. وقال نيتانياهو فى بداية الاجتماع الاسبوعى لحكومته “نقف إمام احتمال شن هجمة سياسية علينا لمحاولة إجبارنا على الانسحاب إلى خطوط عام 1967 خلال سنتين وذلك من خلال قرارات فى الأممالمتحدة”. وبحسب نتنياهو فإن قيام إسرائيل بذلك سيؤدى إلى “وصول ما وصفه ب”الإسلام المتطرف إلى ضواحى تل أبيب وإلى قلب القدس”. وأضاف “لن نسمح بذلك، سنتصدى لهذا الحراك بشكل مسئول وحازم”. لكن دبلوماسيين عديدين قالوا ان هذا النص لا يتمتع بأى فرصة للحصول على تأييد واسع وسيعرقله بالتأكيد فيتو امريكى اذا طرح فى المجلس. من ناحية أخري، ذكرت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن أعدادا من الأسرى انضمت إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، الذى بدأه الثلاثاء الماضى 70 أسيرا، ليصل العدد إلى نحو 100 أسيرا، وذلك احتجاجا على سياسة العزل الانفرادي، وتضامنا مع الأسير المعزول والمضرب نهار السعدى.