رفض مبعوث الأممالمتحدة لدى سوريا أمس تلميحات إلى أن الهدنة المقترحة فى مدينة حلب بشمال البلاد ستفيد الرئيس بشار الأسد قائلا انها انطلاقة نحو عملية سياسية وحيوية للسماح بدخول المساعدات. واجتمع ستافان دى ميستورا مع جماعات المعارضة السورية فى تركيا على مدى الأيام القليلة الماضية فى محاولة لإقناعها بخطة للأمم المتحدة "لتجميد القتال" فى اطار جهود للحصول على مساعدات انسانية هناك حاجة ماسة اليها فى المدينة المقسمة. وتقول المعارضة وبعض الدبلوماسيين والمحللين ان المبادرة تنطوى على مخاطر وان حلب قد تواجه نفس المصير مثل مدينة حمص بوسط البلاد حيث استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها إلى حد بعيد. وقال دى ميستورا لرويترز "انه ليس وقفا لإطلاق النار مثلما هو الحال فى حمص. تحتاج (المعارضة) إلى ان تشعر بالراحة من ان هذه خطة للأمم المتحدة لها هدف واحد وقف القتال وجلب المساعدات ووقف هذا الصراع، ويبدأ ذلك من حلب". وقال "إننا ننظر الى العديد من الأحوال والعديد من الجوانب من اجل طمأنة الجميع لان كل الأطراف لديها مشكلة ثقة" مضيفا ان نائبه سيسافر الى دمشق ليحاول كسب تأييد حكومة الأسد. وحلب منقسمة بين شطر تسيطر عليه جماعات المعارضة فى الشرق وشطر تسيطر عليه القوات الحكومية فى الغرب. ويتعرض المدنيون المتبقون لغارات قصف بالبراميل المتفجرة. وأدى القتال إلى إلحاق ضرر شديد بطرق وصول المساعدات الإنسانية. وأدى وجود جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة التى حاربت مع وضد جماعات المعارضة الى تعقيد الصورة أكثر. وامتنع دى ميستورا عن قول ان كان يتوقع ان توقع جبهة النصرة على خطة الهدنة لكنه قال ان "حساباتهم ستكون خاطئة" إذا سعوا الى تعطيلها. وقال الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية المدعوم من الغرب الذى اجتمع مع دى ميستورا فى اسطنبول الأحد الماضى ان أى خطة هدنة تحتاج الى ان تكون جزءا من استراتيجية أشمل تتضمن عزل الأسد من السلطة. وأضاف دى ميستورا "جميعنا نعلم ان الحل ليس مجرد تجميد. التجميد نقطة انطلاق، إنه حجر بناء فى العملية السياسية" مضيفا ان سقوط حلب سيخلق لاجئين إضافيين يصل عددهم الى 400 ألف لاجئ، مؤكدًا "حلب أيقونة. مزيج للثقافات والأديان ليست لسوريا والشرق الأوسط وحسب وإنما للعالم أجمع. إذا سقطت حلب فإنها ستكون مأساة". ومن جانبه، قال قيس الشيخ "رئيس مجلس قيادة الثورة وهو تحالف يضم عشرات الفصائل المقاتلة بينها الإسلامية والعلمانية" لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، ان "خطة السفير دى ميستورا التى عرضها لنا لم تكن مكتوبة ولا تحتوى على كل الآليات والضمانات المطلوبة". وأضاف "ناقشناه فى قناعات بنى عليها خطته تختلف مع قناعاتنا". وأشار إلى انه سيبحث مع "الاخوة والأصدقاء فى المعارضة حول الخطة، ما ان تصلنا مكتوبة ومستوفية كل التفاصيل، ثم نبين موقفنا".