أصبح وباء العنف يطارد مليارات الفقراء يوميا في جميع انحاء العالم ومن ثم أصبحت مفاهيم العدالة والمساواة والحرية مجرد كلمات تطلقها الدول الكبري لتقدم نفسها في هيئة نموذج فريد ينبغي ان يتبع. كتاب( تأثير الجراد.. لماذا يحتاج انهاء الفقر وضع حد للعنف) للمؤلفين جاري هاوجن وفيكتور بطرس يعرض كيفية تعرض الفقراء في العالم للسطو والابتزاز والاغتصاب وامتهان كرامتهم ومن ثم تراجع الانتاجية والنمو الاقتصادي, يتساءل المؤلف لماذا نعرف كل هذا ومع ذلك لا نفعل سوي القليل جدا لمواجهته. وكما قالت ماري سلوتر رئيسة مؤسسة أمريكا الجديدة وأستاذة الشئون الدولية في جامعة برينستون ان هذا الكتاب غاية في الاهمية لاي شخص مهتم بالتنمية والامن العالميين. هل هناك ملايين الفقراء يقعون بلا هوادة تحت مقصلة العنف خاصة الفتيات والنساء ومن ثم يحلل الكتاب ظاهرة عالمية الفقر ويصور العنف كحلقة مفقودة ينبغي أن يكافحها مناهضو الفقر حول العالم. ويكشف الكتاب عن أن مليارات الفقراء حول العالم كانوا نتاجا للسياسات الاستعمارية للدول الغربية. يشير المؤلفان الي ان العنف في مناطق الصراعات يؤدي الي نقص الغذاء والدواء والملجأ الامن والتعليم والمياه النظيفة ومن ثم ينحدر المشردين الي هوة سحيقة من الفقر أسوأ من فقدانهم لحياتهم بسبب العنف. يضرب المؤلفان مثالا علي ذلك من خلال مذبحة رواندا التي خلفت في اعقابها ملايين الفقراء خلال عقدين كاملين في اعقابها مما خلف كارثة انسانية لا يقوي العقل البشري علي استيعابها. كما يشير الي الصراعات المسلحة شرقي الكونغو والتي أسفرت عام2011 عن48 حالة اغتصاب ضد النساء خلال الساعة الواحدة! ويشير المؤلفان الي ان العالم مازال غير مدرك الي ان وباء الفقر يؤدي الي العنف والعكس أيضا, واذا ما أدرك العالم ذلك لبذل المزيد لمواجهته. هناك المليارات حول العالم يواجهون شبح المرض والفقر ويعيشون علي أقل من دولار واحد يوميا, يتركز هؤلاء في افريقيا وجنوب وشرق أسيا وأمريكا اللاتينية ويحتاجون الي جهود المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات حقوق الانسان والعاملين المحليين في مجال الصحة والاغاثة بدعم من الوكالات الدولية للإغاثة والصحة. ويوضح الكتاب انه في الوقت الذي اشارت فيه الاممالمتحدة الي ضرورة محاربة الفقر ضمن الأهداف الانمائية للالفية بحضور193 دولة الا انها لم تشر الي ضرورة مكافحة العنف الذي يتعرض له هؤلاء الفقراء والذي يجعل وضعهم أكثر سوءا. وبعد نصف قرن من مغادرة الأنظمة الاستعمارية للدول النامية تغيرت القوانين بها الا ان أنظمة تطبيق هذه القوانين لم تتغير فأصبح القانون يحمي الانظمة الحاكمة من الشعوب ولا يحمي تلك الشعوب من بطش الانظمة السياسية الحاكمة, ومن ثم فهناك حاجة ماسة لتفعيل العدالة الجنائية وحماية الفقراء من العنف. ويشير المؤلفان الي ان تراجع العدالة في الدول النامية هو الذي قاد الي الثورات العربية وسقوط الانظمة المستبدة والتي تبعها حالة من الفوضي والحروب الاهلية في معظم تلك البلدان مما زاد من وضع الفقراء بها سوءا. ويقول المؤلفان: في الوقت الذي نظرنا فيه الي أنظمة العدالة لدي الغرب للتعلم منها وتطبيقها علي العالم النامي اكتشفنا مدي فشل نظام العدالة في الغرب, مثل انتهاك القوانين في الولاياتالمتحدةالامريكية, ومن ثم وفقا للمؤلف فان الفساد الذي نراه هنا وهناك حول العالم لا ينفصل عن الفساد في داخل واشنطن نفسها. وتحت عنوان( الجوع والأمل.. الهروب من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي في الدول النامية) يتحدث المؤلف جورج نورتون عن المعاناة اليومية لفقراء العالم النامي لتوفير لقمة العيش لاسرهم, ويعرض لفكرة تغيير الانماط الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والنمو الاقتصادي لتلك الدول بهدف القضاء علي الفقر والجوع. وبينما تتشدق الولاياتالمتحدةالامريكية بمفهوم حقوق الانسان الذي تدعي احترامها له فان كتاب( هل الفقر حكم بالاعدام) الصادر عن لجنة الصحة بمجلس الشيوخ الامريكي يكشف عن وجود44 مليون أمريكي تحت خط الفقر ومنذ عام2002 هناك نحو12 مليون أمريكي يتجهون نحو الفقر. ويشير الكتاب الي ان أمريكا هي أكثر دولة كبري يعاني سكانها من انعدام المساواة في توزيع الثروة بين مواطنيها موضحا ان ذلك لا يؤدي فقط الي انعدام الشعور بالرضا او انعدام السعادة لكنه يؤدي الي الموت جوعا ليعتبر الفقر بمثابة حكم بالاعدام. ( فضيحة التجارة العادلة.. تسويق الفقر لصالح الدول الكبري) للمؤلف ندونجو سيلا يكشف الفرق بين نظرية التجارة العادلة ونتائجها التطبيقية التي لا تصب في مصلحة الدول الفقيرة خاصة في افريقيا. المؤلف هو باحث سنغالي لدي مؤسسة روزا لوكسمبورج وحاصل علي درجة الدكتوراة في اقتصاديات التنمية. خلال هذه الايام وعلي ضوء الازمة المالية والبنكية العالمية التي تؤثر علي حياة مئات الملايين من البشر نسمع عن مفهوم الاستثمار المالي الاخلاقي وهو في الحقيقة محاولة للالتفاف علي السوق الحر اكثر من ايجاد عدالة حقيقية للعولمة الاقتصادية, وذلك علي الرغم من ان التجارة العادلة تعد مبادرة مفعمة بالامل للعمال في الدول النامية حيث يسعي المؤمنون بها الي وضع حد لانعدام المساواة بين الدول النامية والمتقدمة. وينادي المؤمنون بهذه المبادرة بحصول العمال في الدول النامية علي أسعار لائقة للمنتجات التي يصدرونها للعالم النامي. ووفقا للنظريات تقوم التجارة العادلة علي تصدير المنتجات التي تعتمد علي المواد الخام من الدول النامية بسعر مرتفع للدول الكبري لتحسين معيشة فقراء دول الجنوب وهو مالا يحدث علي أرض الواقع. ويتساءل المؤلف: هي التجارة العادلة وفت بوعدها وخدمت الفقراء في العالم النامي ؟ ويرد المؤلف علي تساؤله قائلا إن نظام التجارة العالمي لم يكن عادلا مع فقراء العالم. ويوضح الكتاب ان هناك نحو122 دولة نامية في العالم53 منها في افريقيا و30 في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي و27 في أسيا. مع تصاعد الوحشية والعنصرية في تل أبيب مؤلف يهودي: هل إسرائيل مكان جيد لليهود؟ في عام2006 كتب المؤلف اليهودي ريتشارد كوهين مقالا في صحيفة( الواشنطن بوست) الامريكية معترفا أن انشاء دولة اسرائيل يعد خطأ كبيرا مما أثار ضجة واسعة من جانب تل أبيب ومناصري الدولة اليهودية, والان يخرج نفس الكاتب بكتاب ينتقد دولة اسرائيل وارتفاع دور العنصرية في تل ابيب تحت عنوان( إ سرائيل هل هي جيدة جيد لليهود ؟). يقف المؤلف ضد المشروع الصهيوني وحماقاته منتقدا حزب الليكود الفاشي وقياداته الارهابية مشيرا الي انه اذا مضت اسرائيل في نفس الطريق الحالي ستصبح مثل الولايات الصليبية في العصور الوسطي. يقول المؤلف اليهودي في مقدمة كتابه: ان الخطأ العظيم الذي يمكن ان ترتكبه اسرائيل هو أن تنسي أنها خطأ في حد ذاتها, هذا ما قلته في مقالي بصحيفة واشنطن بوست من قبل والان أقول ان اسرائيل خطأ متعمد لانها تم انشاؤها علي أراضي العرب والمسلمين وبعض المسيحيين والنتيجة هي العنف والارهاب الذي نراه الآن علي الأرض مشيرا الي ان حروب اسرائيل ضد حزب الله اللبناني وقطاع غزة جعلت تل أبيب في مرمي الصواريخ يدوية الصنع من لبنانوغزة. وأشار الي انه لم يجد كلمة تعبر عن انشاء دولة لليهود الاوروبيين في الاراضي العربية مشيرا الي ان كلمة خطأ لا تفي بالمعني الذي يقصده, موضحا ان هذا هو نوع من أنواع الاستعمار. ويقول المؤلف ان الوطن اليهودي مثل ضغطا كبيرا علي الفلسطينيين التعساء, حيث كانت جملة الاعتبارات الامنية حاضرة في كل تصرف اسرائيلي ينتهك حقوق الفلسطينيين. يقول المؤلف: هل فكر العالم في هذا الوضع الخاطيء للدولة اليهودية ؟, قائلا: للاسف أي انتقاد للدولة اليهودية يتم انتقاده ويعتبره اليهود معاديا للسامية ومؤيدا للعرب, ولا يفهموه مطلقا في اطار معاداة الصهيونية. ويشير المؤلف الي انه انتقد من قبل احتلال اسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية مؤكدا أن تحول إسرائيل الي قوة احتلال جعلها تفقد مصداقية ادعاءاتها باحتكار الاخلاقيات. ويشير المؤلف الي ان الفلسطينيين تمت محاصرتهم من جانب الاسرائيليين لبناء دولة ليهود أوروبا لتصبح امتدادا لاوروبا في الشرق الاوسط الا انها مثل الشيء الشاذ فلن تصبح يوما جزءا من الاراضي العربية او السكان العرب وهنا يكمن الخطأ. ويشير المؤلف الي ان اسرائيل اعتادت ان تتعامل مع الفلسطينيين بقسوة لدرجة فقد انسانيتها معهم بما يتناقض مع تعاليم التوراة. يستعرض المؤلف تاريخ قيام اسرائيل موضحا انها نتاج لقرن من الحروب والقتل الا ان الاسرائيليين لم يتعلموا من التاريخ ومن تعرضهم لمذابح الهولوكوست والان يحاولون ابعاد العرب عن أراضيهم. وأشار الي ان اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة له تأثير كبير علي السياسات داخل اسرائيل مطلقا علي ممارسات هذا اللوبي مصطلح( أمركة الصهيونية) موضحا ان الصهيونية والعنصرية أضرت كثيرا بصورة دولة اسرائيل وأن اليهود الذين يتحدثون عن إحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين في واشنطن يتوهمون تحقيق مثل هذا السلام في ظل الممارسات الوحشية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين علي الارض. واشنطن تخشي الأيادي الخارجية! مؤلف أمريكي: أوقفوا الحرب الأهلية المقبلة ويشير المؤلف في كتابه( اوقفوا الحرب الاهلية القادمة) الذي عرضته صحيفة( واشنطن تايمز) أخيرا الي أن الانقسام الحالي في واشنطن قد يتبعه حرب اهلية ثانية ستكون أكثر خطورة من الاولي مشيرا الي ان السكان زادوا في أمريكا عشرة أضعاف منذ زمن لينكولن, وستكون الاسلحة الحديثة اكثر تدميرا بكثير ومن شأن اشعالها مرة أخري ان يسفر عن اكثر من600 ألف قتيل الذين لقوا مصرعهم في الحرب الاهلية الاولي. وأشار المؤلف الي ان الحرب الاهلية المحتملة في امريكا ستتجاوز العبودية والفوارق الاقتصادية والاجتماعية حيث يتركز الصراع الحالي علي الثورة الليبرالية حيث تحاول قوي اليسار الاستيلاء علي الاقتصاد والسياسة العالمية, موضحا ان هذه الثورة القادمة تشبه عقيدة برجنيف والمباديء الشيوعية. وتحت عنوان الفصل الاول( الترقي الي الخيانة) يقول المؤلف: انه لا يوجد هواة في هذه المعركة, حيث تتعرض أمريكا- علي حد قوله- للهجوم من الداخل والخارج بينما تسعي الحكومة الامريكية لتوطيد سلطتها المحلية وفي الوقت نفسه إضعاف الدفاعات الامريكية ضد القوة المتنامية لاعداء واشنطن علي حد تعبيره. واوضح ان أمريكا لم تتعرض للتفكك بين عشية وضحاها, ولكن أعداءها شاركوا في مسيرة طويلة ضد لغة وثقافة وجيش الولاياتالمتحدة الي جانب العمل علي احلام الطبقة الوسطي والحقوق المدنية وسياسات الرعاية الصحية. وأشار المؤلف الي ان أمريكا ليس لها إلا حليف واحد وهي اسرائيل.