تسعة عشر عاما مرت علي وفاة قيثارة الغناء العربي المطربة والفنانة القديرة ليلي مراد, التي احتلت مكانة راسخة في قلوب الجماهير في مصر والعالم العربي, برغم اعتزالها للحياة الفنية لمدة أربعين عاما قبل وفاتها, التي ولدت في السابع عشر من فبراير عام1918, اسمها الحقيقي ليليان ابراهيم زكي موردخاي, وهي من أسرة يهودية الأصل, كان والدها ملحن وهو زكي مراد, وأمها جميلة سالومون وهي يهودية من أصل بولندي, بدأت ليلي مراد مشوارها الفني في سن الرابعة عشر, حيث بدأت تعلم الغناء علي يد والدها زكي مراد, والشاعر المعروف داود حسني, وقد بدأت بالغناء في الحفلات الخاصة إلي أن تقدمت للاذاعة كمطربة عام.1934 تعاملت الفنانة ليلي مراد مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في العديد من الأغاني, ومع العديد من الملحنين مثل محمد فوزي, منير مراد, رياض السنباطي وغيرهم والتي قدمت من خلالهم ما يقرب من1200 أغنية. ارتبطت الفنانة ليلي مراد بالفنان أنور وجدي بعد أول فيلم لها معه وكان من إخراجه وهو فيلم ليلي بنت الفقراء, وتزوجا عام1945, وتعاونا سويا في العديد من الأعمال السينمائية أشهرها فيلم عنبر, قلبي دليلي, غزل بنات, واستمر زواجهما ثماني سنوات ثم انفصلا, تزوجت بعد ذلك من وجيه أباظة, وأنجبت منه ابنها أشرف, لكن هذه الزيجة لم تستمر طويلا بسبب ممانعة عائلة وجيه أباظة واعتراضهم منذ بداية زواجهما عليها, وبعد فترة تزوجت الفنانة ليلي مراد من المخرج فطين عبد الوهاب, والذي أنجبت منه ابنها زكي. قامت ليلي مراد ببطولة27 فيلما, أشهرها: شاطئ الغرام, ليلي بنت الفقراء, ليلي بنت الأغنياء, ليلة في الظلام, الماضي المجهول, حبيب الروح, بنت الأكابر, سيدة القطار, كان آخر أفلامها في السينما الحبيب المجهول مع حسين صدقي واعتزلت بعدها العمل الفني. وأعلنت ليلي مراد إسلامها في بداية مشوارها الفني, عام1946 علي يد الشيخ محمود أبو العيون, وكيل الجامع الأزهر الذي كانت تداوم علي حضور الدروس الدينية التي كان يلقيها, وتوفيت مسلمة, وبرغم ما لحق بها من تهم مغرضة طالتها بعد ثورة يوليو وتحديدا بعد سنة1956 بدعوي أنها تبرعت ماديا لإسرائيل, وتم التحقيق معها في وقائع شهيرة, وثبتت براءتها من كل ما نسب إليها. كان للفنانة ليلي مراد صلة وثيقة في سنواتها الأخيرة بالشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله- حتي آخر لحظات حياتها في مساء الثلاثاء(21 نوفمبر1995); حيث رحلت- رحمها الله- في تمام الساعة العاشرة مساء, وتمت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة, الذي كانت دائما تزوره وتتصدق فيه بفريضة الزكاة, ودفنت بمقابر العائلة بالبساتين, رحم الله ليلي مراد رحمه واسعة جزاء ما أسعدتنا به من فنها الراقي لسنوات طويلة.