أعلنت الهيئة المكلفة بتنظيم الانتخابات العامة في تونس أمس ان حزب نداء تونس حصل علي86 مقعدا وفق النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي أجريت يوم26 أكتوبر الماضي وفاز فيها الحزب العلماني علي حركة النهضة الإسلامية التي حلت الثانية. وقال شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحفي ان نداء تونس حصل علي86 من إجمالي217 مقعدا في مجلس نواب الشعب( البرلمان) فيما حصلت حركة النهضة التي حلت الثانية علي69 مقعدا. وأضاف أن حزب الاتحاد الوطني الحر الذي أسسه سليم الرياحي رجل الأعمال الثري ورئيس النادي الأفريقي لكرة القدم, حل في المركز الثالث ب16 مقعدا تليه الجبهة الشعبية( ائتلاف لأكثر من10 أحزاب يسارية راديكالية) ب15 مقعدا. وأورد أن عدد المشاركين في الانتخابات التشريعية بلغ3 ملايين و579 ألفا و257 ناخبا أي ما يعادل أكثر من70 بالمائة من إجمالي الناخبين المسجلين علي لوائح الاقتراع. يذكر أن حزب نداء تونس الذي أسسه في2012 رئيس الحكومة الأسبق الباجي قائد السبسي, يضم يساريين ونقابيين ومنتمين سابقين لحزب التجمع الحاكم في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وبحسب نتائج استطلاعات رأي محلية, فإن قائد السبسي(87 عاما) هو المترشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة الأحد القادم. ويتنافس في هذه الانتخابات27 مترشحا أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي, وسليم الرياحي, وحمة الهمامي زعيم الجبهة الشعبية. وأعطي دستور تونس الجديد الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي مطلع2014, صلاحيات واسعة للبرلمان ورئيس الحكومة, مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية. في غضون ذلك, تعهد حزب حركة نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية بإصلاحات واسعة للدبلوماسية التونسية متهما حزبي حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية الشريكين في التحالف الحكومي المستقيل باتباع سياسة المحاور التي أضرت بالعلاقات الخارجية لتونس. وطرح الحزب مشروعه للسياسة الخارجية خلال فترة الحكم المقبلة تحصلت وكالة الأنباء الألمانية( د.ب.أ) علي نسخة منه. وفي تشخيصه للصعوبات التي تواجهها الدبلوماسية التونسية اتهم الحزب التحالف الحكومي المستقيل بقيادة حركة النهضة الإسلامية والرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي وطاقمه الدبلوماسي المنتمي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية, الزج بتونس في ملفات معقدة لا مصلحة للدولة فيها مما عكر العلاقات مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة. وأوضح إن تلك السياسة عمقت عزلة تونس في محيطها المباشر وساهم في تقليص الدعم المرتقب من شركائها التقليديين لمساعدتها علي تجاوز التحديات والمصاعب التي فرضتها تطورات المرحلة الحساسة من تاريخه. وأرجع نداء تونس ترنح السياسة الخارجية التونسية عقب وصول التحالف المستقيل الي الحكم اثر انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في2011, الي محاولات ضرب أسس العلاقات الخارجية والمبادئ التي بنيت عليها الدبلوماسية التونسية لسنوات عدة مثل اجتناب الانخراط في سياسة المحاور, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.