ما بين ترحيب القوي السياسية والشعبية بمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين للم الشمل العربي والصلح مع قطر, ورد رئاسة الجمهورية علي المبادرة ببيان رحبت فيه بالصلح, وإعادة اللحمة بين الدول العربية باعتبار أن مصر هي بيت العرب, خرجت بعض الشروط من مختلف الأوساط السياسية والمجتمعية, لتحقيق المصالحة مع قطر, أبرزها وقف العدوان الاعلامي علي مصر, وتسليم قيادات الاخوان الهاربة بالدوحة. وأيدت مؤسسة الرئاسة المصرية, اتفاق الرياض التكميلي, الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين, ووقع عليه أمراء قطر والبحرين والامارات لوضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات التي تهدد أمتينا العربية والاسلامية. بينما أبدي خبراء الإعلام والسياسيون والاحزاب ترحيبهم بالمبادرة السعودية, مؤكدين أن الكرة الآن في ملعب قطر, بعد ترحيب مصر, التي أعلنت في بيان الرئاسة تطلعها إلي حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي. وطالبت القوي السياسية بضرورة ان تعترف قطر بالخطأ, وتسلم فلول الاخوان وتحترم هيبة مصر, مع تغيير السياسة الاعلامية لقناة الجزيرة, مما يثبت حسن نية قطر تجاه المبادرة. في غضون ذلك, تباينت الآراء بالشارع المصري, حيث يري البعض أن نوايا قطر خبيثة, رغم أن مصر لم تبادر بأي خلافات معها, بينما رأي آخرون ان المبادرة بداية جديدة تساعد علي السلام بين البلدان العربية. رحب عدد من الاحزاب والقوي السياسية بدعوة العاهل السعودي وبيان الرئاسة المصرية في إطار لم الشمل العربي والمصالحة بين الدول العربية, واعتبرها البعض, إذا التزمت دولة قطر بتعهدات المبادرة بداية الطريق لاجتثاث جذور الإرهاب, وأن الشعب المصري لن ينسي ما فعلته قطر, وعليها أن تصالح الشعب بالأفعال. قال شهاب وجيه المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار, إن مصر هي الشقيقة الكبري للدول العربية والرائدة في العالم العربي, مرحبا بدعوة العاهل السعودي و رد الرئاسة عليها, مؤكدا أن الشعب المصري لن يتسامح بسهولة أو يصالح من يدعم أي نوع من أنواع الإرهاب أو يتضامن معه أو يستضيفه ضد أبناء الشعب المصري الذين يضحون بأرواحهم, ونرحب بعودة قطر مرة أخري للأمة العربية, لكن عليها أن تفعل التعهدات حتي لا يصبح الحديث والمبادرات مجرد كلام سياسي وإعلامي, ويظل الموقف كما هو بدون تغيير. بينما قال طارق التهامي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: بالطبع نرحب بالدعوة السعودية لإزالة الخلافات بين الدول العربية في إطار تدعيم سبل التعاون بين جميع البلدان, وذلك نظرا لدقة المرحلة التي يمر بها الوطن العربي, لكن هذه المبادرة لن تنجح إذا استمرت قطر علي نفس سياستها و إعلامها الذي يتطاول علي مصر, مؤكدا أن العامل المؤثر في إنجاح المبادرة هو سياسة النظام القطري. وأكد محمد أنور السادات رئيس حزب البناء والتنمية والقيادي بتحالف الوفد المصري أن هذه المبادرة كانت ستحدث عاجلا أم اجلا, مرحبا بالدعوة السعودية والترحيب المصري الذي يعكس كرم مصر وتسامحها بإعطائها فرصة لقطر حتي تعود جزءا من الأمة العربية, مضيفا أن هذا ليس تغييرا في الموقف المصري, فقطر تجاوزت في حق مصر و شعبها وهذا التطاول كان يجب أن ينتهي, وتدرك أنه لابد من وحدة الصف العربي. وقال محمد أمين المتحدث الرسمي لحزب المحافظين: بالطبع نرحب بالدعوة السعودية, ونراها مبادرة جيدة جدا لغلق ملف التجاوزات التي فعلتها قطر, لكن هذا لن يجعل الشعب المصري يسامح بسهولة وينسي التجاوزات التي حدثت في حقه بعد30 يونيو, وعلي قطر ان تبرهن للشعب المصري أنها حقا تراجعت عن سياستها. وأضاف رامي صلاح مسئول قطاع القاهرة بحزب الحركة العربية الشعبية تمرد: العاهل السعودي كما عهدناه يحاول لم الشمل العربي ومبادرته خطوة جيدة لتحقيق الوحدة العربية, ولكن علي قطر ان تلتزم ولا تتلاعب كما فعلت من قبل, فالشعب المصري غاضب جدا لدعمها للإخوان المسلمين وتمويلها واستضافتها لهم, وتطاولها في حق الشعب المصري وإنكارها إرادته, والخطوة الأولي أن تعترف بثورة30 يونيو, وتغير سياستها الإعلامية التي تنتهجها قناة الجزيرة, وغير ذلك لن يقبل الشعب أي تصالح.