سادت حالة من السخط والغضب بين أهالي مدينتي المطرية والمنزلة.. هاتان المدينتين اللتين تعيشان علي الصيد عقب إنشاء كوبري العجايبة الذي يستولي علي جزء كبير من بحيرة المنزلة فعلي الرغم من وعود رئيس الهيئة العامة لثروة السمكية بإزالة الكوبري وتكليف لجنة للاشراف علي إزالته, إلا أن أعمال الانشاء مازالت مستمرة.. والسؤال الذي يطرحه الصيادون الآن: هل ستقف مؤسسات الدولة بجانب صيادي المطرية البسطاء أم أن الصيادين سقطوا من حسابات المسئولين الذين قاموا بدورهم برفع دعوي قضائية ضد بعض القيادات لإهدارهم بحيرة المنزلة. يقول مختار افندينا من أهالي مدينة المطرية: إن الصيادين بالمدن المطلة علي بحيرة المنزلة يعيشون حالة من الغضب الشديد من إنشاء كوبري وطريق العجايبة أعلي البحيرة, واعتبروه عملية إعدام للصيد في البحيرة وتدمير لثروتها السمكية. وأضاف أن الطريق الموازي لقنال اللنش يبدأ من نقطة مصب بحر البقر وينتهي عند منطقة ابن سلام بطول6 كيلومترات وبعرض15 مترا, مؤكدا أنه سيؤدي إلي تجفيف منطقة من البحيرة بمساحة تصل إلي28000 فدان. وقال طه الشريدي, من اهالي المدينةإنه بالرغم من صدور القرار رقم459 لعام2013 من رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بوقف الأعمال الإنشائية بكوبري العجايبة وإزالة ما تم من الطريق, فإن العمل بها يجري حاليا علي قدم وساق, حيث قاربت الأعمال الإنشائية بكوبري العجايبة علي الانتهاء, وهو ما ينطبق علي آخر مراحل إنشاء ذلك الطريق. واستنكر عادل محمود, صياد, عدم التزام رئيس الهيئة, بوعوده لوفد نقابة الصيادين الذي تقابل معهم سابقا بشأن وقف إنشاء طريق العجايبة. مضيفا أنه يعتقد أنه توجد أياد خفية وأصحاب مصالح لهم اليد الطولي في استمرار هذا الطريق وهذا الكوبريبرغم اعتراضات الصيادين. وأوضح أن طريق العجايبة يتسبب في وقف حال الصيادين بعد توغله وقضائه علي جزء كبير من البحيرة, حيث يتسبب في قطع أرزاقهم. أما محمود هجرس( صياد) فأكد أن الصيادين اعترضوا عشرات المرات علي إنشاء طريق العجايبة, لكن المسئولين لا يهتمون بالمواطنين الفقراء حسب تعبيره, وتم تحريك دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري ببورسعيد, للمطالبة بوقف إنشاء طريق العجايبة. وحملت الدعوي رقم5946 لسنة2 قضائية بمحكمة القضاء الإداري ببورسعيد, ضد كل من وزير الزراعة واستصلاح الأراضي, رئيس هيئة الثروة السمكية, ووزير الري والموارد المائية, ومحافظ بورسعيد, ومحافظ الدقهلية, ومدير أمن بورسعيد. وطالبت بوقف تنفيذ القرار السلبي بالامتناع عن تنفيذ القرار رقم459 لسنة2013, وفي الموضوع إلغاء القرار السلبي بامتناع جهة الإدارة عن وقف الأعمال وإزالة التعديات بطريق وكوبري العجابية والذي يتبناه كبار المعتدين علي بحيرة المنزلة, الذي يؤدي إلي ضياع ثلث مساحة المسطح المائي لبحيرة المنزلة, وقد تأجل النظر في الدعوي حتي يوم18 نوفمبر الحالي. وقال صيادون: إنه لا توجد إرادة حقيقية لدي الاجهزة التنفيذية بالدولة لإنقاذ بحيرة المنزلة او ما تبقي منها, وأنه ومنذ زيارة المهندس ابراهيم محلب, رئيس مجلس الوزراء ومعه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, واللواء عادل لبيب, وزير التنمية المحلية للبحيرة في منتصف شهر يوليو الماضي وحتي اليوم لم يحدث أي جديد في البحيرة, حيث استمرت التعديات من أصحاب الأحوزة, واستمرت عمليات تجفيف البحيرة لمصلحة أصحاب النفوذ علي مرأي ومسمع من المسئولين بالمسطحات المائية بالمطرية وتغافلهم عن تلك التعديات واستمرار العمل بكوبري وطريق العجايبة الذي يشق مياه البحيرة, ويلتهم ثلث المساحة المتبقية منها علي الرغم من وعود رئيس الوزراء بإنهاء هذه المشكلة ووقف العمل بالكوبري والطريق وإعادة الوضع إلي ما كان عليه, كما استمرت عمليات فرض السطوة والسيطرة علي البحيرة, ونهب الصيادين من قبل المسجلين خطر والهاربين من الأحكام وتجار الآثار الذين يتخذون من البحيرة مأوي لهم علي الرغم من الحملات الامنية المتكررة علي البحيرة والتي لا تأتي بجديد. بينما قال عبد الكريم الرفاعي شيخ الصيادين: أصدرت الاجهزة التنفيذية بمحافظة بورسعيد قرارا احاديا بانشاء كوبري وطريق العجايبة والذي يخترق بحيرة المنزلة ويردم اجزاء كبيرة من البحيرة للربط بين كوبري شادر عزام ببورسعيد ومنطقه قنال الساقية ليهدد بردم33 ألف فدان من بحيرة المنزلة ويهدد بزوال البحيرة خلال10 اعوام علي الاكثر بحسب ما أكده حسن الشوا نقيب صيادي المطرية. وعلي الرغم من اعتراض الاجهزة التنفيذية بمحافظة الدقهلية ووزارة البيئة وصدور قرار من الهيئة العامة للثورة السمكية بايقاف العمل بالكوبري والطريق, فإن أعمال ردم البحيرة لإنشاء الطريق وأعمال إنشاء كوبري العجايبة تجري علي قدم وساق وبوتيرة متسارعة. وكانت الهيئة العامة للثروة السمكية قد أصدرت القرار رقم459 لسنة2013 وحمل توقيع رئيس مجلس إدارة الهيئة الدكتور خالد عبدالعزيز الحسني جاء فيه تتم إزالة جميع التعديات الواقعة علي المسطح المائي لبحيرة المنزلة وعلي نفقة المتعدين وبإرشاد الموظف المختص وهي عبارة عن مدق موازي لمجري اللنش ابتداء من مصب مصرف بحر البقر حتي منطقة ابن سلام لمخالفته للقانون رقم124 لسنه1983 وبدون تصريح من الهيئة وتكليف السلطة المختصة باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتحصيل مستحقات الهيئة وإخطار الادارة العامة للمسطحات المائية وشرطة البيئة وجميع الجهات المختصة بصورة من القرار لتوفير الحماية الامنية وعلي جميع الجهات المختصة تنفيذ القرار كل فيما يخصه ويعمل بهذا القرار منذ تاريخ صدوره. الا ان الاجهزة التنفيذية ضربت بقرار الهيئة العامة للثروة السمكية عرض الحائط ولم تتم إزالة المدق الترابي لمده عام كامل بل تجاوزت محافظه بورسعيد الأمر وبدأت في أعمال إنشاء الكوبري واستمرت عملية تجفيف الأراضي لإنشاء طريق العجايبة دون ان يتحرك أحد في الدولة لإيقاف هذا التجاوز وهذه الكارثة التي تهدد بقاء بحيرة المنزلة. بينما أشار حسن الشوا, نقيب الصيادين بالمطرية, إلي أن الاجهزة التنفيذية بمحافظة بورسعيد اعتادت علي تجفيف بحيرة المنزلة منذ عقود لإجراء توسعات للمدينة المحاطة بالمياه من كل جانب مناشد الاجهزة السيادية بالدولة بالتدخل لإنقاذ بحيرة المنزلة وإيقاف العمل بطريق وكوبري العجايبة وإيقاف تعديات مسئولي محافظة بورسعيد المستمرة علي البحيرة. الشوا تساءل لمصلحة من يتم إعدام بحيرة المنزلة بهذا الشكل, فالمساحات التي ستردم نتيجة لانشاء كوبري وطريق العجايبة تعتبر الأساس للبحيرة, وإذا ردمت ستنتهي البحيرة تماما خلال10 سنوات علي الاكثر. وأضاف قائلا: إن المهندس عمر الشوادفي, محافظ الدقهلية تقدم بمذكرة للمهندس إبراهيم محلب, رئيس مجلس الوزراء في أثناء زيارته لبحيرة المنزلة في يوليو الماضي اشتكي فيها من قيام محافظة بورسعيد بردم بحيرة المنزلة عن طريق انشاء طريق عشوائي مطالبا مجلس الوزراء بسرعه التدخل, وانقاذ البحيرة من كم التعديات الواقعة عليها, خاصة أن محافظة بورسعيد شرعت في بناء طريق عشوائي داخل البحيرة بطول6 كيلومترات, مما سيؤدي إلي تدمير آلاف الأفدنة من البحيرة وتجفيفها.
