انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاشغالات والأسواق العشوائية بشوارع مدن وأحياء محافظة المنوفية ولم تسلم أسوار دور العبادة من هذه الظاهرة حيث تزايد أعداد الباعة الجائلين وشوادر اللحوم والمخالفات علي أبواب معظم المساجد والكنائس بسبب غياب المحليات وتقاعس رؤساء الأحياء عن أداء دورهم في إزالة المخالفات وإيجاد بديل وحل دائم للباعة الجائلين الذين سرعان ما يعودون مرة ثانية عقب كل حملة تقوم بها المحافظة ومديرية الأمن لإزالة إشغالاتهم. يقول هاني عبد الله من سكان مدينة شبين الكوم وصاحب محل نعاني من تعديات الباعة الجائلين حيث تحدث مشاكل يوميةبسبب انتشارهم في جميع الشوارع بأحياء المدينة غرب وشرق دون استثناء حيث تسبب احتلال الباعة الشوارع في نشوب مشاجرات مع أصحاب المحال نظرا لأن معظم هؤلاء يحملون أسلحة بيضاء ونارية ويعرضون بضاعتهم أمام محالنا في غياب المسئولين ونحن ندفع ايجارات وضرائب وكهرباء وهم يبيعون بضاعتهم بأسعار أرخص نظرا لعدم تكبدهم مصاريف إضافية فوق أسعار البضاعة ويتركون وراءهم مخلفات تغلق أبواب المحال وفي نهر الطريق. ويضيف أحمد الجمال موظف أن الإشغالات طالت كل الأرصفة بسبب قيام مجموعة من الباعة بعرض بضائعهم علي أبواب المساجد وخاصة سيدي خميس بشبين الكوم حيث يقومون ببيع الخضراوات والفاكهة والأكسسوارات وغيرها من البضائع في ظل غياب تام للأجهزة الرقابية والمحليات مطالبا بضرورة شن حملات إزالة جميع الباعة الجائلين المتواجدين أمام المسجد. ويشير محمد ملهط مدرس من مدينة منوف إلي أن الإشغالات منذ أن كانت عاصمة للمحافظة حيث تحولت شوارع منوفإلي سويقة كبيرة للباعة الجائلين, ولا يخلو أي شارع من هذه الظاهرة, بالإضافة إلي احتلال جدران المساجد التي لم تسلم من تعدياتهم مما أدي إلي مزاحمة بالمسجد الذي يجب أن يكون المكان المحيط به يتسم بهدوء وقدسية بالإضافة إلي أن الباعة الجائلين حاصروا الكنائس أيضا من كل النواحي حتي أصبح الوصول إلي مدخل الكنيسة من أصعب ما يتخيله المترددون علي الكنيسة حيث امتدت مفروشات الباعة الجائلين وبضائعهم من البوابة الرئيسية للكنيسة إلي جميع الشوارع المواجهة والجانبية بصورة مفزعة لا تعبر إلا عن مدي التراخي والعشوائية التي نعيش فيها وسط تجاهل تام من المسئولين بالوحدة المحلية الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام هذه المشكلة. وقال سعيد الملاح مقيم الشهداء إن الباعة الجائلين حولوا شوارع المدينة إلي أسواق ثابتة ومتحركة وأصبحوا يختارون الأماكن والشوارع والميادين التي يتردد عليها المواطنون بأعداد كبيرة وخاصة دور العبادة كمسجد سيدي شبل وكونوا حولها أسواقا لبيع بضاعتهم, حيث تقف اعداد كبيرة من الباعة الجائلين أمام المسجد احتلوا الرصيف وفرشوا بضعاتهم في مظهر سيئ للغاية. ويري مصطفي أبو الحسن من مركز تلا أن انتشار الباعة الجائلين والأسواق العشوائية خصوصا في السوق الأسبوعية للمدينة يشكل أزمة طاحنة حيث لا يستطيع أي مواطن التحرك بسهولة بسبب الزحام الشديد إضافة إلي إصابة حركة السير بالطريق بالشلل التام لمدة تزيد علي الساعة. ويضيف محمد عبد الظاهر من مدينة سرس الليان لقد احتل الباعة الجائلون مدخل المدينة وأمام مجلس المدينة والمساجد ولم يتركوا مكانا إلا واحتلوه حتي المدارس لم تسلم هي الأخري حيث افترشوا بضاعتهم أمامها وعادة ما تحدث المشادات والمشاجرات بين الباعة الجائلين والمواطنين بالإضافة إلي عرقلة وصول سيارات الاسعاف أو الاطفاء في حالات الكوارث أهدافهم بعد أن أغلق الباعة الجائلون الطرق. ويطالب فتحي عبد الحميد مهندس بوجود رقابة علي الأسواق العشوائية التي انتشرت بصورة واضحة بكل مدن المحافظة مع ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة من جانب الأجهزة التنفيذية لإزالة هذه الأسواق العشوائية التي لم تقتصر علي الشوارع والمناطق السكنية بل أصبحت تحاصر المصالح الحكومية حيث تم استغلال أرصفتها في عرض بضاعتهم وتسببت هذه السويقات في تلوث البيئة وانتشار أكوام القمامة في الشوارع والميادين الرئيسية وأصبح المواطن بين مطرقة البلطجية من الباعة وسندان التلوث والشلل المروري. من جانبه أكد الدكتور شيرين فوزي محافظ المنوفية أنه تم شن عدة حملات بالاشتراك مع مديرية الأمن أسفرت عن إزالة الإشغالات بشبين الكوم بشارع سعد زغلول وميدان عمر أفندي بجانب إزالة الباعة الجائلين من ميدان الباجور وقويسنا ومنوف وسيتم توجيه عدة حملات إلي مراكز المحافظة المختلفة لإزالة الاشغالات لفرض هيبة الدولة. وأوضح المحافظ أن قسم شرطة المرافق والوحدات التابعة له قاموا بحملات ودوريات لرفع الإشغالات بكل مدن وقري المحافظة خلال الأسبوع الحالي أسفرت عن تحرير209 محاضر إشغالات و185 حالة ضبط و1458 إزالة إشغالات والحرص علي عودة هيبة الدولة وتنفيذ القانون وردع المخالفين لأي تجاوز يضر بالمجتمع علي كل المستويات.