شهدت الإسماعيلية ارتباكا مروريا بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت علي شوارعها نتيجة عدم وجود أعداد كافية من البالوعات تستوعب المياه التي تجمعت في مناطق عدة بمنسوب مرتفع أدي لمشكلات كثيرة تمثلت في صعوبة حركة السيارات والمارة وتأثر أساسات بعض المنازل القديمة وسقوط أسلاك الكهرباء وانقطاع التيار وقت واحد: يقول أسامة سليمان- موظف- أنه لم يتوقع هطول الأمطار بغزارة في هذا التوقيت من فصل الخريف حيث تحولت الشوارع لبرك من المياه الراكدة وسط غياب تام من العاملين بحي ثان الذي ووجدت جيراني في حالة من الضيق والضجر بعد أن حدثت مشاكل في منازلهم القديمة نتيجة تراكم المياه حولها بشكل لافت للنظر وكان لابد للأجهزة التنفيذية أن تستعد لفصل الشتاء بالشكل الأمثل. ويضيف حمزة عبد الفتاح- مدرس- أن الأمطار الشديدة كشفت عن وجود عيوب فنية في البالوعات التي تستوعب المياه لضيق فتحاتها حيث تعرضت للانسداد نتيجة تراكم المخلفات أعلاها من أتربة وأكياس بلاستيكية وأشياء أخري بينما تبين أن بعضها ينخفض عن منسوب شبكة الصرف الصحي لذلك ترتد المياه من داخلها فضلا عن الكثير منها لم يتم تطهيره علي الإطلاق وهذا وجد في شوارع حي أول علي وجه التحديد. ويشير محمود عرفات- أعمال حرة- إلي أن هطول الأمطار في الشوارع والميادين فضح المسئولين عن أعمال الرصف الذين لم يراعوا ايجاد ميل في الطرق حتي يتم تصريف المياه من خلاله عبر البالوعات المفترض وجودها لكنها ليست منتشرة بالأحياء الثلاثة إلا القليل منها. ويوضح مدحت جمال- محاسب- أن الأمطار الغزيرة التي هطلت علي الإسماعيلية كشفت عن عدم تحمل شبكات الصرف الصحي للمياه الغزيرة الناتجة عنها ويبدو أنها صممت علي أن تستخدم للغرض الذي أنشئت من أجله فقط لذا يجب العمل علي فصلها وتخصيص شبكة أخري للأمطار لحل المشكلة في المناطق التي تتعرض لتجمعات المياه والاستفادة بها في الزراعة وغسيل الخزانات الجوفية. ويؤكد أحمد إسماعيل- مهندس زراعي- أن شوارع وميادين الإسماعيلية في الماضي عند سقوط الأمطار كانت سرعان ما تخلو من المياه نتيجة وجود البالوعات وتحرك رجال النظافة بمعداتهم لإزالتها أولا بأول وما حدث من هطول للأمطار في هذا التوقيت هو جرس إنذار للجهاز التنفيذي ولا بد أن يتركوا مكاتبهم للنزول ومعاينة الوضع علي الطبيعة ولعلهم شاهدوا الطريق الدائري الذي تحولت حافتيه لبرك من المياه الراكدة أعاقت حركة سير المارة والسيارات في محيط جامعة قناة السويس والمستشفي الجامعي ومدارس ومنشآت أخري. ويتابع إبراهيم أبو السعود سائق أنه قام بإصلاح سيارته الأجرة بعد أن أصابها عطل فني نتيجة مياه الأمطار الغزيرة التي امتلأت بها الشوارع وقال كلفني ذلك مبلغا ماليا كبيرا بسبب إهمال المسئولين في إنشاء بالوعات للأمطار يتم من خلالها تصريف المياه الراكدة سريعا وحقيقة ان المشكلة عامة بين باقي قائدي المركبات. ويتساءل حمدي عبد الرحمن- تاجر- عن دور رؤساء الأحياء في العمل المباشر عقب هطول الأمطار حيث لم يمر أحد منهم يشرف علي رجال النظافة ويوجههم للتحرك في المناطق التي غمرتها المياه ووجدنا انعزال بينهم وبين المسئولين عن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي التي تمتلك أسطول من سيارات الكسح قادر علي رفع المياه في فترة زمنية قليلة لكن الكل يقف يتفرج والمواطن يدفع الثمن ولا بد من عمل إحلال وتجديد لبالوعات الأمطار وتغطية جميع الشوارع بها وعدم قصرها علي أماكن بعينها. ومن جانبه قال اللواء محمد رمضان رئيس مركز ومدينة الإسماعيلية أنه تم وضع خطة قبل فصل الشتاء للتعامل مع هطول الأمطار الغزيرة وذلك بتطهير البالوعات بالشوارع والميادين لمنع تراكم أو ركود أي كميات من المياه وتحقيق السيولة المرورية ومنع تكدس السيارات بالشوارع. وأضاف أن فرق العمل تحركت عقب الأمطار التي شهدتها الإسماعيلية ونجحت في تصريف المياه المتجمعة في مناطق متعددة بأحياء المحافظة الثلاثة ولم يبرحوا أماكنهم حتي أنجزوا مهمتهم. وأشار رمضان إلي أن هناك حالة من الاستنفار بين أجهزتنا الخدمية عند سقوط الأمطار بغزارة حيث نستعين بسيارات الكسح لشفط المياه المتراكمة وندرس إنشاء مزيد من البالوعات في مناطق جديدة حسب الاعتمادات المالية المتاحة.