ما بين الفقر المدقع والحرمان الشديد من الخدمات يعيش أهالي قرية المعابدة التابعة لمركز أبنوب بأسيوط منعزلين عن باقي أجزاء المحافظة حيث أسهمت الطبيعة الجبلية القاسية والموقع الجغرافي للقرية في صعوبة الوصول إليها سواء من المواطنين أو مسئولي المركز حتي تدهورت الخدمات المقدمة بها ليجد الأهالي أنفسهم حائرين بين قله الحيلة وندرة مصادر الرزق ونقص الخدمات. يقول خالد محمد علي مقيم بالقرية إن أهالي المعابدة محرمون من أبسط الحقوق الإنسانية في الحياة وهو توفير كوب ماء نظيف, فالجميع يشرب مياها غير صالحة للاستخدام الآدمي ومصدرها خزان المياه المتهالك وهو ما أدي إلي ارتفاع نسبة الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض الكبد وسمعنا كثيرا عن تزويد القرية بالمياه المرشحة من محطة الطوابية ولكن حتي الآن المياه ضعيفة وكريهة الرائحة ولا حياة لمن تنادي وفيما يخص الصرف الصحي بالقرية فلا وجود له حيث يلجأ الأهالي إلي حفر آبار أسفل منازلهم لتصريف المياه هذا بالإضافة إلي قيام بعض الأهالي بسكب المياه في الشوارع وهو ما أدي إلي تحولها إلي برك ومستنقعات. ويضيف عماد محمود خليفة مزارع اننا نعاني من نقص الخدمات سواء تطهير نهايات الترع التي لا تصلها المياه أو حتي وحدات مكافحة القوارض والزواحف التي انتشرت بالقرية وتهدد محاصيلنا وتطور الأمر حتي باتت تهدد حياتنا وخاصة الحشرات الطائرة والزاحفة التي تنقل العدوي بين الأهالي وتسهم في انتشار الأمراض. ويوضح سيد عبد العزيز من أهالي القرية ان مشكلة الكهرباء من أكثر المشكلات التي تؤرق أهالي المعابدة حيث إن التيار الكهربائي دائم الانقطاع وضعيف للغاية في الفترة المسائية فلا نستطيع تشغيل الأجهزة الكهربائية التي تعتمد عليها وسائل الحياة الحديثة خاصة أن القرية تقع في حضن الجبل ووهو ما يزيد درجات الحرارة ولا تعيننا الكهرباء علي تشغيل المبردات أو حتي المراوح لنجدتنا من لهيب الصيف هذا فضلا علي أن أطفالنا لا يجدون الانارة الكافية لتحقيق حقهم في التعلم والاستذكار.ويري محمد عبد الله أحد شباب القرية أن أبرز المشكلات التي تواجه سكان القرية هي مشكلة العزلة الجبرية التي وجدنا أنفسنا فيها بسبب الطبيعة الجغرافية للقرية, حيث يحدها الجبل من ناحية الشرق والنيل من ناحية الغرب وأبنوب من الجنوب وهو المدخل الوحيد لها علي محافظة أسيوط وتقف مدينة منفلوط علي الضفة الأخري للنيل من الناحية الغربية وهو ما دفع العديد من أهالي القرية لمطالبة الحكومة بإنشاء كوبري يربط القرية بمدينة منفلوط ليسهل علي الأهالي قضاء احتياجاتهم اليومية وكذلك التنقل والسفر بحرية تامة ودون أخطار وخاصة من المعديات المتهالكة والمراكب الشراعية أو الفلوكة التي يبتلعها النيل بشكل دائم ومستمر. وشاركه الرأي محمود عبد الله من أهالي القرية أن القرية تعتبر في عزلة حقيقية عن مثيلاتها من القري المجاورة لها حيث إن الطريق الوحيد المؤدي لها متهالك تماما ولا يصلح للسير عليه فضلا عن أن القرية تحيط بها الجبال من ناحية الشرق والنيل من ناحية الغرب وهو ما يهيئها لتكون مرتعا للبلطجة ومزاولة الأنشطة الإجرامية وغير المشروعة ويضطر الأهالي إلي استقلال معديات الموت للعبور للضفة الغربية للنيل, حيث تقع مدينة منفلوط وذلك لقضاء متطلباتهم واحتياجاتهم وكذلك الذهاب إلي عملهم لذا نطالب المسئولين بإنشاء كوبري يربط بين قرية المعابدة ومدينة منفلوط والذي سيسهم في كسر العزلة الجبرية علي القرية وتنشيط حركة التجارة بين القرية وباقي أنحاء المحافظة من خلال الأسواق التجارية, وكذلك الربط بين الطريق الصحراوي الشرقي ونظيره الغربي أسيوطالقاهرة والأكثر من ذلك أنه سيجعل من قرية المعابدة قرية مفتوحة أمام الجميع ويسهل من عمل رجال الشرطة أمنيا من حيث دخول القرية في أسرع وقت ومطاردة الخارجين علي القانون ووقف عمليات السطو علي أهالي القرية من قبل هؤلاء الخارجين. من جانبه أكد اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط أن الموقع الجغرافي والطبيعة الجبلية أثرت بالفعل علي الحياة بالقرية ولكننا نقوم حاليا بحصر القري الأكثر فقرا تمهيدا لتطويرها مثلما حدث بمركز أبوتيج وفيما يخص نقص خدمات البنية التحتية بالقرية فقد تم الانتهاء من محطة مياه المرشحة بالطوابية وتم مد خطوط المياه لقرية المعابدة وتم ضخ المياه ورغم ذلك سوف يتم إرسال لجنة المتابعة إلي القرية لحصر مشكلات الأهالي والسعي إلي حلها.