حركت الروائية الفلسطينية سحر خليفة أوجاعا وشجونا واستحقت كلمة الله التي انتزعتها من قلوب وحناجر الحاضرين بعد أن قدمت مرثية طويلة غلبت عليها اللغة الشعرية لحال الأمة العربية والتحديات التي تواجه الإبداع في زمن القهر السياسي والعولمة والفضائيات والتقنيات الإليكترونية الحديثة مؤكدة تغير شكل الزمن وكذا المنصات والمنابر وأدوات الوصل, ومتهكمة علي الحال الذي جعل من الروائيين ليسوا ظريفين ك شعبولا وليسوا كتاكيت ك نانسي عجرم ومظهرة الألم لأن الإبداع والرواية صارا علي الرف مشيرة إلي جراح الأمة التي تتقرح وصلات الوصل التي تتقطع بينما مراكبنا تواكبها أنواء امتدت من الحرم إلي القدس إلي بغداد, طارحة تساؤلات بلا أجوبة: لمن نكتب وهل الكتابة وما نكتب لأجلنا نحن؟ كيف نبلور هذا الضمير ونجسده ونرسخه إذا غاب القراء؟ وهل صحيح أن القيادة السياسية فقط من أوصلونا إلي هذا الطريق؟ لتعيد في نهاية كلمتها السؤال: لمن نكتب؟ لأجلنا نحن؟ مضيفة يعني كالراقص في العتمة أو كمغني الأوف في الخلوة راجية ألا يكون الأمر كذلك وأن تجد مردود ما تكتب مثلا في كلمة الله التي استحقتها ولم يخذلها الجمهور بترديدها طربا. جاءت كلمة الروائية سحر خليفة عن الضيوف ضمن فعاليات حفل افتتاح ملتقي القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي العربي بالمسرح الصغير بدار الأوبرا الذي شهد أيضا أولي جلسات المؤتمر الذي افتتح أمس بالمجلس الأعلي للثقافة ويستمر حتي15 ديسمبر الجاري محاولا الإجابة عن السؤال عنوان الملتقي الرواية العربية.. إلي أين؟. وفي كلمته أعلن الدكتور عماد أبو غازي أمين عام المجلس أن الملتقي هذا العام يأتي مواكبا لإطلاق الاحتفال بعام نجيب محفوظ ليكون هو البداية الأولي لأنشطة سوف تمتد علي مدي عام وثلاثة أسابيع يتم التخطيط لأن تختتم في مثل هذا اليوم من العام القادم بندوة دولية كبيرة عن نجيب محفوظ, مؤكدا أن هذا الملتقي رسالة حب ووفاء للكاتب الكبير وأن آفة حارتنا ليست دائما النسيان, حيث يتزامن افتتاح الملتقي مع الاحتفال بالذكري التاسعة والتسعين لميلاد أديب نوبل11 ديسمبر1911 الذي اعتاد الملتقي طوال الثلاث دورات الأولي منه أن يتم افتتاحه بكلمة موجهة من الأديب الكبير. وقد ألقي الناقد الدكتور جابر عصفور كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر في حفل الافتتاح مشيرا إلي الرسالة التي بعث بها نجيب محفوظ إلي الملتقي قبل12 عاما وإلي بعض الأسماء اللامعة التي فازت بجوائزه معطيا نبذة تاريخية عن نشأة الرواية في سوريا وكيف مثلت رواية زينب المصرية البداية الحقيقية مؤكدا أن اللجنة العلمية للمؤتمر قررت أن تنظر في مستقبل الرواية وما يمكن أن تتأثر به بعد الانفلاتات والانقلابات التي أحدثتها العولمة وبعد النزعة التوحيدية في الأدب مشيرا إلي التطورات في هذا الفن ومن ذلك الرواية العلمية التي أصبحت من الكتب الأكثر مبيعا وظهور الرواية المكتوبة علي الإنترنت والكاتب الذي يكتب بلغات متعددة مثل أمين معلوف وآسيا جبار مؤكدا أنه قد آن لنا أن نحدق في المستقبل الذي يلوح واضحا مرة بوصفه رعبا ومرة بوصفه وعدا. يعقد المؤتمر أكثر من أربعين جلسة بحثية يناقش فيها أكثر من مائتي مشارك ومشاركة من17 دولة حول مجموعة من المحاور منها قضايا التجريب الروائي, الرواية ووسائط الاتصال الحديثة, الرواية وثقافة الصورة, إضافة إلي خمس موائد مستديرة منها مائدة حول الروائي الراحل الطاهر وطار.