يتقدم اليوم د. زكريا عزمي بسؤال برلماني حول هجمات أسماك القرش علي السائحين في شرم الشيخ, متهما الحكومة, ممثلة في كل من د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء, والمهندس ماجد جورج وزير الدولة للبيئة, وزهير جرانة وزير السياحة, بالتعامل باستخفاف مع هذه الأزمة, مشيرا إلي أن الحكومة لم تقدر الأزمة القدر الذي تستحقه لما لها من آثار سلبية علي السياحة التي تعد من أهم مصادر الدخل القومي. وأشار عزمي إلي أنه كان من المفترض التعامل مع الأزمة بجدية أكبر, خصوصا أن توقيتها يتزامن مع الشتاء القارص بأوروبا, والأعياد المسيحية في شهري ديسمبر ويناير, مما كان يبشر بموسم رواج سياحي بالشواطئ المصرية. وقال د. عزمي: لقد كنا نتوقع تحركا جادا من جانب الحكومة وتشكيل فريق عمل برئاسة رئيس مجلس الوزراء, وعضوية الوزراء المختصين, إلا أنه تم التعامل مع هذه الوقائع باستخفاف يقلل من أهمية انعكاساتها السلبية علي السياحة في مصر, خاصة أن المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة اختار أن يوجد في كانكون منتجع الأغنياء بالمكسيك للمشاركة في مؤتمر الأممالمتحدة للتغيرات المناخية, بدلا من متابعة الأزمة عن قرب. وقال عزمي: إنه كان أولي بوزير البيئة أن يوفد أحد مساعديه للمشاركة في هذا المؤتمر, أو أن يعود للبلاد لبحث كيفية مواجهة هذه المشكلة, وكذلك وزير السياحة الذي آثر الصمت وكأن الأمر لا يعنيه علي حد قوله. وتساءل عزمي عن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الأجهزة المعنية لمواجهة هذه الكارثة, وعن تأثيرها علي حركة السياحة الوافدة إلي مصر, مشيرا إلي أن بعض الشواطئ العالمية, مثل فلوريدا واستراليا, تلزم الفنادق الساحلية ومستثمري القطاع الخاص بإقامة ستائر معدنية علي نفقتها الخاصة تحول دون وصول أسماك القرش لأجساد الوافدين وعدم إضاعة الوقت في التبرير والتفسير. وفي سياق متصل, صرح مصدر مسئول بأن محافظة جنوبسيناء بدأت أولي خطواتها لتنفيذ الشباك الفولاذية في منطقتي خليج نعمة وشرم الشيخ لمنع تسلل أسماك القرش لهذه الشواطئ, في الوقت الذي ستسمح فيه سعة فتحاتها بدخول الأسماك الملونة, وأضاف أن هناك لجنة فنية تابعة لهيئة قناة السويس تقوم حاليا بمسح قاع المنطقتين لتحديد أنسب المناطق لتركيب الشباك, وأشار إلي أن محافظة جنوبسيناء سوف تتحمل تكاليف إقامة الشباك. كما بدأت الفنادق في إقامة أبراج مراقبة مزودة بنظارات مكبرة, ومسعفين مدربين, فضلا عن تزويد السياح التعليمات الخاصة بمنع تغذية الأسماك, وعدم تجاوز مسافات السباحة المحددة, والانصياع الفوري لأي توجيهات من أطقم المراقبة والإنقاذ, وتلقينهم التعليمات الخاصة بالرايات البيضاء والحمراء والسوداء, وهي الشروط التي وضعتها المحافظة لإعادة فتح الشواطئ من جديد. وأعلن محافظ جنوبسيناء أمس تقرير فرق الخبراء الأجانب والمحليين والذي تضمن الأسباب المحتملة التي أدت لتغير سلوك أسماك القرش ومهاجمتها للسائحين في المنطقة المحصورة بين شمال خليج نعمة ورأس نصراني والتي تمثلت في حدوث تجاوزات من بعض مراكز الغوص ومنظمي الرحلات السياحية وقيامهم بتقديم الغذاء لأسماك القرش ومداعبتها, مما قد يكون قد أدي إلي تغيير عاداتها الغذائية وتعودها علي نوعية معينة من الطعام مما يؤدي إلي حضورها إلي هذه المناطق وكذلك جرأت هذه السلوكيات علي الهجوم علي الانسان بعد أن تأكدت أنه لا يمثل خطورة عليها. كما يحتمل أن يكون القاء الخراف النافقة قريبا من منطقة الحوادث قد أدي كذلك لتغير في عادات الأسماك الغذائية وزيادة توحشها وكذلك الصيد الجائر في الأماكن المحيطة بالمحميات الطبيعية مما دفع أسماك القرش إلي أماكن وقوع الحوادث لتوافر الأسماك اللازمة لغذائها بها. وأضاف شوشة أن التقرير اشتمل كذلك علي أن كثرة أعداد السائحين المترددين علي شرم الشيخ والذي يقدر ب4 ملايين زائر سنويا زاد من الأنشطة البشرية مثل السباحة والغوض وغيرها في منطقة وجود الأسماك مما أدي إلي زيادة احتمالات الهجوم علي البشر, وكذلك تأخر قدوم فصل الشتاء مما أدي لتأجيل هجرة القروش إلي جنوب البحر الأحمر. وفي السياق نفسه أوصي التقرير النهائي الذي أعدته لجنة الخبراء, بمشاركة أربعة من أكبر العلماء المتخصصين في مجال القروش, بضرورة توفير وسائل مراقبة, وحماية, وإنذار, للسياح علي شواطئ شرم الشيخ, لرصد تحركات القروش, والتنبيه عند اقترابها من الشواطئ, مع ضرورة توافر مسعفين مدربين, فضلا عن الوقف الفوري لجميع الممارسات السياحية المضرة بالتوازن البيئي, والصيد الجائر, والتلوث, وإعداد دراسات علمية وخرائط بتحركات أنواع القروش في البحر الأحمر. وأشار التقرير إلي أن احتمال تكرار وحدوث هجمات جديدة أمر وارد مع وجود أسماك القرش كعنصر من المنظومة البيئية, وأن ما يمكن التحكم فيه فقط هو تقليل معدل حدوثه إلي المستويات الأقل, إذا ما تم القضاء علي الممارسات الضارة, وبأسلوب إدارة جيد يمكن معه رفع معدلات السلامة والأمان لدي السياح, وتحقيق الطمأنينة للاستمتاع بالشواطئ المصرية, التي تعد كنزا سياحيا وبيئيا مهما بحسب تصريح الدكتور جورج بورجيس, مدير معهد التاريخ الطبيعي بفلوريدا.