تراجعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمس عن قرارها وقررت إعادة فتح المسجد الأقصي في القدسالمحتلة مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما من دخوله, بحسب ما أعلنت الشرطة, وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري أن القرار سينفذ فورا. كانت الولاياتالمتحدة قد طالبت أمس بان يسمح لجميع المصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصي ودعت جميع الأطراف الي التحلي بضبط النفس ازاء تصاعد التوتر. وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ان الأقصي يجب ان يعاد فتحه أمام جميع المصلين المسلمين, منددة في الوقت نفسه بمحاولة اغتيال يهودا غليك القيادي في اليمين المتطرف الإسرائيلي الذي يحمل الجنسيتين الامريكية والاسرائيلية. وجاء قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بعدما اعتبر الرئيس أبو مازن أن القرار بمثابة إعلان حرب, ودعوة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مناضليها وجماهير الشعب الفلسطيني لنصرة المسجد الأقصي والقدسالمحتلة. وأهابت الحركة في بيان صدر عن مفوضية التعبئة والتنظيم أمس بتكريس يوم غد كيوم غضب في كل أنحاء الوطن ودول اللجوء والمهجر للتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني المساس بالمقدسات علي رأسها المسجد الأقصي أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين واعتبار انتهاكات واستباحة الأقصي بمثابة إعلان حرب دينية علي الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية. ودعت فتح المواطنين للرباط في الحرم القدسي والمسجد الأقصي لحمايته مهما تبيلغ التضحيات ولمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها بتهويد القدس ورموزنا المقدسة. وفي سياق متصل, قالت الحركة في بيان صحفي آخر, إن مناضليها ومعهم الشعب الفلسطيني سيحمون المسجد الأقصي مهما تبلغ التضحيات, وحذرت من مساعي حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحويل ما يجري إلي صراع ديني وبشكل يؤدي إلي إغلاق مسار السلام ودخول فلسطين والمنطقة إلي المجهول لن تكون فيه علامة سوي الدماء والدمار والضحايا الأبرياء. من جانبها, حذرت سرايا القدس, الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, الاحتلال الإسرائيلي من المساس بمدينة القدس والمسجد الأقصي المبارك, مؤكدة أن الأقصي خط أحمر وتجاوزه يعني اشتعال المنطقة. وتعهدت السرايا في بيان أمس بالدفاع عن مدينة القدس ومسجدها الأقصي بكل ما تملك من قوة, وقالت: سندافع عن القدس بلحمنا وعظمنا وكل من يعتدي عليها سيدفع الثمن, المسجد الأقصي خط احمر وتجاوزه يعني اشتعال المنطقة. وأضافت أن دماء الشهيد المجاهد معتز حجازي تؤكد صوابية خيار المقاومة كخيار أوحد في مواجهة العربدة الصهيونية في القدسالمحتلة. واعتبرت أن عملية القدس تؤسس لمرحلة جديدة من مقاومة الاحتلال. من جانبها كذلك دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس أبناءها ومناصريها ومؤيديها وجماهير الشعب الفلسطيني في محافظتي رام الله والخليل إلي النفير اليوم الجمعة نصرة للمسجد الأقصي المبارك وإسنادا لانتفاضة القدس المتواصلة. وطالبت الحركة في بيان أمس جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة بعدم ترك أهالي القدس وحدهم في ميدان المعركة المندلعة بالمدينة المقدسة, مطالبة أهالي محافظات الضفة بالثأر لدماء الشهداء, والتي كان آخرها دماء الشهيد معتز حجازي الذي اغتالته قوات الاحتلال فجر أمس. ودعت حماس أبناء الشعب الفلسطيني في رام الله للمشاركة في المسيرة الحاشدة التي ستنطلق تحت شعار كلنا فداك يا أقصي من أمام مسجد قلنديا الكبير بعد صلاة الجمعة مباشرة, والتي ستسير باتجاه حاجز قلنديا العسكري.