ما بين استراحة قصيرة وانطلاق الشوط الثاني لمباراة الأهلي وحرس الحدود كانت هناك واقعة مثيرة للجدل, تمثلت في استغناء عماد متعب عن شارة الكابتن لمصلحة شريف إكرامي في أول مشاركة للأخير منذ رحيله صيف عام2005, وكان المعلن فيها امتلاك إكرامي الصغير الأقدمية في اللعب لمصلحة الفريق الأول. ومنذ ساعات معدودة أكد هادي خشبة مدير الكرة في تصريحات إعلامية العودة إلي دفاتر وسجلات النادي لتحديد ترتيب الأقدمية الفعلي في المشاركة مع الفريق الأول بين عماد متعب وشريف إكرامي, وتعمد مدير الكرة عدم التطرق لوجود خلافات أو نزاع حول الشارة, وحمل الحديث أن السبب المباشر فيما حدث بمباراة حرس الحدود يعود إلي غياب أصحاب الحق في الشارة تحديدا الخماسي الأقدم. وفتحت تصريحات مدير الكرة ملفا ساخنا طالما كان مثيرا للأزمات في القلعة الحمراء عنوانه القيادة لمن؟!, وكم نشب خلاف حول الأمر ودائما ما كان يؤدي إلي فتنة في صفوف الفريق الأحمر ويفسد في الوقت نفسه علاقة اللاعبين ويفجر مستقبل الشارة أيضا.
ففي النادي الأهلي يوجد أشهر نماذج الكابتن الوهمي علي الاطلاق في الوقت الحالي, فأصحاب المراكز الثلاثة الأولي في ترتيب الأقدمية وتداول شارة الكابتن فيما بينهم لا يشاركون في المباريات بصفة أساسية ولا يوجد لديهم مكان في حسابات حسام البدري المدير الفني سوي في أضيق الحدود, وهم أحمد بلال وأسامة حسني رأسا الحربة, وأحمد السيد قلب الدفاع, وبلال وحسني كلاهما خارج الحسابات في الهجوم ويأتيان بعد عماد متعب ومحمد فضل والليبيري فرانسيس دوفوركي وهاني العجيزي, أمام أحمد السيد فهو لا يظهر إلا في حالة ايقاف شريف عبد الفضيل ووائل جمعة قلبي الدفاع.
والغريب أن الكابتن الفعلي للفريق لم يعد يحمل الشارة في غياب هذه المجموعة مثل وائل جمعة أو عماد متعب بالأقدمية أو أصحاب النحومية وصناعة مجد الأعوام الخمسة الذهبية في الماضي مثل محمد أبو تريكة ومحمد بركات, والقائد الفعلي للأهلي حاليا هو أحمد حسن كابتن المنتخب الوطني وصاحب أكبر نفوذ في الملعب, ولم يصل أحمد حسن إلي هذه المكانة سوي لاعتبارات شخصية منها صرامته في التعامل مع اللاعبين, بالاضافة إلي وجود عدد كبير من الناشئين الصغار جري الدفع بهم بكثافة في الموسم الحالي وغيابا للقائد الفعلي ممن يملكون الشارة بالأقدمية.
المثير أن الأهلي يؤكد أن تداول القيادة يتم عبر الأقدمية في صفوف الفريق, بينما يتم الاعتماد من جانب الجهاز الفني علي قائد خفي يلتزم له الجميع في الملعب بالطاعة وتنفيذ التعليمات وهو دور كان يؤديه محمد أبو تريكة في المواسم الأربعة الماضية مع مانويل جوزيه, ثم تسلم منه القيادة أحمد حسن. المثير أن من ساهم في ذلك هو الخلاف الذي جري بين الخواجة البرتغالي وعصام الحضري وأدي إلي سحب شارة الكابتن منه بعد ذلك في واقعة2005 الشهيرة. وتابع الجميع التداول المثير للجدل بين عماد متعب وشريف إكرامي لشارة الكابتن بين شوطي حرس الحدود والذي أكد هادي خشبة مدير الكرة الرجوع إلي السجلات للتحقق من أن أقدمية شريف إكرامي تعود إلي2001, والمعلن قبل هذه الواقعة أن عماد متعب الذي ارتدي قميص الفريق الأول لستة أعوام متصلة بدأ مشواره الرسمي عام2004 مع مانويل جوزيه بينما كانت بداية شريف إكرامي بالمشاركة في لقاء للأهلي بنهاية الموسم2004 2005 قبل سفره إلي هولندا مباشرة للاحتراف بصفوف فينورد روتردام الهولندي صيف عام2005, ووسط هذا الجدل تناسي هادي خشبة وضع ترتيب صحيح للأقدمية في الفريق واسقاط اسم لاعب شاب قد يكون هو الأحق من عماد متعب وشريف إكرامي في خوض مباراة رسمية مع الفريق الأول.. صاحب هذه السطور هو حسام عاشور-23 عاما- لاعب الوسط المدافع الذي بدأ مشواره الرسمي مع الفريق الأول قبل أن يلمع اسما عماد متعب وشريف إكرامي, وكان ذلك أواخر عام2003 عندما دفع به فتحي مبروك المدير الفني المؤقت الذي تسلم المهمة بدلا من البرتغالي توني أوليفيرا في لقاءين للأهلي مع الزمالك والمنصورة في الدوري الممتاز لموسم2004/2003 ووقتها لم يكن يزيد عمر حسام عاشور علي17 عاما وهو جدير بالدخول في سباق ترتيب الأقدمية الفعلية المنتظر أن يحسمه هادي خشبة مدير الكرة وفقا لدفاتر وسجلات الفريق الأول, وفي الوقت نفسه, لم يجد إلي الآن تقديم اسم جيلبرتو سبيستاو الانجولي الظهير الأيسر ضمن سلسلة أصحاب الحق في تداول الشارة بوصفه الأقدم بعد أحمد بلال وأسامة حسني وأحمد السيد ووائل جمعة ومحمد فضل, خاصة أن تاريخ أقدميته يعود إلي يناير2002 توقيت شراء الأهلي له من بترو اتليتكو الانجولي في صفقة مالية ضخمة تجاوزت ال700 ألف دولار في ذلك الوقت ومشاركته في المباريات سريعا, خاصة أن مانويل جوزيه المدير الفني وقتها كان شديد الاقتناع بقدراته الفنية والبدنية, وفي الفترة الأخيرة لم يتم تحديد ترتيب معلن لما بعد وائل جمعة في تداول شارة الكابتن كما لم يظهر في الصورة موقف فعلي وحقيقي للثنائي جيلبرتو سبيستاو وحسام عاشور حتي بعد تفجر واقعة تداول الشارة بين عماد متعب وشريف إكرامي بين شوطي لقاء الأهلي وحرس الحدود, المثير أن الجدل المثار حاليا يأتي في وجود كل من هادي خشبة مدير الكرة وحسام البدري المدير الفني وأحمد ناجي مدرب حراس المرمي, وهو ثالوث يمكنه حسم الملف, اعتمادا علي الذاكرة خاصة أن خشبة كان قائد الأهلي في الفترة بين2000 و2006 وحسام البدري هو المدرب العام الذي عمل في تلك الفترة برفقة مانويل جوزيه وآخرين أجانب مثل الهولندي جو بونفرير والألماني هانز ديكسي, وهو ما ينطبق أيضا علي أحمد ناجي الذي قضي8 أعوام من الألفية الثالثة في منصبه, وكان أول من قدم شريف إكرامي للفريق الأول برفقة عصام الحضري وأمير عبد الحميد.. هذا الثالوث كان في امكانه حسم ملف الشارة وتداولها وفقا للأقدمية بين اللاعبين.