تستمر المعارك فى مدينة عين العرب "كوباني" بين العناصر الكردية وتنظيم داعش الإرهابى فى عدة محاور بالمدينة لمحاولة السيطرة عليها. ورغم أن التنظيم دخل المدينة منذ 6 أكتوبر الجارى ويسيطر على 50% منها إلا أن المعارك ما زالت ترواح مكانها وما زال التنظيم وعناصر وحدات حماية الأكراد تتبادلان التقدم والتقهقر فى حرب شوارع منهكة للطرفين. من جانبها قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الطيران الأمريكى نفذ أربع ضربات جوية على أهداف لداعش أمس وأمس الأول ودمرت الضربات قرب كوبانى فى سوريا مواقع قتالية لداعش ومبنى ووحدة تابعين للتنظيم وذكر البيان أنه فى العراق دمر موقع قتالى جنوب شرقى سد الموصل وآخر جنوبى مصفاة بيجى فى حين أحبطت ضربة أخرى شمالى الفلوجة هجوما للتنظيم المتشدد. وتركزت غارات التحالف فى مدينة عين العرب على منطقة مشتى نور، وقرية ترميك، بالإضافة إلى محيط شارع 48 فى كوباني، وكلها مناطق يتمركز فيها مقاتلو "تنظيم الدولة" وآلياتهم العسكرية، بينما لا تزال الاشتباكات جارية بالقرب من حيى عربينار والصناعة شمالى مدينة كوباني. ورغم الإعلان عن توجه وحدات من قوات "البيشمركة" الكردية العراقية إلى مدينة عين العرب لمساعدة المقاتلين الأكراد هناك، إلا أن المتحدث باسم البيشمركة أكد أنه يجرى الإعداد لكن القوات لن تصل إلى مدينة عين العرب قبل عدة أيام. من جانبها، أعلنت أنقرة أمس أن قوات البيشمركة لم تعبر الحدود إلى سوريا انطلاقا من أراضيها حتى الآن بعد أن أكدت أمس أنها سمحت بانتقالهم إلى هناك للدفاع عن "عين العرب" وقال وزير الخارجية التركى مولود شاوش أوغلو لقناة "ان تى في" دون مزيد من التوضيحات "يتعين على البشمركة عبور الحدود بين تركيا وكوباني، وهذه مسألة يجب البحث فيها". وحول المعارك الجارية بين التنظيم والجيش السورى قال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن داعش كسب أرضا من قوات الأسد فى مدينة دير الزور بشرق البلاد أمس فى أول نصر يحققه هناك التنظيم المتشدد منذ نحو شهرين. وقال المرصد السورى الذى يتابع الحرب الأهلية ان مقاتلين من الجانبين سقطوا فى اشتباكات مدينة دير الزور دون ان يحدد عدد القتلى وقال رامى عبدالرحمن مدير المرصد ان التنظيم سيطر على مناطق كبيرة من المنطقة الصناعية فى دير الزور وهو ما يعنى انه يسيطر الآن على أكثر من نصف المدينة. وفى سوريا أكد المصدر السورى لحقوق الإنسان أن سلاح الجو السورى نفذ أكثر من 200 ضربة جوية فى أنحاء البلاد خلال الساعات الست والثلاثين الماضية فى زيادة كبيرة للغارات الحكومية مع قصف القوات التى تقودها الولاياتالمتحدة لمقاتلى داعش فى أماكن أخري. وستزيد الضربات المكثفة من قوات الرئيس بشار الأسد مخاوف معارضيه من أن الحكومة تنتهز فرصة الغارات الأمريكية على "داعش" لتهاجم خصوما آخرين منهم جماعات المعارضة التى تدعمها واشنطن. ويقول محللون إن الزيادة يمكن أن ترجع إلى رغبة الجيش السورى فى إضعاف جماعات المعارضة قبل حصولها على التدريب والمعدات التى وعدت بها الولاياتالمتحدة. وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان انه منذ منتصف ليل الأحد نفذ الجيش السورى 210 غارات على الأقل استخدمت فيها البراميل المتفجرة على محافظات فى شرق سوريا والشمال والغرب. وأضاف إن الضربات أوقعت الكثير من الخسائر البشرية لكنه لم يعط أرقاما محددة. من جهة أخرى قتل ثمانية أشخاص بينهم طفلان فى قصف من طائرات حربية تابعة للنظام السورى أمس فى منطقة فى جنوبسوريا حدودية مع الأردن، بحسب ما ذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان. ويأتى هذا القصف بعد تصعيد فى المعارك بدأ منذ ايام فى هذه المنطقة بين القوات النظامية ومقاتلى المعارضة، اثر إعلان مجموعة من الكتائب المقاتلة ضد النظام إطلاق "معركة اهل العزم" الهادفة الى انتزاع السيطرة على عدد من مواقع النظام فى محافظة درعا الجنوبية وفى 17 أكتوبر، أعلنت مجموعة من الكتائب المقاتلة بدء معركة أسمتها "معركة أهل العزم" تهدف، بحسب بيان صادر عن الفصائل المقاتلة، إلى "تحرير" عدد من حواجز النظام فى أم المياذن الطيبة والمعصرة والكازيات الواقعة على اوتستراد دمشق - عمان الدولي، والتى تعد من أكبر الحواجز فى المنطقة الشرقية، وتطهيرها وإزالتها، ما سيفتح الطريق بين المنطقتين الشرقية والغربية من سهل حوران. وفى بغداد، أعلنت وزارة الصحة العراقية أن الحصيلة الأولية للتفجير المزدوج فى الطالبية شرقى بغداد بلغت 50 شخصا بين قتيل وجريح. وذكر بيان للوزارة تلقت وكالة أنباء الإعلام العراقي"واع" نسخة منه أن الحصيلة الأولية لتفجيرى الطالبية مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 47 آخرين. وكانت عمليات بغداد قد أكدت فى وقت سابق أمس سقوط عدد من القتلى والجرحي، جميعهم من المواطنين الأبرياء، فى تفجير مزدوج بسيارتين مفخختين انفجرتا بالتعاقب فى منطقة الطالبية شرقى بغداد. وكانت سيارة ملغومة انفجرت فى نفس المنطقة الخميس الماضي، أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين. من جانبه أعلن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أمس فى طهران إن بلاده تخوض حربا مع "ارهابيين" يهددون المنطقة ويريدون شق صفوف المسلمين وذلك اثر محادثاته مع كبار المسئولين الإيرانيين، وقد طالب روحانى خلال اللقاء بإخراج ما تبقى من عناصر منظمة مجاهدى خلق المعارضة للنظام الإيرانى من العراق. وبالمقابل قال العبادى إنه "من مسئولية المنظمات الدولة أن توفر الأرضية لإخراج عناصر هذه المنظمة من العراق، وإن الحكومة العراقية ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع اعتداء هذه العناصر على أراضى الجمهورية الإسلامية"، على حد تعبيره.