نشأ باسم وسط أسرة متوسطة الحال وتمرد عليها عندما اشتد عوده وتركها متنقلا بين أماكن عدة يبحث عن العمل ويستعطف من يتقرب إليهم ليكسب ودهم بقصص وروايات من خياله ونجح في أن يتزوج بهذا الأسلوب ولكن فشل في الاستمرار للانفاق علي عش الزوجية بعد أن أصبح من معتادي الإجرام ودخل السجن وخرج منه أكثر من مرة. وعندما أدمن الهيروين المخدر لم يستطع توفير السيولة المادية لشرائه ولعب الشيطان في رأسه قبل عامين وراح يتفق مع تجار الكيف الكبار لمنحه البودرة البيضاء لترويجها لكي يدبر المال اللازم الذي يعينه علي جود المخدر بين يديه وتحقق له ما أراد. وفي غضون فترة قصيرة زاد نشاطه وفتح مبيعا للهيروين يلتقي فيه عملاءه القادمين من محافظات الوجه البحري والقاهرة الكبري للحصول علي احتياجاتهم من المخدر بأسعار أقل من المطروح بالأسواق ودائما ما يشترط عليهم الاتصال الهاتفي به قبل الحضور ويحدد المكان الذي يتواجد فيه كإجراء احترازي بدأ يطبقه عقب استشعاره بأن أعين الأجهزة تلاحقه من آن لآخر واستغل المال الحرام الناتج عن البودرة البيضاء لغسيله في مشروعات صغيرة تدر ربحا ماديا عليه واختزان جزء منه في البنوك بأسماء يثق في التعامل معها. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بوجود بعض البؤر النشطة في مجال المواد المخدرة يقصدها الشباب من الجنسين الأمر الذي يمثل خطورة علي المجتمع وضرورة القضاء عليها حتي لا تتضاعف وتنتشر في مواقع أخري. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ووكيلة العقيد طارق حجاب والرائدين عماد عبدالرءوف رئيس مباحث أبو صوير وأحمد عبدالفتاح رئيس مباحث المستقبل والنقباء عبدالله العادلي ومحمد فؤاد ومحمد سالم ودلت التحريات أن باسم الشهير بلقب المسوس25 سنة عاطل سبق اتهامه في13 قضية سرقات مساكن ومخدرات وحيازة أسلحة بيضاء خرج من السجن12012 بعد أن أمضي داخله عاما بسبب قضية سرقة مساكن. وأضافت التحريات أن المتهم عقب خروجه من محبسه أدمن الهيروين ولم يستطع الإقلاع عنه ونصحه أصدقاء السوء بالاتجار فيه حيث تردد علي منطقة السحر والجمال التي تقع علي الحدود مع مدينة العاشر من رمضان وهي منطقة يقصدها تجار الكيف الكبار لكي يطرحوا فيها البوردة البيضاء بنظام الجملة والقطاعي لعملائهم. وأشارت التحريات إلي أن المسوس تقرب لأحدهم وأقنعه أن يكون عضوا فعالا يجلب عن طريقه الهيروين ويعيد بيعه لزبائنه بمدينة المستقبل ووجد في البداية معارضة منه لكنه تودد إليه وبات من أفضل المقربين إليه يحصل علي ما يطلبه من البودرة البيضاء بأي كمية ويبيعها سريعا ليعود مرة أخري طالبا المزيد من هذا المخدر الذي يلقي راجا بين الطبقات الثرية لارتفاع ثمنه بالمقارنة بالحشيش والأفيون والبانجو. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن للقبض علي المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة له بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين في محيط إقامته وداخل موقف السيارات بالمستقبل وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه متخفين في ملابس مدينة ودفعوا أحد مصادرهم لشراء تذاكر الهيروين منه وقتها كشفوا عن هويتهم الحقيقية وامسكوا به متلبسا ومعه كمية من البودرة البيضاء في حقيبة بلاستيكية واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضه علي سمير زغلول وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت إشراف نبيل عباس رئيس نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.