عقدت صباح أمس إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤتمرا صحفيا للنجم الأمريكي الشهير ريتشارد جير بحضور الفنان عزت أبو عوف رئيس المهرجان والفنانة داليا البحيري التي قامت بتقديمه وإدارة الندوة واحتلت السياسة جزءا كبيرا من النقاشات مع النجم الأمريكي نظرا لنشاطه المعروف في الشرق الأوسط وزياراته المتعددة, التي قال عنها إنه لا يعتبر الشرق الأوسط منطقة خطرة علي الإطلاق كما يتردد في أنحاء العالم الغربي, وأشار إلي أنه ذهب لزيارة إسرائيل أكثر من مرة وله أصدقاء في إسرائيل من اليهود وأيضا من الفلسطينيين أبناء الضفة الغربيةورام الله. وأشار إلي أنه في إحدي زياراته إلي إسرائيل طلب من أصدقائه هناك الدخول إلي رام الله فوجد لديهم حالة من الخوف وإصرار علي منعه من القيام بذلك لكنه أصر علي ذلك ولم يواجه أي خطر هناك وكون صداقات مع الكثير من الفلسطينيين, وأشار إلي أنه يعتقد أن القليل فقط من الجانبين علي علم بحقيقة الوضع هناك, وأن نسبة المسئولين عن المشكلات هناك لا تتعدي2 أو5% سواء من اليهود أو الفلسطينيين. أما عن حرب العراق فقال ريتشارد جير إنه يشعر كغيره من الأمريكيين بالحزن الشديد من هذه الحرب المشكوك في أهدافها التي كان السبب فيها رئيس أمريكي ضعيف, فهي مأساة يعاني منها الجميع وتسببت في الأذي للجانبين, وبالطبع كلما اقترب موعد خروج القوات الأمريكية من العراق كلما كان أفضل علي كل المستويات. وتعتبر هذه الزيارة الثانية لجير في مصر إلا أنه يعتبرها الأهم نظرا لحضور زوجته وأطفاله معه مشيرا إلي أن ابنه هومار يتلقي دروسا في الحضارات القديمة لذا فهذه الزيارة مهمة جدا بالنسبة له علي المستوي الثقافي والتعليمي فقد أصيب بحالة من الانبهار خلال الرحلات السياحية التي نظمها المهرجان. وعن علاقته بعالم الموسيقي وفيلمه الغنائي الراقص شيكاغو أشار إلي أنه عندما عرض عليه الفيلم لأول مرة لم يكن قد شاهد العرض الذي يحمل الاسم نفسه من قبل وعندما شاهده لم يعجب به علي الإطلاق, وقرر رفضه لأنه لم يجد فيه الحبكة الدرامية التي تصنع فيلما جيدا, إلا أن مدير أعماله عرض عليه سيناريو الفيلم الذي كتبه روب مارشال بعد شهرين تقريبا ووجده رائعا, فكل ما ظهر علي شاشة السينما في الفيلم كان علي الورق في هذا السيناريو, ورغم أنه أول تجربة سينمائية للمخرج روب مارشال إلا أنه كان مميزا, مضيفا أن المشهد الواحد استغرق ساعتين في التصوير ليظهر بهذا الشكل, ورغم أن الفيلم قد يوحي بأن تكلفته باهظة إلي أن الحقيقة مختلفة عن ذلك تماما, فهو فيلم مصنوع بميزانية صغيرة جدا إلا أن المخرج روب مارشال استطاع إدارته وإدارة فريق العمل بشكل جيد. ويؤكد من جانب آخر أنه لا يمر يوم دون أن يعزف فيه مقطوعة موسيقية لمتعته الشخصية, حيث اعتبر ريتشارد علاقته بعالم الموسيقي متعة خاصة جدا وشيء شخصي, لا يقبل البيع في السوق التجارية, لذا فهي لا تسيطر علي جميع أعماله الفنية. وعن غيابه عن المسرح رغم أنه بدأ حياته الفنية من خلاله قال جير إن أسعد لحظات حياته كانت ميلاد طفليه هومار ودوريس وعلاقته بهما أهم لديه من أي شيء لذا فهو حريص علي الوجود بجانبه ليلا لأن قصة قبل النوم يرويها لابنه أفضل بكثير من الوقوف علي خشبة المسرح كل ليلة. وعن إمكان مشاركته في فيلم إنتاج مشترك بين أمريكا ومصر يقول إن صناعة السينما في العالم كله وليس فقط في أمريكا تتضمن الكثير من التعقيدات خاصة صناعة الأفلام الجادة لأن تكلفتها عالية جدا قد تصل إلي100 مليون دولار في حين أن إيراداتها من المحتمل ألا تغطي هذا المبلغ, لذا فهي صناعة متعبة وتحتاج لعلاقات جيدة وحسن إدارة, وأضاف أنه علي استعداد للموافقة علي المشاركة في فيلم مصري إذا توفر له سيناريو جيد يتواصل مع الناس, لأنه لا يقبل المشاركة في فيلم يكون مصيره المقبرة. وينتظر جير حاليا عرض أحدث أفلامه دوبل الذي يقوم فيه بدور جاسوس من إخراج مايكل برانت, إلي جانب فيلم كوميدي يشارك في بطولته مع مجموعة من الفنانين الأمريكان والبريطانيين ومن المقرر عرضه خلال عام. * وخلال الندوة التي أقيمت لها أمس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي, وأدارها الفنان عمرو واكد, أكدت الفنانة الفرنسية جولييت بينوش أنها تشعر بسعادة غامرة لوجودها بمصر وتكريمها في الدورة34 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي, مشيرة إلي أن الثقافة العربية مميزة بالنسبة للغرب, ولا يمكن تخيل عشق أطفال فرنسا للثقافة العربية والتاريخ العربي, لأنهم يقرأون عن سحر الشرق منذ صغرهم بالمدارس, ويتربي بداخلهم ولع بالتاريخ الفرعوني. وقالت بينوش إنها تعد لمشروع مع مجموعة من التسجيليين والمهتمين بالحضارة المصرية الفرعونية والقبطية, حيث ستصور فيلما عن صعيد مصر والحضارة الفرعونية العريقة العام المقبل. وأكدت أنها لا تعتبر نفسها فنانة عالمية, أو عظيمة, موضحة أنها تهتم بمعرفة الثقافات المختلفة, ومشيرة أيضا إلي أنها عملت مع مخرجين كبار تعلمت منهم كثيرا وأضافوا لها الكثير. وأوضحت أنها لا تميز بين مخرج وآخر علي أساس جنسيته, بل يهمها فقط العمل الفني, ومن ثم فلا يوجد لديها أي مانع للعمل مع أي مخرج في أي بلد.. مشددة علي أنها لا تهتم كثيرا بالأمور السياسية. وقالت الفنانة الفرنسية جولييت بينوش إنها لا تحب مشاهدة الأطفال والضحايا الفلسطينيين.. متمنية أن تكون هناك روح تعاون وتسامح في العالم, ومشيرة إلي أنها تركز فقط علي الجانب الإنساني, ولا تركز كثيرا علي الأمور السياسية. وأشارت بينوش إلي أنها تعتز بالجائزة التي حصلت عليها من مهرجان القاهرة, وقالت إن تمثال الجائزة يلخص الكثير من معاني وقوة الفنان, حيث يجب أن تكون للفنان قاعدة يعمل من منطلقها مثل التمثال تماما الذي حصلت عليه من المهرجان, كما يجب أن يكون داخل الفنان ممرات وطرقات مجهولة يكتشفها, وكلما نجح في اكتشافها ساعد الجمهور علي التواصل مع نفسه, كما يجب أن يكون الفنان قويا مثل جسم التمثال ويتمتع بالقوة الداخلية, موضحة أن تمثال الجائزة يجمع كل أسرار التمثيل. وعن شعورها بعد حصولها علي جائزة الأوسكار, قالت إنها عندما تسلمت الجائزة قالت لنفسها إن مسئولي الجائزة بالتأكيد أخطأوا, وأن هناك شخصا آخر هو الذي نالها.. موضحة أنها لم تشغل بالها بالحصول علي الجائزة, ولم يصبها القلق قبل إعلان الجوائز, لأنها تركز فقط علي قيمة العمل الإنساني الذي تقدمه.