نظم منتدي الحوار بمكتبة الاسكندرية امس الاول الاثنين الملتقي الثاني لبحث رؤي جيل الوسط حول المستقبل, بعنوان مستقبل الثقافة في مصر.. رؤي جيل الوسط والذي يشارك فيه نخبة من المثقفين وشباب المبدعين والباحثين المصريين. وشهد اليوم الأول من المتلقي عقد جلستين, الأولي بعنوان: البحث عن ثقافة جديدة, والتي تحدث فيها الدكتور علي الدين هلال و الباحث سامح فوزي والباحثة دينا شحاتة وجواد نابلسي. كما عرض أحمد إسماعيل الشيخة, وإسراء عدلان, ونيروز رزق, مبادرات شبابية علي الانترنت تتعلق بالعمل التطوعي ومنظمات المجتمع المدني, مثل الملتقي الإلكتروني الذي دشنته مكتبة الاسكندرية علي الانترنت ويضم أكثر من2000 منظمة مجتمع مدني, بهدف خلق شراكات فيما بينها, وتبادل الخبرات, وعرض المعلومات والأنشطة الخاصة بها. وقال الدكتور علي الدين هلال إن دعاوي التغيير لم تنقطع عبر الزمن, حيث ظهرت في عشرينات القرن الماضي دعوات للثقافة الجديدة, وفي الخمسينيات والستينيات كانت هناك دعوة إلي إعادة بناء الشخصية المصرية, منوها إلي أن سؤال التغيير هو قضية كل الأجيال وليس جيل الوسط فحسب. وأشار إلي أن الثقافة الجديدة ليست بالضرورة إيجابية ومستنيرة وذات جدوي للناس, لافتا إلي أنه خلال الثلاثين عاما الماضية دخلت علي مصر قيم جديدة ليست بالضرورة في صالحها. كما أوضح أن نموذج الثورة البلشفية في روسيا عام1917 يعد دليلا علي أنه ليس كل تغيير هو للأفضل, إذ إنها حاربت الأديان والقوميات واتخذت العديد من الإجراءات الأخري التي انهارت بانهيار الاتحاد السوفيتي أواخر القرن العشرين, مما يؤكد أن الناس ليسوا متلقين سلبيين. وأضاف هلال أن البحث عن ثقافة جديدة ليس معناه التخلص من القديم, مشددا علي وجود جوانب صعبة التغيير, إلا أن التحديات التي تجابه كل جيل وإيجاد توافق بين القوي المؤثرة في المجتمع هما مفتاح التغيير, مشيرا إلي أن كيفية تحقيقه أهم من التساؤل حول المراد منه. وعرض سامح فوزي, من جانبه, مدخلا حول تجديد الثقافة ينبع من رأس المال الاجتماعي الذي ينقسم إلي عدد من الأنواع, منها: البشري, والمادي, والثقافي, والديني, والاجتماعي, مضيفا أن رأس المال الاجتماعي هو مجموعة القيم الأساسية التي تحكم أي مجتمع. ولفت إلي أن هناك مصادر لرأس المال الاجتماعي, إلا أن المشكلة في مصر تكمن في أن المصدر الرئيسي له هو الروابط التقليدية, وهو ما يظهر جليا في الانتخابات, حيث تسود القبلية فيها. وأكد فوزي عدم وجود تعارض بين الدولة القوية والمجتمع المدني القوي, مشددا علي ضرورة استعادة الثقة بين الجميع لإحداث التغيير الإيجابي المأمول.والمحت إلي أن الحركات الاجتماعية الجديدة في مصر التي ظهرت خلال العشر سنوات الماضية يمكن تقسيمها إلي: سياسية, وفئوية تنادي بمطالب اقتصادية واجتماعية مثل إضرابات العمال. وأضافت أن هناك سمات مشتركة لتلك الحركات, ومنها: أنها جميعا نشأت خارج إطار مؤسسات الدولة والمجتمع المدني علي حد سواء, كما أن معظمها اعتمد علي الفعل السياسي المباشرة, إضافة إلي أنه كان هناك دور ملحوظ لجيل السبعينيات في تأسيس تلك الحركات وتشجيع جيل من الشباب علي الانخراط فيها وتولي المهمة. ونفي الدكتور عماد أبوغازي من جانبه, ما يثار من أن المؤرخ يمكن أن يكون محايدا, قائلا إن كل المؤرخين منحازون, ومن يدعي غير ذلك يضلل جمهوره. ولفت إلي وجود مشكلة حقيقية في مناهج التاريخ في المدارس, إلي جانب غياب الرؤية تجاه الأهداف التي تقوم عليها أقسام التاريخ بالجامعات المصرية.