كشف مصدر قضائي بالنيابة أن التحقيقات توصلت إلي هوية الفتاة الغامضة التي صعدت مسجد السلطان أبو العلا قبل الانفجار الذي وقع بمحيط وزارة الخارجية وأسفر عن استشهاد وإصابة10 ضباط وأفراد شرطة. حيث تبين أنها بالفعل تعمل مفتشة آثار تابعة لوزارة الآثار وأتت وبحوزتها كاميرا لتصوير الترميمات وأعمال الصيانة بالمسجد وأنها مكلفة بهذا العمل. وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن فريقا من نيابة حوادث وسط القاهرة برئاسة المستشار عمرو غراب رئيس النيابة وأحمد معاذ مدير النيابة حصل علي نسخة من المواد الفيلمية المسجلة بكاميرات وزارة الخارجية بعد تفريغها تمهيدا لمشاهدتها للتعرف علي الجناة. فيما انتهت نيابة حوادث وسط القاهرة من سماع أقوال ثلاثة من المجندين المصابين في انفجار قنبلة بمحيط وزارة الخارجية حيث انتقلت النيابة إلي مستشفي قصر العيني الفرنساوي ومستشفي الشرطة بالعجوزة بعدما تبين استقرار حالتهم نسبيا وسمح لهم الأطباء بالحديث للنيابة. كما أكد المجندون الثلاثة في أقوالهم أمام فريق النيابة إنهم يقفون في كمين متمركز يوميا في نفس المكان منذ فترة طويلة فهم مكلفون بشكل دائم وثابت بتلك الخدمة حيث أنهم موجودون في المكان بشكل يومي إلا أن الأمور لم تكن علي عادتها منذ صباح الحادث. وأضافوا بأنه فور وصول الشهيد المقدم خالد محمود سعفان بسيارته حيث كان يقف بالقرب منه الشهيد الثاني المقدم محمد محمود أبو سريع سمعوا أصوات انفجار مدوية في المكان وفوجئنا بسقوطهما علي الأرض غارقين في دمائهما تماما ولم ينتبهوا لما حدث حيث تدمرت سيارة ملاكي سوداء اللون الخاصة بالشهيد الأول وما زالت النيابة تحقق في الحادث. وكان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قد تقدما الجنازة العسكرية المهيبة التي أقيمت أمس بمسجد أكاديمية الشرطة بالعباسية لشهيدي الواجب المقدم خالد محمود سعفان والمقدم محمد محمود أبو سريع اللذين استشهدا صباح أول أمس أثناء تأدية واجبهما الوطني جراء انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع بمنطقة بولاق أبو العلا. كما حضر الجنازة الدكتور عادل عدوي وزير الصحة و المهندس إبراهيم يونس وزير الدولة للإنتاج الحربي و الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة ومندوب عن الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع ووفد من القوات المسلحة وعدد من قيادات وزارة الداخلية. وسادت حالة من الحزن الشديد بين أهالي الشهيدين حيث قالت زوجة الشهيد خالد سعفان إن الشهيد أخبرها قبل وفاته بيوم واحد بأنه يشعر بأنه سيموت شهيدا وأنها ستسمع خبر استشهاده عن طريق التلفزيون وهو ما تحقق بالضبط.. واجهشت بالبكاء قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل فيما قالت شقيقته إن جميعهم هرعوا إلي المستشفي فور علمهم بالخبر بينهم والده الذي دخل في غيبوبة لم يفق منها حتي الآن وأنهم كانوا يعتمدون علي الشهيد في كل تحركاتهم وأنه كان سندهم في هذه الدنيا. فيما قالت والدة الشهيد محمد أبو سريع انه كان بارا بها وبجميع أسرته وانه كان دائم السؤال عنهم جميعا وكان حسن الخلق وأن علي الدولة تحقيق القصاص العادل من هؤلاء الإرهابيين. فيما قال والده إن جميع زملائه والضباط الكبار الذين خدموا معه يشهدون له بحسن الخلق والانضباط في العمل طوال فترة خدمته. ومن جانبه, قام المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء و اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والدكتور عادل عدوي وزير الصحة أمس بزيارة رجال الشرطة المصابين جراء الانفجار وذلك بمستشفي الشرطة بالعجوزة. وخلال الزيارة أطمأن رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية علي حالتهم الصحية وأوجه الرعاية الطبية التي تقدم لهم وأشادا بالجهود والتضحيات التي قدموها من أجل تحقيق رسالة الأمن, حيث أوضح محلب أن تلك التضحيات يضعها الجميع موضع التقدير والاحترام وتعد دافعا لرجال الشرطة لاستكمال مسيرة العطاء.