تعد مشرحة أسوان العمومية مثالا للإهمال الحكومي الذي طال الموتي وبات في حاجة ضرورية لمواجهته بعيدا عن البيروقراطية والروتين القاتل في أسوانالمدينة السياحية توجد ثلاث مشارح, الأولي تتبع مستشفي التأمين الصحي, والثانية لمستشفي أسوان العسكري, والثالثة والأخيرة تتبع مديرية الشئون الصحية وملحقة علي مستشفي أسوان الجامعي. وعلي الرغم من أن المشرحتين الأولي والثانية علي مستوي متميز, إلا أنه من المؤسف أن تكون المشرحة العمومية التي من المفروض أن تستوعب أي أعداد من جثث المتوفين بهذا المستوي المتواضع, حيث تضم ثلاجة ذات تبريد ضعيف ومتهالكة لحفظ الجثث, الأمر الذي يجعلها عرضة للتحلل سريعا, ناهيك عن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وقلة عدد العيون والأدراج بها. وخلال العامين الحالي والماضي كشف مسئولو الصحة عن القصور الشديد وتهالك المشرحة التي تستقبل جثث الموتي والقتلي وضحايا الحوادث أمام وزيري الصحة الحالي والسابق في أثناء زيارتيهما لأسوان, وكلاهما وعد بتطويرها وإدراجها ضمن خطة الوزارة المالية ولم يحدث أي جديد وتبخرت وعودهما في الهواء, وقد بدا هذا واضحا في أثناء أحداث اشتباكات الدابودية وبني هلال التي وقعت في شهر أبريل الماضي, والتي أسفرت عن مقتل نحو62 شخصا وضعت معظم جثثهم في طرقات المشرحة بسبب سوء حالتها. ويجدد أبناء أسوان مطالبهم لوزير الصحة الدكتور عادل العدوي بتطوير المشرحة ومضاعفة عيون حفظ الجثث مع السعي لتشغيلها باستخدام الطاقة الشمسية, تجنبا لتعرض الجثث للتحلل عند انقطاع التيار الكهربائي, وما أكثر هذا الانقطاع. يصرخ ياسر الكوباني أمين سر لجنة المصالحات بمحافظة أسوان موجها صرخته لوزير الصحة: ارحموا موتانا ويقول إن المشرحة العمومية في حالة يرثي لها, فثلاجة التبريد غير قادرة علي حفظ الجثث التي يتم تحويلها إليها بعد الوفاة في الحوادث والمشاجرات أو في المستشفيات الأخري, بسبب ضعف تبريدها وتهالكها ويضيف بأن أسوان مدينة سياحية وتمتلك شبكات طرق متعددة وسريعة للربط ما بين المدن والمراكز, الأمر الذي لا يسلم من وقوع حوادث بين الحين والأخر, قد يذهب جراءها عشرات الضحايا دفعة واحدة, وللأسف فإن المشرحة لا تستوعب هذه الأعداد في ظل تهالكها وتقادمها الأمر الذي يستدعي تدخل وزير الصحة لتطويرها. ويشير نور الكرم أحد مواطني مدينة أسوان المتطوعين في تلحيد الموتي إلي الوضع السييء بمشرحة أوسان العمومية, لافتا إلي أن المشرحة تفتقد لأبسط الإمكانات, فلا يوجد بها سخان للمياه لتغسيل الجثث, والثلاجة ضعيفة وحرمة الموتي تنتهك علي مرأي ومسمع المسئولين بالصحة ويقول إنه سبق أن رفع أكثر من شكوي لمضاعفة عيون الجثث والأدراج وطالب بتوفير جميع الإمكانات لتكريم الموتي, ولكن حتي الآن لاتزال المشرحة علي وضعها المهين والسييء, حتي أهالي المتوفين أيضا وكما يقول يعانون أشد المعاناة عند انتظارهم جثث ذويهم خارج المشرحة, حيث يقفون وسط الطريق لعدم وجود مظلات ومقاعد كافية. أما الدكتور السيد إبراهيم متولي مفتش الصحة بأسوان والمشرف علي المشرحة العمومية فقال إن المشرحة تضم42 عينا لحفظ الجثث, وهو عدد غير كاف علي الإطلاق في مدينة أسوان التي تتعدد فيها الحوادث, ويقول إن قوة المشرحة5 عمال ومقامة علي مساحة003 متر ويمكنها استيعاب أي إضافات جديدة. ويكشف مفتش الصحة عن تهالك الثلاجات الخاصة بحفظ جثث الموتي ووصفها بأنها قديمة للغاية ولا تتناسب مع محافظة أسوان السياحية, وطالب بأن يتم توسعة المشرحة ومضاعفة الأدراج العيون ودعم المشرحة بثلاجات متطورة علي غرار تلك التي في مستشفي أسوان العسكري والتأمين الصحي والتي تعمل علي حد قوله إلكترونيا, كما طالب بأن يتم تشغيل المشرحة العمومية من خلال وحدات خلايا الطاقة الشمسية, حيث إن الجثث تكون معرضة للتحلل بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي, الأمر الذي ينتهك حرمة الموتي, وربما يؤدي إلي إخفاء معالم جثث قد تكون في انتظار التشريح عن طريق الطب الشرعي. ويري الدكتور إيهاب شوقي المدير التنفيذي لشركة الصناعات الكيماوية والطاقة باتحادات الصناعات المصرية ضرورة دعم جميع المشارح العمومية والمستشفيات في أسوان بالطاقة الشمسية حفاظا علي المرضي والموتي, وتعهد شوقي بأن تقوم الشركة المحلية في أسوان بتأهيل العاملين في المستشفيات علي استخدامات الطاقة الشمسية وتشغيل الخلايا مجانا.