صراخ وعويل, وجنازة حضرها الآلاف وألم وحسرة تحرق قلوب الأقارب, والأم المريضة بالقلب, وأطفال ينتظرهم مستقبل مجهول, وزوجة مكلومة ستصارع صعاب الحياة وحدها هكذا ترك الإرهاب مصائبه ولعنته علي أسرة وأهالي رقيب الشرطة. ابن إحدي قري الفيوم التي ملأها الحزن وتلونت بالأسود القاتم لون البؤس والحزن علي فراق الأحبة المقربين. وجرائم الإرهاب فائقة الخسة والغدر, وفظاعة تلك الجريمة تمزق كل القلوب التي وصلها الخبر وتحيل حياتهم إلي مأساة كما انقلبت حياة أبناء رقيب الشرطة, فالعيون تملؤها قطرات دموع الانكسار والحسرة, والقلب ينازع ألم الوحدة والفراق, كان المشهد مستعصيا علي الوصف. وكعادة هذا المشهد من إغتيالات وتصفية لرجال الشرطة, ظهر نعش ملوف بعلم مصر وجنازة للرقيب أحمد أبو النور, بمحل إقامته بقرية الزملوطي, بمركز سنورس, بالفيوم, وشارك في الجنازة التي شعيت فجر أمس, الالاف من أبناء القرية, و سادت حالة من الحزن الشديد القرية, وتجلي ذلك في الوجوه التي ملاءتها تعابير الوجوم والحزن علي فراق شهيد قريتهم وانتشرت عبارات. الجريمة الخسيسة لن تنال من الأبطال. ومنذ وصول النبأ المشئون لم تسكت الألسنة في جنبات القرية عن كيفية وقوع الفاجعة التي أرقت مضجعهم وظل الجميع يردد أن الإرهابيين أطلق النار من سلاح آلي في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت, علي دورية أمنية للشرطة, بالطريق الدائري بالقرب من قرية منشأة عبدالله, التابعة لمدينة الفيوم أثناء تفقد محولات الكهرباء والحالة الأمنية علي الطريق الدائري. وأسفر الحادث عن استشهاد المجند أحمد أبو النور, وإصابة النقيب أحمد محمد هاشم بطلق ناري في الظهر, وفي حالة صحية خطرة, كما أصيب أمين شرطة محمد سيد صادق بطلق ناري في قدمه. وقال أحمد عبد الرحمن, أحد أقارب الشهيد, أن الشهيد لديه ثلاثة أبناء هم: روميساء,(13 سنة),, ومروان,(7 سنوات), ولميس,(5 سنوات), ويعيش في منزل بسيط مكون من طابقين مع أشقائه ناصر وحسن وزوجته ووالدته المسنة والمصابة بمرض القلب. وأضاف محمد إبراهيم, أحد أهالي القرية, إن الشهيد أحمد أبو النور, كان يتمتع بسمعة طيبة ومحبوب ومصدر ثقة لجميع أهالي القرية, ويجامل الجميع, ولم تكن له خلافات أو عداوات مع أيا من أبناء القرية. وأوضح ناصر محمد أبو النور, شقيق الشهيد الأكبر, أن شقيقه إتصل به قبل وقوع الحادث بما يقرب من نصف ساعة كي يطمئن علي والدته وأولاده, مشيرا إلي أنه يعول أسرته ووالدته المريضة, ولا ذنب له فيما حدث. وأكدت روميساء, إبنة الشهيد, إن والدها مات بطلا وهو يدافع عن الوطن, وسيكون مثواه الجنة مع الشهداء هكذا تحدثت بنبرة قوية وواثقة, ثم بدأ صوتها يتحشرج ويخالطه البكاء لازم حق أبويا يرجع. وطالبت والدة الشهيد, وزوجته بسرعة ضبط مرتكبي الحادث الإجرامي, مشيرين إلي أنهما لن يهدي لهم بال ولن تطفأ نارهم إلا القبض علي الجناة.