عادة ما يقول النجوم الكبار ان الساحة الفنية لم تعد لهم.. ويشكون من قلة ما يعرض عليهم من أعمال.. لكن الفنانة الكبيرة ميمي جمال فاجأتنا بأنها مازال يعرض عليها الكثير من الأدوار غير أنها تتمهل في الاختيار تفاصيل أخري كثيرة تتحدث عنها في الحوار التالي: آخر أدوارك السينمائية في محترم إلا ربع... هل أنت راضية عنه؟ نعم الحمد لله... فأنا مقلة جدا في أعمالي السينمائية لكن عندما إتصل بي الفنان الجميل محمد رجب وعرض علي القيام بدور والدته في الفيلم.. وافقت لإنني أحبه وأعتبره مثل إبني. * هل أنت مجاملة إلي هذا الحد؟ ** ليست مجاملة, لكن معروف عني أنني صاحبة صاحبي لكن لو قرأت الدور ولم يعجبني لم أكن لأوافق... والذي حدث هو أنني قرأت الدور وأعجبني جدا لإنه لذيذ ودمه خفيف وشخصيته واقعية موجودة بيننا في المجتمع وهي شخصية الأم التي تترمل وتربي إبنها فترتبط به عاطفيا جدا.. لذلك وافقت. * قلت أنك مقلة في أعمالك السينمائية.. لماذا؟ * لإنني أصلا بنت المسرح وتربيت علي خشبته ولم تستطع السينما إغوائي بقدر ما استطاع ذلك التليفزيون... فالوقت الذي انجذب فيه معظم النجوم إلي السينما.. إنجذبت أنا إلي التليفزيون الذي استهواني جدا فتركت السينما ل ناسها! * ماذا تعنين ب ناسها؟! ** ناس السينما هم الذين يتفرغون لها من شدة حبهم لها ويتابعونها جيدا ويقيمون علاقات وطيدة مع صناعها, أما أنا فانشغلت بالمسرح ثم من بعده التليفزيون ولم تعد للسينما أهمية كبيرة عندي بالرغم من أنني قدمت أول أدواري بها وأنا في التاسعة من عمري في فيلم أقوي من الحب وظللت بعدها أقدم أدوار صغيرة جدا: جملة أو جملتين حتي استطعت تقديم أدوارا جيدة فإذا جاءتني بعدها أدوار أقل.. لا أجد نفسي مضطرة إلي تقديمها وذلك لإنني ناجحة في حتت ثانية وهي المسرح والتليفزيون. * قد يعتقد البعض أن إقلالك السينمائي سببه عدم تلقيك عروضا من الأصل.. ما رأيك؟ ** بالعكس.. الشغل كثير جدا.. وليس صحيحا أن الكبار لا يجدون فرصا فليس هناك عمل فني يخلو من دور أم أو خالة أو حماة, أنا شخصيا تعرض علي أعمال كثيرة لكنني مقلة لمحاولتي إختيار الأفضل والمناسب بالإضافة لذلك من الطبيعي أنني كلما كبرت في السن قلت مقدرتي علي العمل فأنا في هذه السن لا أستطيع أن أتنطط مثلما كنت أفعل منذ عشرين أو ثلاثين سنة وهذا بالطبع يؤثر علي حجم إنتاجي الفني. * قلت أيضا أنك قد أحببت الدراما والتليفزيون أكثر.. لماذا؟ ** الدراما التليفزيونية رائعة والعمل فيها ممتع لإنها تعطي الفرصة للممثل لإخراج طاقاته والتقمص الكافي للشخصية وأيضا التلون في الشخصيات والتنوع في الاداء.. كل هذا بالإضافة إلي أن جمهور التليفزيون جمهور عريض جدا وأكبر من جمهور السينما التي أحجمت معظم الأسر عن إرتيادها. * أنت من الفنانات القليلات اللاتي لم ينقطعن عن المسرح حتي في أحلك ظروفه.. ما تفسيرك؟ ** لإنني أعشق المسرح وباموت فيه! ولا أجده صعبا كما يقال عنه بل اراه أجمل وأمتع أنواع التمثيل... ربما لإنني تربيت علي خشبته مثلما قلت وعملت فيه سنوات طويلة سواء كقطاع عام أو خاص. * ما الفرق بينهما؟ ** في السنوات الأخيرة لم يعد الفرق كبيرا.. ففي السابق كانت نوعية المسرحيات مختلفة جدا بين المسرحين أما الآن فمسرح الدولة الكوميدي يحاول جذب مختلف شرائع الجمهور بعرض مسرحيات تشبه ما يعرضه المسرح الخاص وهذا شيء جيدا بشرط أن تستمر باقي مسارح الدولة في تقديم النوعيات الخاصة بها. * آخر أعمالك المسرحية كانت دو ري مي فاصوليا.. ما الجديد؟ ** الجديد هو أنني أستعد حاليا لعرض مسرحي جديد علي مسرح الدولة إسمه ثمانية في زنزانيا من إخراج أشرف فاروق ونحن الآن في مرحلة الإعداد له خاصة بعد إختيار رياض الخولي مديرا للبيت الفني للمسرح. * هل توافقين علي تصنيفك ك كوميديانة؟ ** أنا كوميديانة في المسرح فقط.. لكني في الدراما قدمت كل أنواع التمثيل والشخصيات. * لكننا لم نشاهدك في دور الشريرة؟ ** هذا صحيح.. لإنني لا أحب أدوار الشر.. كما إن شكلي لا يوحي بهذه الشخصيات.. لذلك أعتقد أنني لو حاولت تقديمه فلن أكون مقنعة.. إلا لو كانت شخصيته شريرة علي خفيف مثل حماة مثلا أو بخيلة وقد قدمت مثل هذه الأدوار. * لك تجربة في تقديم البرامج علي إحدي الفضائيات.. كيف تقيمينها؟ ** كانت تجربة رائعة ومفيدة علي المستوي الإنساني والحقيقة أنني ترددت قليلا قبل الموافقة عليها لكن ما شجعني هو أنها كانت من المفترض أن تكون خلال شهر رمضان فقط.. فقلت لنفسي إذا لم تنجح فلن يشعر بها أحد في زحمة رمضان! لكن الذي حدث هو أنها نجحت جدا فطلبت مني القناة الأستمرار في تقديمها إسبوعيا. * كيف استعددت لها؟ ** بما إنني ممثلة مسرحية فأنا لا أخاف من مواجهة الجمهور لإنني معتادة علي اللقاء المباشر معهم وهذا ساعدني علي أن أكون تلقائية.. أما الناحية العلمية فأنا ابتعدت عن الحديث فيما لا يخصني وكان كل المتصلين يسألونني في قضايا إجتماعية مثل الزواج والعنوسة والخيانة وتربية الأبناء.. وكلها قضايا عندي بها خبرة كبيرة لإنني زوجة وأم وجدة وحماة لذلك اعتقد أنني حققت نجاحا ومتعة لدرجة أنني أتمني تكرار التجربة. * في الماضي قدمت بعض الأعمال القليلة التي جمعتك مع زوجك الفنان حسن مصطفي.. لماذا توقفتما عن ذلك؟ ** بالفعل قدمنا عددا من الأفلام معا.. أشهرها عالم عيال عيال وكنا نعمل مسرح معا حيث تعرفنا علي بعضنا وارتبطنا بالزواج.. لكننا فضلنا الإنفصال الفني حتي لا يعتقد أحد أننا نقوم بفرض أنفسنا ك ثنائي علي المنتجين وأيضا حتي يشعر كل منا بالحرية في تقديم ما يشاء.. لكنني طبعا أتمني أن يكون هناك عمل جيد مناسب يجمعني معه الآن خاصة لو قدمناه كزوجين فهذا طبعا سيجعل التمثيل أسهل وأمتع! * أخيرا... ما الذي تتمنينه تقديمه؟ ** أشعر أنه مازال بداخلي الكثير وأنتظر تقديم الشخصية التي تخرج كل ما بداخلي وهذا لم يحدث حتي الآن!