تعد الشعاب المرجانية وما تحتويه من كائنات بحرية نادرة, وعلي رأسها الأسماك الملونة بمياه البحر الأحمر هي الركيزة الأساسية لحركة الجذب السياحي للمنطقة وخلال السنوات الأخيرة ونظرا لزيادة الأنشطة البشرية بمياه البحر الأحمر خاصة أنشطة الغوص. تعرضت هذه المستعمرات إلي انتهاكات صارخة نالت من مساحات عريضة من تلك الشعاب من خلال تكسير لأجزاء كبيرة منها علي طوال الساحل كما نالت هذه الأنشطة من جميع الكائنات البحرية النادرة, ومن هنا تعالت الصرخات خلال ورشة العمل الموسعة والذي نظمها المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر بمشاركة أكاديمية البحث العلمي, وجهاز شئون البيئة متمثلا في قطاع المحميات والفرع الإقليمي للجهاز والإدارة العامة للبيئة تحت إشراف اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر المطالبة بتوفير جميع وسائل الحماية اللازمة للحفاظ علي الشعاب المرجانية كركيزة أساسية للسياحة المستدامة وتوقيع أقصي عقوبة علي كل من يعبث بمثل هذه الثروات الطبيعية النادرة وتفعيل جميع إجراءات قانون حماية البيئة لوقف تصرفات المخربين للبيئتين البحرية والبرية وأوصت بسرعة إجراء الدراسات وأعمال الرصد فاعليات هذه الورشة الدقيقة لمصادر التلوث البترولي الذي ظهر مؤخرا بمنطقة الجمشة شمال مدينة الغردقة والناتج عن ظهور فقاعات وغازات تنبعث من قاع البحر إلي سطح المياه, وذلك تحسبا لأن يتحول هذا الأمر إلي تدفق بترولي يهدد بكارثة بيئية. وقال الدكتور محمد عبد الوهاب مدير معهد علوم البحار إن هذه الورشة التي جاءت تحت عنوان التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية بالبحر الأحمر أوصت أيضا بضرورة تطبيق منظومة عمل متكاملة تعمل في توافق تام وتشمل جميع التخصصات العلمية لترقية جميع الجوانب الخاصة بالشعاب المرجانية التي تعد الركيزة الأساسية لحركة الجذب السياحي للمنطقة وضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة المتوافرة بالمعهد القومي لعلوم البحار في رصد التعديات التي تقع علي الشعاب المرجانية بشكل دقيق لإيجاد الآليات اللازمة لحمايتها وحماية مكونات البيئة البحرية بصفة عامة وعمل دراسة لتحديد الأماكن ذات الأولوية والحساسية البيئية علي ساحل البحر الأحمر, وأكدت ضرورة نشر الوعي البيئي بين أبناء المحافظة خاصة طلبة وتلاميذ المدارس. ومن جانب آخر يؤكد الدكتور محمود حنفي الأستاذ بكلية العلوم بجامعة قناة السويس ضرورة تفعيل جميع التوصيات التي أوصت بها هذه الورشة وغيرها من الورش الأخري لأن الشعاب المرجانية ثروة قومية لا تقدر بمال, وأن المتر الواحد من هذه الشعاب تصل قيمتها إلي300 دولار سنويا في أماكن الغوص, وذلك من خلال ما يحصل من السائحين الأجانب الذين يمارسون أنشطة الغوص حول هذه المناطق, وذلك طبقا للدراسة التي كان قد أعدها جهاز شئون البيئة من قبل وأنه لو حدث تدمير لأية مساحة من الشعاب المرجانية خلال تكسيرها فإن هذه المساحة قد تحتاج إلي نحو100 سنة حتي تستعيد كفاءتها. ويقول إن الشعب المرجانية لمياه البحر الأحمر, وتحديدا قبل صدور قانون البيئة تعرضت مساحات هائلة منها للتدمير ففي منطقة الغردقة علي سبيل المثال ونتيجة لعمليات الحفر والردم لإنشاء قري وفنادق سياحية تم تدمير ما يزيد علي3 مليون متر مسطح من الشعاب المرجانية قدرت قيمتها بنحو90 مليار دولار, ويطالب بإعلان جميع الحيود المرجانية بشواطئ البحر الأحمر كمحميات طبيعية وتطبيق وتنفيذ برامج رصد لدراسة مدي التهديدات التي تتعرض لها الشعاب المرجانية نتيجة لاستخدام المفرط لها.