يتعثر القلم من الانغماس فى الدموع والدم محاولا التجرد فى سرد مأساة تأبى البعد عن البسطاء، سئم القلم الحديث عن تكفيريين يتنفسون حقدا، لا يشربون إلا دماء الأبرياء ولا ينامون إلا بعد انتشار أنباء دموع الثكالى والأطفال اليتامى نعم لقد سئم القلم التذكير والتحسب والاحتياط وباتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة وأن جموع المصريين يواجهون حربا متشعبة الأوجه مع مارقين لا يؤمنون بشيء ولا يعتقدون فى شيء إلا تكفير واستباحة دماء المخالفين. ولكن هذه المرة لا يمكن اغفال صوت أو أصحاب الدموع المنهمرة من ذوى الضحايا ومن يؤازرونهم الذين انحصرت أسئلتهم فى أمور محددة منها أن (طريق الوفاق) الذى شهد واقعة استشهاد ضابط و10 مجندين وإصابة اثنين آخرين منذ ساعات هو ذات الطريق الذى استشهد فيه 25 مجندا فى أغسطس من العام الماضى فأين التدابير الأمنية اللازمة لمكان تم استهداف رجال الشرطة فيه؟! تتوالى أسئلة الاستنكار من الثكالى كيف تمكن الإرهابيون من حفر نهر الطريق وأتاح لهم الوقت الكامل لزرع عبوتين ناسفتين ثم الردم عليهما ثم تهيأت الفرصة كاملة للتأخر عدة خطوات لإنشاء (مطب) وهمى حتى تبطئ المدرعة المستهدفة والتى كانت تقل الشهداء من سرعتها حتى تمر وتصل إلى مكان العبوة المدفونة وتتحقق الخسة والحقارة وتتطاير أشلاء الأطهار وتعود أرواحهم إلى بارئها تشكو؟ أسئلة كثيرة وتشجب وتستنكر ما حدث ليس آخرها أن بالمدرعة أنبوتى بوتاجاز ساعدت فى شدة الانفجار. الحدث جلل المصاب أليم الجهات الرسمية المنوط بها التواصل مع الإعلام لم تفرج إلا عن القليل عن الشهداء ضحايا الغدر أطل من هذه البيانات وجه آسر يتفجر حيوية وينبض بالعنفوان ليس فقط بسبب ما حباه الله من بسطه وبنيان قوى يطلقون عليه فى الأوساط الشرطية "نموذجي" إنه الشهيد النقيب أحمد حجازى من "سيدى سالم" بمحافظة كفر الشيخ حكاية النقيب أحمد حجازى استثنائية فالجزء القليل الذى أميط عنه اللثام إلى الآن يقدم لنا روحا نادرة فى أمور عديدة. حتى طريقته فى التقاط صوره التذكارية سواء منفردا أو بصحبة زملاءه وقاداته الذين كان يفارقهم أياما وأحيانا ساعات قليلة طوال فترة خدمته جانب آخر أراد الله أن يوثق كل ثناء يستحقه الشهيد حجازى ويستمر من كل محبيه وهو ما تركه من مفردات وعبارات على صفحته الخاصة (فيس بوك) حيث نعى زميله الشهيد "رامى الجنجيهي" من قوة قطاع الأمن المركزى بالأحراش، والذى استشهد يوم 23 مايو الماضى خلال تصديه وقوة مرافقه له لمجموعة من المهربين بالعلامة الحدودية رقم (17) برفح. وجاء نص الكلمات كالتالي: "والله يا رامى بفتكرلك حاجات كأنك لسة قاعد معايا. الله يرحمك وينور لك قبرك ويسكنك الفردوس الأعلي" ونشر الشهيد حجازى له صورة من لافته تحمل اسمه على مقبرته ولكن العبارات الأشد تأثيرا وتحمل اشارات مادونها بعد ذلك: "كنت لسة معايا من 20 يوم وبتقولى مابتعديش علي.. ابقى تعال اقعد معايا حجازي. وحشتنى قعدتك. ماكنتش أعرف أن دى آخر أيامك يا صاحبي. والله حرقت قلبي"، "بس أنت أكيد فى مكان أحسن منى دلوقتى يا رامي. ربنا يصبرنا ويصبر أهلك ومراتك ويبارك لك فى بنتك". "وربنا يلحقنا بيك. ويكتب لنا الشهادة". وحقق الله ما تمناه النقيب أحمد حجازى واحتسبه الجميع عند الله من الشهداء مع زملائه ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن. ابن "زهرة الزعفران" الاسم القديم لمركز سيدى سالم أصاب خبر استشهاده أهل بلدته وكل من عرفه بصدمة وعجز عن الكلام فترة طويلة من الوقت حتى نطقت الألسنة فى آن. حسبنا الله ونعم الوكيل نحتسب البطل وزملاءه من الشهداء عند الله. - "التحريات الأولية: 100 كيلو متفجرات فى 4 أنابيب بوتاجاز نسفت المدرعة": - خلية تابعة لبيت المقدس أرادت الانتقام لتصفية "أبوشيته": كشف مصدر أمنى مسئول إن العملية الإرهابية التى أودت بحياة 11 من رجال الشرطة بعد تفجير لغم فى المدرعة على طريق العريش - رفح بشمال سيناء جاءت ردا على العمليات الأمنية الموسعة التى تشنها الأجهزة الأمنية ومقتل العديد من العناصر التكفيرية وآخرهم قائد الارهابيين بسيناء "فايز أبوشيتة" وقيادات أنصار بيت المقدس. كما كشف مصدر أمنى رفيع المستوى ل"الأهرام المسائي" أن المعلومات التى حصلوا عليها من خلال التحقيقات الخاصة بقضية مقتل التكفيريين، فايز أبوشيتة ومحمد حامد السويفي، وتفريغ أجهزة "اللاب توب" الخاصة بأبوشيتة، والتى تم ضبطها بالمنزل الذى شهد الاشتباكات بحى المساعيد بالعريش، بجانب التحريات الأولية التى تم جمعها عقب حادث تفجير المدرعة , يؤكد أن خلية تابعة ل"أبوشيتة" تتمركز فى مدينة رفح , هى المتورطة فى استهداف مدرعة الشرطة على طريق الوفاق جنوب رفح , صباح أمس والتى كان يستقلها ملازم أول وبصحبته 10 مجندين بالشرطة بينهم مساعد والذين استشهدوا جميعاً , بسبب شدة الانفجار . فيما انتهت النيابة العامة من مناظرة جثث الضحايا ،حيث تم تشكيل فريق من النيابة بإشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامى العام الأول لنيابة استئناف الإسماعيلية وبرئاسة المستشار عماد الدهشان المستشار العام الأول لنيابات شمال سيناء يضم كل من راجى خيرى وأحمد حسن ومحمود حجاج وكلاء أول النيابة، للانتقال الى المستشفى ومناظرة جثث الشهداء وإمكانية سؤال المصابين اللذين تعذر سؤالهما لخطورة حالتهما وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعى لتشريح جامثين المتوفين والتصريح بعد ذلك بالدفن وانتداب خبراء من الأدلة الجنائية لمعرفة طبيعة وقوع الانفجار وتقدير التلفيات التى حدثت فى مدرعة الشرطة، وطلب تحريات إدارة البحث الجنائى حول ظروف وملابسات الواقعة. وأوضح مصدر أمنى بوزارة الداخلية إن قائد مدرعة الشرطة التى انفجرت بها عبوة ناسفة صباح أمس قد هو النقيب أحمد حجازى , من مديرية أمن شمال سيناء. وأضاف المصدر أن تفاصيل الحادث بدأت فى الساعة التاسعة من صباح أمس، حيث كانت مدرعة الشرطة، فى مهمة عمل لها لتمشيط منطقة قرية الوفاق والطرق المحيطة بها، وبمجرد وصول المدرعة للطريق الرئيسى للقرية الكائنة جنوب مدينة رفح , خرجت سيارة بشكل مفاجئ ربع نقل يتواجد فى صندوقها 3 عناصر إرهابية بدأوا يطلقون النار بشكل مكثف على قوات المدرعة حتى اشتبكت معهم القوات فتظاهرت العناصر الإرهابية بالهرب مع استمرارهم فى إطلاق النار على المدرعة، والتى بدأت تسرع لملاحقتهم، حتى انفجرت فجأة عبوة ناسفة تم زرعها على الطريق الدولى برفح. وأشار المصدر إلى أن الانفجار كان شديدا للغاية لدرجة استشهاد كل من كان فى المدرعة نظراً لقيام العناصر التكفيرية بصنع حفرة كبيرة ووضع 4 أسطوانات غاز بالحفرة مليئة بالمواد المتفجرة وردمها بالتراب ووضع عبوة ناسفة أخرى صغيرة الحجم على قريبة من سطح الأرض ومواراتها بالتراب وتوصيلها بدائرة كهربائية بتلك الأسطوانات , فيما تم ربط العبوة الأساسية بدائرة كهربائية موصلة بشريحة هاتف محمول، و"تايمر" وبمجرد أن مرت المدرعة أعلى العبوة، بعدما انشغل القوات بمطاردة السيارة الربع نقل , قامت العناصر التكفيرية بتفجير العبوة عن بعد، مما أدى إلى حدوث انفجاريين متتالين , هزا المنطقة بالكامل , حيث تبين أن المتفجرات التى استخدمت فى العملية تتعدى كميتها ال100 كيلو من المتفجرات مما تسبب فى إحداث حفرة عميقة مكان الانفجار تصل إلى مترين. وتابع المصدر أن التحريات الأولية كشفت تورط خلية تابعة لجماعة "أنصار بيت المقدس" فى الحادث , والتى يديرها التكفيرى , فايز أبوشيتة ومسئول التسليح بها محمد حامد السويفى الذى قتل مع أبو شيتة , وهى نفسها حسب المصدر الخلية التى هاجمها الجيش، أول أمس بقرية الوفاق وتمكن من تصفية 6 منهم والقبض على 10 آخرين , والمتورطين أيضاً فى حادثة قطع رؤوس 6 من أبناء سيناء. وأوضح أن قوات إضافية من الجيش والشرطة تقوم حالياً بمحاصرة قرية الوفاق ونصب الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة على جميع الطرق المؤدية إليها، وإجراء عمليات تفتيش دقيقة للقادمين من داخل القرية أو المتجهين إليها، وذلك تمهيداً لقيام القوات بتمشيطها بشكل موسع، تحت غطاء طيرانى لتطهيرها من تلك الخلية , المتهمة بتفجير العبوة الناسفة فى مدرعة الشرطة , بجانب الاتهام الآخر بقطع رؤوس 6 من أبناء سيناء بحجة التخابر مع إسرائيل. وأكد المصدر أن هناك اثنين من رجال الشرطة نجيا من الحادث وهما ملازم أول يدعى , محمد عبدالحليم أبوشوشة 25 عاما وأصيب بجرح قطعى بالرأس وجرح بالجبهة واشتباه ما بعد الارتجاج، والثانى صف ضابط "مساعد شرطة" يدعى , صديق محمود صديق 28 عاما، وأصيب بجرح قطعى بالكتف واشتباه بكسر فى الساق اليسرى واليد اليسري. وعلى الفور تم نقلهما لمستشفى العريش العسكري، تمهيداً لنقلهما لمستشفى العجوزة العسكرى بطائرة خاصة للاستكمال العلاج. ومن ناحية أخرى أكد مصدر مخابراتى انه بصفة يومية خاصة بمنطقة رفح والشيخ زويد يتم إبطال عبوات ناسفة يضعها الإرهابيون أمام مدرعات تابعة للقوات الأمنية خاصة بعد نجاح العمليات الأمنية بالقضاء على قادة الإرهاب بسيناء.