أفاد ناشطون سوريون أمس بأن الطيران الحربي السوري شن عشرات الغارات الجوية علي معاقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بالرقة وحلب، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا. وأوضح رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان "ومقره بريطانيا" - حسبما ذكرت شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية أن الطيران الحكومي السوري شن 19 غارة علي معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة والمنطقة المحيطة بها، مضيفا أن 6 غارات جوية استهدفت إحدى المحاكم العسكرية هناك. وأشار إلي أن الغارات أسفرت أيضا عن مقتل 16 عنصرا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة، فضلا عن إصابة 40 آخرين، فيما أفاد نشطاء لجان التنسيق المحلية بتعرض الرقة لسلسلة من الغارات الجوية مما أسفر عن مصرع 11 شخصا. يأتي ذلك في الوقت الذي يخوض مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من دول عربية وغربية، معركة مصيرية في محافظة حلب، مع تقدم عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" علي حسابهم في شمال المحافظة قرب الحدود التركية، واقتراب قوات النظام من معاقل لهم في المدينة، بحسب محللين ومعارضين. وأمام الخطر المزدوج المتنامي في الايام الماضية، دقت المعارضة ناقوس الخطر، داعية الولاياتالمتحدة بطريقة غير مباشرة، الي شن ضربات جوية ضد التنظيم الجهادي ونظام الرئيس بشار الاسد، علي غرار تلك التي ينفذها سلاح الجو الأمريكي في شمال العراق ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". ويقول مدير البحوث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية كريم بيطار لوكالة فرانس برس "أكثر من أي وقت مضي، تجد المعارضة المسلحة نفسها بين فكي كماشة النظام والدولة الاسلامية". يضيف هذا الخبير في شئون الشرق الأوسط "ثمة خطر حقيقي حاليا بأن تخسر هذه المعارضة سريعا الأوكسجين الذي يبقيها علي قيد الحياة". ويواصل التنظيم تقدمه نحو معقلين اساسيين للمعارضين، هما بلدة مارع، ومدينة اعزاز، ما يهدد بقطع امداداتهم من تركيا المجاورة. وأعلن التنظيم في بيان مساء أمس الأول، عزمه علي "تحرير مناطق الريف الشمالي (لحلب) وطرد الصحوات منها"، وهي التسمية التي بات تنظيم "الدولة الاسلامية" يستخدمها للإشارة الي كل التشكيلات المسلحة المناوئة له. في المقابل، تضيق القوات النظامية السورية الطوق حول مناطق في شمال وشمال شرق حلب، ما يهدد احياء سيطرة المعارضين في المدينة. ويقول الخبير في شئون المعارضة المسلحة آرون لوند، ان الأخيرة "تقف علي مفترق طرق، وان كان الوضع في حلب قد يمتد اشهرا اضافية". ويري العقيد عبدالجبار العكيدي، أحد أبرز قادة مقاتلي المعارضة الذين اطلقوا الهجوم علي حلب في صيف 2012، ان الوضع "خطير جدا".