أعد أمين الشرطة خطته وتعلقت عيونه بجدران مسكنه, يتعجل انقضاء ساعات الليل وظهور فجر اليوم الأول لعيد الفطر الذي يتواكب مع ما نسجه من أثم مع زميل وعاد يستجع مكرها مع نفسه وكيف نسق مع أحد المتهمين والمسجلين خطرا وصديقه في أثناء زيارة أقاربه له في سجن المستقبل, أن يعيده إلي الشارع مقابل مائه ألف جنيه. كانت علامة الموافقة تعني إشارة محددة وهي دخول أمين الشرطة الفاسد من بوابة سجن المستقبل الشهير بالاسماعيلية بسيارة يخفي سواد زجاج ما بداخلها واعتقد أمين الشرطة وزميله ان خطتهما ستنفذ وسينطلي الأمر علي أجهزة الأمن لكن كان للقدر رأي آخر.. حيث كشفت تحقيقات النيابة العامة أنه فجر اليوم الأول من عيد الفطر الموافق الاثنين2014/7/27 تمكن أمين شرطة أحمد فتحي محمد و شهرته أحمد السويسي من قوة النظام بالسجن من الدخول من البوابة الرئيسية بسيارة ذات زجاج داكن دون اعتراض من قوة تأمين البوابة. وأضافت التحقيقات أن أمين الشرطة اجتاز أفنية السجن إلي أماكن لا يصرح بدخول سيارات العاملين فيه إليها ثم قام أمين الشرطة المتهم محمد صفوت عوض الله زيدان بفتح الزنزانة الخاصة بكل من السجينين و خالد رياض منصور المحكوم عليه بالإعدام لتورطه في ارتكاب جرائم اقتحام و حرق و تخريب مركز شرطة أبو صوير و قتل بعض ضباط و أفراد الشرطة القضية رقم3584 لسنة2013 جنايات القنطرة غرب و سليمان زايد حسن المحكوم عليه بالمؤبد لارتكابه جرائم القتل العمد و السرقة بالإكراه و قطع الطرق القضية3720 لسنة2014 جنايات مركز الإسماعيلية وقام باخراجهما و اصطحابهما إلي السيارة ثم عبر بها المتهم الأول من البوابة دون أي إجراء أمني سواء استيقاف أو تفتيش. وأوضحت التحقيقات التي أجريت مع عدد من الضباط مخالفتهم لقانون السجون و القواعد المنظمة للعمل به حيث ان الضابط النوبتجي سلم مفاتيح الزنازين لأمين الشرطة و أن قوات تأمين البوابة و العنابر لم تتصد لعملية تهريب المحكوم عليهما بأية صورة. وتعكف النيابة العامة علي فحص تسجيلات كاميرات التصوير و المراقبة الخاصة بالسجن للوقوف علي تفصيلات خطة الهروب بعد أن أجرت المعاينة اللازمة للسجن و كلفت الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط و إحضار أمين الشرطة محمد صفوت عوض الله زيدان و المحكوم عليهما الهاربين. و قد استجوبت النيابة العامة مأمور السجن و نائبه و معاون مباحث السجن و الضابط النوبتجي و أمين الشرطة أحمد فتحي محمد و سبعة من أفراد الشرطة و أسندت إليهم ارتكاب جرائم الإضرار بمصالح الجهة التي يعملون بها و تمكين المحكوم عليهما من الهرب و أمر النائب العام بحبسهم خمسة عشر يوما احتياطيا علي ذمة التحقيقات. فيما أكد مصدر أمني أن وزارة الداخلية قد أحالت أميني الشرطة المتورطين في عملية التهريب للاحتياط بعد ثبوت ضلوعهما في تقاضي رشوة مالية نظير ارتكابهما الواقعة التي اهتز لها الرأي العام نظرا لخطورتها. وأضاف أن أمين الشرطة الثاني المدان في الواقعة مازال هاربا وجار ملاحقته للقبض عليه مشيرا إلي أنه سبق فصله من الخدمة لسوء سلوكه وعاد للعمل بعد ثورة يناير مؤكدا أن الشبهات حامت من حوله في وقائع كثيرة لأنه لم يكن منضبطا بشهادة زملائه وهناك تقرير صدر بشأنه يتضمن ضرورة نقله من سجن المستقبل. وأشار إلي أن المتهمين في هذا الحادث خالفوا قانون السجون والقواعد المنظمة للعمل وأن النقيب مصطفي عبد المنعم ضابط النوبتجية سلم مفاتيح الزنازين لأمين الشرطة محمد صفوت عوض الله دون أن يدري أنه يخطط لعمله الإجرامي بمساعدة العنصرين الخطيرين للهرب وأن قوات تأمين البوابة والعنابر لم تتصدي لهذا الحادث. وأوضح أن المتهم الأول خالد رياض منصور43 سنة مقيم بقرية أبو خليفة تم ضبطه في النصف الثاني من فبراير الماضي وهو مسجل شقي خطر مطلوب في الجناية رقم898 لسنة2010 والمقضي فيها عليه بالإعدام لقتله أحد الأشخاص في دائرة مركز أبو صوير أثناء حضوره عرس انتقاما لمعاكسته راقصة وجدت معه. وأضاف أن المتهم مطلوب أيضا في القضية رقم902 لسنة2011 والمقضي فيها بالمؤبد لقيامه بسرقة سيارة بالإكراه في دائرة قسم أول بخلاف ثلاثة أحكام أخري بالمؤبد ما بين خطف وسرقة بالإكراه وهو زعيم لتشكيلات عصابية عديدة بالشرقية والإسماعيلية كون ثروة مالية كبيرة جمعها من أفعاله الإجرامية. وتابع المصدر الأمني أن المتهم الثاني سليمان زايد القاضي32 سنة تم ضبطه في10 يوليو الحالي سبق اعتقاله لنشاطه في المخدرات قبل ثورة يناير وخرج في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي بالعفو الشهير الذي أصدره آنذاك وشارك في اختطاف5 من رجال الأعمال الكبار بالإسماعيلية والشرقية وتقاضي منهم فدية مع عصابته تخطت حاجز الملايين من الجنيهات. وأبدي المصدر الأمني بالإسماعيلية أسفه تجاه هروب المتهم الثاني الذي شارك في واقعة اقتحام مركز شرطة أبو صوير في فبراير2012 لتهريب أحد أقاربه من الحجز ويدعي حسن وقتل وقتها الشهيدين محمود عيد محمد أمين شرطة والسيد محمد عبد العال رقيب شرطة وأصاب نائب المأمور و6 من أفراد الأمن وقد ضبط وبحوزته بندقية آلية وطبنجة9 ملي وذخائر وهو مطلوب في حكم غيابي مدته25 عاما. وأضاف المصدر أن اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية وضع خطر أمنية وشكل مجموعات متعددة تقوم بإجراء مسح شامل للأماكن المتوقع تردد المتهمين عليها ومراقبة أنصارهما وذلك علي مدار الساعة لسرعة ضبطهما.