تحركت يد الخسة والحقارة من جديد ممن استباحوا دم الأبرياء وأطلقت رصاصات الغدر علي رأس الشيخ صالح عيد أحد أكابر القبائل المعروفة بالعريش فأردته قتيلا. المعلومات الأولية للحادث تشير إلي أن مجهولين يستقلون سيارة ملاكي استهدفوا الشيخ صالح عيد بمنطقة, عاطف السادات بالعريش, وأنه تم نقل جثته إلي مستشفي العريش العام وإخطار الجهات المعنية بالواقعة, ورجحت المصادر الأمنية أن وراء مقتل الرمز القبلي تعاونه مع الجهات الأمنية في الحرب ضد الإرهاب. وبالرغم من قداسة شهر الصوم المنصرم وأيام عيد الفطر وتحريم الدم ووقف النزاعات فيها إلا أن الإرهابيين يعيدون تأكيد تعريفهم من جديد أنهم لا ملة ولا عرف لهم. وتعد جريمة أمس هي الثالثة في غضون7 أيام بعد الحادث الذي مزق الهدوء طلقاته النارية أيضا الاثنين الماضي عندما فوجئ الأهالي قبيل أذان المغرب بحوالي ربع الساعة وأثناء وقوف الشيخ حسان البعيرة أحد المشايخ المعروفين أمام منزله في قرية الوفاق التابعة لمركز مدينة رفح عندما غدرت به الرصاصات من كل اتجاه فأسقطته في دمائه وبالقرب من ذات المنطقة قام أتباع الشيطان بإطلاق رصاصاتهم علي الشيخ اشتيوي أبو مراجيل.. ونقلا في سيارة اسعاف واحدة إلي مشرحة مستشفي رفح العام. لم يكن مقتل الشيخين في يوم واحد ولا الشيخ صالح عيد من قبيل المصادفة ولا هي المرة الأولي بل هي حلقة في سلسلة مواجهات ظهرت عقباتها بعد أحداث30 يونيو. وبالرغم من مقتل الشيخ البعيرة الذي يعد فصلا جديدا من فصول استهداف مشايخ حكوميين والرموز القبلية في شبه جزيرة سيناء والذي بدأ منذ عام2011 باستهداف الشيخ نايف أبو قبال من عشيرة الزيود بقبيلة السواركة. وبالرغم من أن حادثة مقتل الشيخين في شهر الصوم الأسبوع الماضي وماأحدثته من هزة لا يستهان بها في شبه الجزيرة المعروفة بإعلاء الأعراف فوق كل شيء فاستهداف الشيوخ الحكوميين لم يتوقف وإنما يتجدد علي فترات. فبعد تعرض شقيق الشيخ نايف للتصفية علي أيدي مسلحين ملثمين في منطقة الجورة جنوب رفح بعد نحو عام من تصفية شقيقه, واستمر مسلسل التصفيات والاغتيالات في سيناء, وفي الشيخ زويد ورفح شرق العريش. وروعت جريمة اغتيال خلف المنيعي ونجله أبناء القبائل وبدا للجميع أنها تحد من المسلحين للمجتمع في سيناء والقبائل البدوية. وفي2012 استهدف كامل أبو ملحوس ابن عشيرة الدهيمات إحدي عشائر قبيلة السواركة وأحد مرافقيه من أبناء عمومته, وفي العام نفسه قتل الشيخ إسماعيل أبو زيد ابن قبيلة السواركة ومن عشيرة السلاميين, والشيوخ الحكوميون هم معينون رسميا بقرار من وزير الداخلية, وبعد موافقة أجهزة الأمن وهم حلقة الوصل بين الحكومة بمؤسساتها التنفيذية والأمنية والأهالي, وهو الأمر الذي يجعلهم مستهدفين من قبل الجماعات التكفيرية اعتقادا أنهم أحد أسباب الملاحقات الأمنية لهم بل ويقدمون المعلومات التي توفر الايقاع بهم.