انطلقت امس الثلاثاء في القاهرة بحضور السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيسة ومؤسسة حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام وتحت رعايتها فعاليات منتدي الحوار السياسي الافريقي حول المرأة والسلام والامن. وألقت السيدة سوزان مبارك الكلمة الرئيسية للمنتدي والذي تقام فعالياته علي مدي ثلاثة أيام ويتزامن مع الذكري العاشرة لاطلاق قرار مجلس الأمن رقم1325 الخاص بالمرأة والسلام والامن الانساني والاعلان عن سنة الاتحاد الافريقي للسلام والاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يوافق25 نوفمبر من كل عام. وأكدت السيدة سوزان مبارك في كلمتها أن النساء الافريقيات أثبتن أنفسهن وأظهرن أنه يحق لهن الحصول علي لقب صانعات السلام تقديرا لمثابرتهن في الحروب وما يحيط بها من صعوبات. وأضافت اننا شاهدنا كيف تساهم النساء في تحطيم الحواجز في البلاد التي اجتاحتها الصراعات لاجراء المصالحة والتفاهم وتهيئة فرص للحوار والتعاون. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن النساء هن الشريحة الاكبر من سكان العالم التي تتعرض لعنف منهجي متواصل ولذا فمن الطبيعي ان تتصدر محاربة العنف ضد النساء الأجندة العالمية. واستشهدت في كلمتها أمام منتدي الحوار السياسي الافريقي حول المراة والسلام والامن بمقولة كوفي آنان السكرتير العام السابق للأمم المتحدة بأن العالم لم يعد يسعه أن يتحمل تجاهل التجاوزات التي تتعرض لها المرأة والطفل في ظل الصراعات المسلحة أو ما بعدها أو يتجاهل اسهامات المرأة في البحث عن السلام, لقد حان وقت منح النساء الصوت الذي يستحققنه في بناء السلام وفي صنع السلام. وأشارت الي انه مع أهمية الاحتفال بالذكري العاشرة لصدور قرار مجلس الامن الدولي رقم1325 الذي نثق في ان الجميع يعي مضمونه واهميته فهناك تساؤل منطقي حول المدي الذي قطعناه من ناحية تنفيذ بنود القرار بعد عشرة أعوام من صدوره. وأضافت السيدة سوزان مبارك أن هدف المنتدي هو بحث ما يتعين عمله وكيفية تحريك قضية المرأة الافريقية التي تعاني من الصراع والعنف وآثارهما. وتابعت أنه يجب علي المنتدي ان يقوم بتقييم الموقف علي المستوي الاقليمي ودراسة أفضل سبل التحرك المشترك قدما, ودراسة كيفية تحرك الجميع ممثلين عن الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ بنود هذا القرار وغيره من القرارات المعنية. وتساءلت السيدة سوزان مبارك عن كيفية نجاح المرأة في قيادة عمليات السلم رغم تعرضها لأبشع أنواع الانتهاكات, وكيف تمكن من نقل القيم والاخلاقيات الايجابية لأطفالها ولأجيال المستقبل رغم حرمانها من حقوق الانسان والكرامة وما يعانيه من الجوع ونقص التعليم. وأشارت السيدة سوزان مبارك الي ان هذا التفكير الدقيق هو الذي تبلور بموجبه القرار رقم1325 في مجلس الامن, ليس فقط لحماية المرأة في الصراعات بل أيضا للاعتراف بدورها بكونها صانعة السلام والامن..مضيفة أنها حجر الاساس لمجتمعها والعاملة بلا هوادة لمواجهة معظم التحديات الكبري التي تحدق بأمن قارتنا الأفريقية ومنها مكافحة الفقر والبطالة والأمية والعنف والاغتصاب والنزوح والجريمة وبالطبع أمراض الايدز والملاريا والسل. وأشارت السيدة سوزان مبارك الي انه تكريما لهؤلاء النساء فإن حركتنا الدولية للمرأة من أجل السلام تم تأسيسها لدعمهن في محنهن في كل خطوة علي الطريق.. معتزين بالمشاركة في قصص الشجاعة ومساعدتهن علي تحقيق الاحلام من أجل مستقبل أفضل لتحفيز أفكارهن وخبراتهن في تعزيز العمل. وذكرت ان الحركة نظمت العديد من الموائد المستديرة والحلقات الدراسية وورش العمل علي المستويين القومي والاقليمي بهدف تمكين المرأة وتهيئة فهم أفضل لهذا القرار بالاضافة الي الاليات الاخري ذات الصلة والحث علي تنفيذ الشروط التي خلصت اليها هذه المباحثات. وأضافت أن تجربتها الشخصية كناشطة اجتماعية تؤكد أن التطبيقات الحقيقية تتطلب إعادة مضاعفة الجهود لتهيئة بيئة مواتية تضمن احترام دور القانون وتستثمر الجهود في تعليم المرأة والفتيات وفي صحتهن ورفاهيتهن وزيادة دخولهن وزيادة مكاسب العمل وكلها أمور تعتبر متطلبات أساسية لكل عمليات تمكين المرأة. وشددت علي ضرورة وجود بيئة مواتية علي المستوي الدولي حيث إن المجتمع العالمي لديه دور حيوي يلعبه, وهناك حاجة بأن يلتزم الشركاء من كل انحاء العالم بتعهداتهم تجاه المجتمعات النامية في افريقيا باخلاص وتطبيقها علي ارض الواقع. وركزت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية ورئيسة ومؤسسة حركة سوزان مبارك الدولية للمراة من اجل السلام الضوء علي أهمية الدعم المادي الكامل الذي تطرقت اليه مناقشات مجلس الامن التابع للامم المتحدة الشهر الماضي حول القرار رقم1325 حيث تم ابراز هذه القضية علي أنها جزء متكامل من تنفيذ هذا القرار والتي يتم غض النظر عنها لسوء الحظ مرات عديدة جنبا الي جنب مع الاستيعاب الكافي لجهود البناء. وقالت إنه بالرغم من القيود العالمية فإن من المهم أن يتحرك شركاء التنمية الدوليون إلي ما وراء التعبير عن النوايا والتعهدات والقيام بتحركات ملموسة لتوفير مساعدة مالية يمكن الاعتماد عليها في التوقيت المناسب, وفي الوقت ذاته فإنه يجب علي الحكومات الوطنية أيضا أن تكون سباقة في تحمل مسئولية حشد الموارد المالية والبشرية المستديمة وإشراك المجتمع المدني في هذا الجهد لضمان تنفيذ القرار علي ارض الواقع. ولفتت الي أن الإحصائيات تشير إلي أن الاتجار بالبشر يتزايد بصورة مأساوية خلال الصراعات وما بعدها مستهدفا علي وجه الخصوص النساء والأطفال..موضحة أن الحركة تنخرط بقوة مع شركاء كثيرين من أجل استكشاف الطرق والوسائل لتحقيق تقدم حقيقي في هذه القضية. وذكرت أنه علي الرغم من أن القارة لا تزال تواجه العديد من التحديات إلا أن هناك حركة متنامية داخل الشعوب من كل قطاع تعمل علي إحداث تغيير إيجابي.. وشددت السيدة سوزان مبارك علي أهمية تقوية الشراكات بين الدول وتنظيم الجهود لمواجهة هذه التحديات.. موضحة أن هذا ما نعمل في مصر جاهدين من اجل الوصول إليه لأننا نؤمن بوجود منهج افريقي موحد يمكن أن يقدم افضل سبيل نحو السلام والأمن في منطقتنا.