أثار ميثاق الشرف الدعوي الذي أصدره الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أخيرا بعد موافقة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب غضب العديد من علماء وأئمة المساجد الذين يرون أنه حرم أصحاب الخبرة والكفاءة من خريجي الجامعات الأخري من الصعود إلي المنابر حيث يقضي الميثاق بقصر إلقاء الخطب في المساجد علي الأزهريين فقط علي أن يجتاز غيرهم من حملة المؤهلات الدراسية الأخري الدورات والاختبارات التي تقوم بها الوزارة كشرط لاعتلاء المنابر لإلقاء الخطب والدروس الدينية. وأكد خضري علي أحمد محمد وكيل وزارة التربية والتعليم السابق بمحافظة الأقصر وإمام وخطيب مسجد جمال أبو زيد منذ عام1975 وحتي صدور الميثاق في30 يونيو الماضي أنه حاصل علي ليسانس دار العلوم في اللغة العربية والعلوم الإسلامية ومن حقه أن يستمر في موقعه خاصة أنه يحمل ترخيصا من جهاز امن الدولة بناء علي طلب من مديرية الأوقاف بأداء الخطب وإلقاء الدروس الدينية منذ عام82 وحتي الآن ولم يتخلف خلال تلك المدة عن إلقاء خطبة الجمعة, موضحا أن الجهاز الامني منحه الترخيص بعد ان تأكد انه لا ينتمي إلي أي تيار سياسي, مشيرا إلي انه فؤجئ ببعض الأهالي يبلغونه أن مديرية الأوقاف قامت بتعيين خطيب جديد من الأزهريين بدلا منه بحجة انه لا يحمل شهادة أزهرية مع انه درس في دار العلوم الفقه والفقه المقارن والأحوال الشخصية والعبادات والتاريخ الاسلامي وتاريخ مقارنة الأديان بالإضافة إلي الدراسات اللغوية والنحوية والبلاغية والأدبية. واختتم خضري علي أحمد محمد61 سنة كلامه قائلا انه يطالب وزير الأوقاف بتعديل الميثاق أو طرحه للمناقشة من أجل استمرار العلماء من غير الحاصلين علي مؤهلات أزهرية في إثراء الدعوة الإسلامية خاصة خريجي كليات دار العلوم كخطباء مساجد مع استمرار ترخيصه. وقال الشيخ محمد عبد المقصود إمام وخطيب مسجد ابوبكر الصديق بالقاهرة انه خريج كلية آداب قسم لغة عربية ويلقي خطبة الجمعة بالمسجد منذ سنوات طويلة كان دوره يكمن في أداء رسالته نحو تنوير وتثقيف المجتمع بالاهتمام بالأمور الدينية بعيدا عن أي أغراض أخري, ولذلك لم يتخيل أن وزير الأوقاف في لحظة تجل يقوم بالحصول علي موافقة شيخ الأزهر وإصدار ميثاق يحرم عددا كبيرا من العلماء والشيوخ من الدعوة. وأشار إلي أن الميثاق ظاهرة يهدف إلي السيطرة علي المساجد ولكن باطنه يعطي الحق لوزارة الأوقاف لفعل ما تريد في المساجد وليس من اجل ضبط الخطاب الديني كما يزعم البعض. أما الشيخ جابر محمد إمام وخطيب مسجد بالشرابية خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر شعبة التفسير وعلوم القرآن فقال أن الأزهر أحسن صنعا بإصدار هذا الميثاق من أجل المحافظة علي المجتمع من التفكك وإثارة الفتن وتوحيد كلمة المسلمين والمحافظة علي الخطاب الديني الذي كان محل جدل واسع خلال الفترة الماضية ومنح الفرصة لعلماء ومشايخ الأزهر في تعليم المواطنين مفاهيم الدين الإسلامي. ومن جانبه قال الشيخ محمد ترك مدير إدارة المساجد الأسبق ومدير عام بحوث الدعوة الحالي بوزارة الأوقاف ان الميثاق ينص علي أن المساجد لله فلا ينبغي انتسابها لحزب أو فصيل سياسي مهما كان وتخضع للوزارة التي تشرف علي تنظيم شئونها دون سواها من الجماعات والجمعيات الأخري, المساجد للدعوة إلي الله دون إفراط أو تفريط دون سواه وليست للحزبية أو الطائفية فتجمع ولا تفرق ولا توظف لمكاسب حزبية أو سياسية والأوقاف مسئولة عن وضع خطتها الأزهري, ويلتزم كل من يصرح له بالخطابة بألا يوظف المسجد سياسيا أو حزبيا أو لا يشارك في منتدي حزبي أو سياسي أو أن يستغل نفوذه الديني للتأثير علي الناس أو مناصرة حزب أو جماعة والحشد في هذا الاتجاه.