قدمت البرازيل امس الأول مباراة سياسية من طراز رفيع تقمصت فيها دور البطولة ديلماروسيف مرشحة حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه الرئيس المنتهية ولايته لويس لولادا سيلفا حيث تغلبت علي منافسها جوزيه سيرا مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض في جولة الاعادة الحاسمة لتكون اول سيدة تتقلد هذا المنصب السياسي الرفيع, وفيما تؤدي روسيف اليمين الدستورية في أول يناير المقبل خلفا لمعلهما واستاذها لولا الذي قدم درسا عمليا في ترسيخ التداول السلمي للسلطة عندما رفض تعديل الدستور في البلاد مستغلا شعبيته الطاغية82% حتي يتمكن من الفوز بولاية ثانية. وقد اهدي لولا روسيف الرئاسة حيث جاء بهامن بعيد وقاد حملتها الانتخابية بنفسه ولم يشك لحظة في قدرة السيدة التي تلقب بالمرأة الحديدية علي قيادة سفينة البلاد بعدما حصلت علي56% من اصوات الناخبين مقابل44% لمنافسها الذي اعترف بأنه خاض معركة غير متكافئة في اشارة إلي وقف لولا خلف مرشحة حزبه. واذا جاز اختصار مسيرة روسيف في كلمة واحدة فلاشك انها التحدي فقد سبق ان ربحت معركتها ضد السرطان.. كما خاضت تجربة السجن لمدة ست سنوات عقب اعتقالها في مطلع عام1970 وتعرضت خلالها للتعذيب والصعق الكهربائي قبل ان يفرج عنها نهاية1972 بسبب مشاركتها في العمل المسلح ضد النظام العسكري القمعي الذي كان يحكم البرازيل انذاك. وفيما يري الكثيرون ان داسيلفا سيحكم من وراء الكواليس خاصة ان هناك مخاوف لكون روسيف لم تنتخب من قبل لاي منصب رسمي. تعهدت روسيف بمحاربة التفرقة بين الجنسين في جميع طبقات المجتمع البرازيلي. ونقل راديو هيئة الاذاعة البريطانية( بي بي سي) عن روسيف قولها انها تنتظر اليوم الذي ينظر فيه الاباء في أعين بناتهم ويقولون لهن أنه لا حدود لطموحاتكن ولأي مدي تريدين الوصول اليه. كما تعهدت بأن تسير علي نهج لولا الذي انتشل الملايين من الفقر وجعل البرازيل بلدا جاذبا للمستثمرين الأجانب, وعد سيرا الناخبين باستكمال انجازات الأخير, لكن مع التركيز علي القضاء علي الفساد وباستغلال اكثر كفاءة للموارد. وانضمت روسيف إلي حزب العمال الذي يقوده داسيلفا عام.1985 وتواجه الرئيسة الجديدة تحديات بينها التعامل مع العملة ذات القيمة المرتفعة جدا والتي تضر بالمصدرين, وإعادة الانفاق المالي تحت السيطرة والاستثمار في البنية التحتية قبل استضافة البلاد لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام2014 ودورة الالعاب الاوليمبية الصيفية.2016 كما رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو قد قال أن انتخاب امرأة لرئاسة البرازيل يحمل في طياته' دلالة نوعية ومعني تاريخي. فيما اعلن وزير التخطيط البرازيلي باولو برناردو سيصطحب الرئيسة المنتخبة ديلما روسيف في اجتماعات قمة العشرين التي تستضيفها العاصمة الكورية الجنوبية سول يومي11 و12 نوفمبر الجاري.