تتجه انظار العالم اليوم صوب الولاياتالمتحدة لمتابعة معركة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي يدخلها الحزب الديمقراطي الحاكم بزعامة باراك أوباما للدفاع عن الاغلبية في مجلس النواب والشيوخ فيما يطمع الحزب الجمهوري في انتزاع الاغلبية من منافسة في الكونجرس في تكرار لسيناريو انتخابات عام1994 التي خسر خلالها الرئيس الديمقراطي الاسبق بيل كلينتون الاغلبية في معركة منتصف ولايته الأولي غير ان الخسارة لم تمنعه من الفوز بولاية رئاسية ثانية.وعشية اجراء اول استفتاء علي العامين اللذين قضاهما اول رئيس من اصول افريقية في البيت الابيض اظهرت استطلاعات الرأي ان المعركة التي يخوضها الحزب الديمقراطي الجمهوري ورمزه الفيل متكافئة إلي حد كبير حيث سيتعذر علي اي منهما تحقيق فوز كاسح وواضح علي خصمه.وتدور المعركة بين الحزبين الكبيرين المهيمنين علي الساحة السياسية الأمريكية اليوم علي نحو435 مقعدا هم جميع مقاعد مجلس النواب.. و37 مقعدا في مجلس الشيوخ ومثلهم علي منصب حكام الولايات.. وتعد كلمة السر للحصول علي الاغلبية البسيطة في مجلس النواب هي218 مقعدا.وفيما يدخل الديمقراطيون معركة اليوم برصيد257 مقعدا في مجلس النواب مقابل178 للجمهوريين و57 مقعدا في مجلس الشيوخ نظير41 مقعدا, اظهرت استطلاعات الرأي مساء أمس.وأفاد استطلاع أجرته شبكة' إن بي سي' وصحيفة' وول ستريت جورنال بأن49 في المائة من الناخبين المحتملين قالوا إنهم سيصوتون لصالح المرشحين الجمهوريين مقابل43 في المائة للديمقراطيين الذين يحتفظون بالأغلبية في الكونجرس بمجلسيه. وكان آخر استطلاع للرأي أجرته المؤسستان قبل نحو أسبوعين قد أظهر حصول الجمهوريين علي تأييد50 في المائة من الناخبين المحتملين مقابل43 في المائة للديمقراطيين. وحسب استطلاع آخر للرأي العام أجرته صحيفة' واشنطن بوست' وشبكة' إيه بي سي', فقد احتفظ الجمهوريون بأغلبية قدرها49 في المائة في صفوف الناخبين المسجلين مقابل45 في المائة لصالح الديمقراطيين. وقالت الصحيفة إن هذا الفارق يعكس تضاؤل هامش التفوق للجمهوريين منذ شهر سبتمبر الماضي, لكنها أشارت في الوقت نفسه إلي وجود' فجوة في الحماس' لصالح القاعدة الجمهورية علي حساب الديمقراطيين علي نحو يمنح الجمهوريين فرصا أكبر في تحقيق مكاسب في هذه الانتخابات. وأضافت أن الديمقراطيين يحتفظون بهامش تفوق قدره خمس نقاط مئوية بين الناخبين المسجلين بشكل عام بواقع49 إلي44 في المائة, إلا أنها لفتت إلي أن هذا المعيار يسجل مؤشرا أقل مصداقية للتنبؤ بنتائج الانتخابات عامة. ويحتفظ الديمقراطيون حاليا بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ, لكن استطلاعات الرأي ترجح فقدانهم للسيطرة علي مجلس النواب لصالح منافسيهم الجمهوريين مع احتفاظهم بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ.وتوقعت مصادر صحفية أمريكية امس أن يتمكن الحزب' الجمهوري' من الفوز بخمسين مقعدا إضافيا في مجلس النواب تمكنهم من انتزاع الأغلبية من الحزب الديمقراطي مع استبعاد انتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ حيث ستقتصر مكاسب الجمهوريين علي أربعة مقاعد إضافية فقط لكنهم سينتزعون في نفس الوقت30 منصبا لحكام الولايات الخمسين, حسبما قالت صحيفة واشنطن بوست.وأضافت الصحيفة أن هناك19 مقعدا في مجلس النواب يشغلهم نواب ديمقراطيون ويميلون جميعا لصالح مرشحين جمهوريين باعتراف الديمقراطيين أنفسهم, بينما تزيد المنافسة علي47 مقعدا غير محسومة ويشغلها ديمقراطيون أيضا, ويميل38 مقعدا نحو شاغليهم من الديمقراطيين وتتضاءل فرص الجمهوريين في الاحتفاظ بأربعة مقاعد يشغلها مرشحون من الحزب إذ يميل ثلاثة منها للديمقراطيين ومقعد من الصعب توقع نتيجته.ويحتاج الجمهوريون للفوز ب39 مقعدا لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب التي فقدوها منذ أربعة أعوام, بينما يرجح مستقلون أن يحسم الحزب نحو50 مقعدا لصالحه مما يعوض الجمهوريين عن خسائرهم في آخر دورتين انتخابيتين ويساوي مكاسبهم التاريخية التي تم تحقيقها في عام1994 حينما حصل الحزب علي الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.وبحسب واشنطن بوست, فإن الحال يختلف في مجلس الشيوخ حيث يحتاج الجمهوريون إلي الفوز بعشرة مقاعد لاستعادة الأغلبية لكن استطلاعات الرأي تظهر قدرتهم علي حسم أربعة مقاعد فقط في أركانسو وانديانا ونورث داكوتا وربما في ويسكونسن بينما من غير المحتمل, بحسب الصحيفة, أن يحسموا دوائر أخري في كلورادو والينوي ونيفادا وبنسلفانيا وواشنطن, بما يعني احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس الشيوخ.وبالنسبة للسباق بين حكام الولايات, قالت صحيفة واشنطن بوست إن الديمقراطيين يحتفظون ب26 ولاية مقابل24 للجمهوريين رغم انسحاب حاكم فلوريدا الجمهوري من الحزب وترشحه لانتخابات مجلس الشيوخ كمستقل.وأضافت أن فرص الجمهوريين تزيد عن الديمقراطيين في انتخابات حكام الولايات حيث من المتوقع أن يفوز مرشحو الحزب الجمهوري لمنصب الحاكم ب30 ولاية إن لم يكن أكثر.وأشارت الصحيفة إلي أن الجمهوريين مرشحون للفوز بولايات أيوا وكانساس وميشيجن وأوكلاهوما وتينيسي, بينما يحتفظون بالأفضلية في ولايات مين وبنسلفانيا وويسكونسن. وقالت واشنطن بوست إن الديمقراطيين في المقابل مرشحون للفوز بولايات هاواي ومينسوتا وكاليفورنيا بينما يزيد التنافس في ولايات الينوي وأوهايو وماساشوسيتس وأوريجون التي يحتفظ الديمقراطيون بها جميعا فضلا عن ولايات فلوريدا وكونيتيكت وفيرمونت التي يحكمها جمهوريون وولاية رود أيلاند التي قد يفوز بها مرشح مستقل وينتزعها من أيدي الجمهوريين.