دعا صلاح حافظ رئيس اللجنة الاستشارية العليا للاتحاد العربي لحماية البيئة الي مشروع قومي لوضع حلول جذرية لمشكلات الطاقة والمياه والزراعة وارتفاع سطح البحر وتغيير أنماط الاستهلاك والتخلص من العادات السيئة في الزراعة واستهلاك المياه من أجل مواجهة واقعية للتغيرات المناخية. جاء ذلك خلال ندوة عقدت مساء أمس بالمجلس المصري للشئون الخارجية حول التغيرات المناخية وتأثيرها علي منطقتنا العربية. وأكد حافظ أن التغيرات المناخية ستؤثر علي أماكن وأنماط الزراعة في مصر حيث ستتغير أماكن هطول الأمطار والتي تحكم فيها درجة الحرارة والضغط. وحذر حافظ من أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي الي انتشار الملاريا في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا, وتوقع أن تعود أمراض كثيرة منقرضة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة, كما أكد أن مساحة التصحر في مصر ستزيد نتيجة لارتفاع درجات الحرارة كما ستتغير أنماط الحياة والخريطة الديمقراطية في مصر كلها. وقال إن التلوث أدي علي سبيل المثال الي اختفاء أجزاء كبيرة من بحيرة المنزلة التي كانت تمثل750 ألف فدان وتحولت الآن الي60 ألف فقط الي جانب تغير التنوع البيولوجي مما أدي الي تشوه في الاجناس والاحياء البحرية وخاصة الأسماك. وحذر حافظ من أن العالم يفقد كل عام مساحة كبيرة من الغابات الاستوائية التي يعيش عليها50% من الفصائل والأجناس والتي تمثل أيضا رئة العالم, حيث تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون موضحا أن ذلك سيؤدي الي إنقراض نصف الأجناس علي الأرض والتي تمثل خرائط وراثية قيمة لعلاج العديد من الأمراض العالم. ودعا صلاح حافظ الي طرق جديدة للتعامل مع التغيرات المناخية بما يعرف بالهندسة المناخية لزيادة قدرة البحار علي امتصاص ثاني أكسيد الكربون واللجوء الي البراكين الصناعية التي يوجد بها كبريت والذي يقوم بدوره بخفض درجات الحرارة. وأضاف أن هناك أضرارا كبيرة أصابت كوكب الأرض من جراء ممارسات خاطئة كثيرة من الجنس البشري في محاولة لتحقيق تنمية أبعد ما تكون عن الاستدامة مما أحدث خللا إيكولوجيا لا يحمد عقباه. أرجع ارتفاع درجات الحرارة الي ازدياد غازات الاحتباس الحراري الذي يعطي دفئا علي سطح الأرض والتي في مقدمتها غاز ثاني أكسيد الكربون المتهم الأول لهذه الظاهرة مضيفا أن هناك غازات أخري أدت الي احتباس الحرارة بدرجات متفاوته منها أكاسيد النتروجين والكلور وفلورو كربونات والميثان وبخار الماء موضحا أن ارتفاع درجة الحرارة نتاجا لاستخدام الوقود الأحفوري من البترول والفحم كوقود أساسي للطاقة. وأشار الي أن هناك العديد من الظواهر المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وهي زيادة معدل ودرجة الأعاصير التي تهب علي مناطق كثيرة بل وسوف تبدأ في الظهور في مناطق جديدة لم تكن في أحزمة الأعاصير وزيادة الفياضانات وظهور مناطق جديدة لم تكن تتعرض لهذه الكوارث. وارتفاع في مستوي سطح البحر نتيجة التمدد الطبيعي لحجم المياه مع ارتفاع درجة الحرارة تتبعها زيادة أخري إذا استمر الارتفاع في الحرارة وذلك عندما يبدأ الجليد علي اليابس في جرين لاند والقطب الجنوبي في الذوبان. وتغيير في خريطة المياه العذبة التي يحصل عليها الإنسان من الأمطار أو الأنهار أو ذوبان الجليد من علي قمم الجبال مما سوف تتسبب في تغيير جذري في التوزيع الديموجرافي الذي بني أساسا علي وجود المياه العذبة وتغيير جذري في التركيب المحصولي لدول كثيرة في مناطق متفرقة. ورصد حافظ التأثيرات التي من المنتظر حدوثها في منطقتنا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وهي زيادة1,2 درجة مئوية في لبنان قد يؤدي لنقص كمية المياه المتاحة بمقدار15% وزيادة درجة واحدة مئوية في شمال إفريقيا قد يسبب نقصا في المياه المتساقطة من جبال الأطلسي بمقدار10% بحلول عام2020. وأضاف أن زيادة درجة واحدة مئوية في سوريا قد يتسبب في نقص المياه المتجددة بمقدار50% من مستويات عام1997 بحلول عام2025 كما أن زيادة1,5 درجة مئوية في الفترة من2030 وحتي2060 قد تسبب في تعدي حدود الصحراء في بعض المناطق في السودان بمقدار100 كيلو متر علي مدي40 عاما.