افتتح وزير الثقافة مساء أمس الأحد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في حضور حشد كبير من المسرحيين المشاركين في عروض المهرجان وندوته وبدأ حفل الافتتاح بفقرة استعراضية من إخراج خالد جلال رئيس مركز الإبداع الفني, والتي كانت أشبه باستعراض لعمل ورشة مركز الإبداع وشارك فيها أعضاء الورشة الجدد الناجحون في اختبارات القبول, ممن تم الإعلان عن اسمائهم الأسبوع الماضي, وتضمن الاستعراض مشاهد تدريب علي الرقص تحت إدارة مدرب الاستعراضات الشهرين ضياء ومحمد, وعقب ذلك أغلق الستار ليفتح علي مشهد مختلف لرقصات شعبية كالتنورة وبنات البلد والرقص البلدي وفي الخلفية لوحات لأشهر الأماكن الأثرية في مصر مثل برج القاهرة, والأهرامات, والأسبلة, وكذلك دار الأوبرا مع رقص الباليه. ولم يلق الاستعراض استحسان الحضور, حيث إنه لا يعبر عن طبيعة المهرجان الدولي, كما أنه غير مترابط نوعا ما, بينما اتسمت باقي فقرات الحفل بالنظام والانضباط, فعقب هذه الفقرة قامت مذيعة الحفل الفنانة داليا البحيري, بتقديم أعضاء لجنة المشاهدة الدولية وهم مارثا كوانييه من أمريكا وهي عضوة دائمة في لجنة المشاهدة سنويا وجينكا تشولاكوفا هينلي من ألمانيا ورودولف فوانو من فرنسا, وقدمت مارثا كوانييه كلمة اللجنة عن عروض المهرجان, والتي جاء فيها أنه بعد22 عاما يظل المهرجان التجريبي يجمع بين المسرحيين من جميع أنحاء العالم ويقدم لنا دروبا شتي من التجريب ونري فيه عروضا من مؤسسات مسرحية راسخة أو أخري جديدة فهو مهرجان المفاجآت, وتقول إن اللجنة اختارت33 عرضا للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان, وتضيف مارثا أنه بعد العلاقة الطويلة التي ربطتها بالمهرجان أصبحت تعتبره احتفالا سنويا ومناسبة تذكارية وعودة إلي الوطن في مصر, فهو إحدي معجزات القاهرة وتقول إن المسرح جعلنا نكتشف أن كل الآخرين في العالم ليسوا في حقيقة الأمر سوي نحن أنفسنا, والجدير بالذكر أن تقدم السيدة مارثا في العمر جعل الجمهور يواجه صعوبة في متابعة الكلمة التي ألقتها باللغة الإنجليزية, وترجمتها داليا البحيري.وقام بتقديم كلمة المهرجانم هذا العام المنتج المسرحي البريطاني الكبير أنطوني فيلد ضيف شرف الدورة الثانية والعشرين التي تاستمر حتي20 أكتوبر. وقام الفنان الكبير محمود ياسين بترجمتها إلي اللغة العربية وتحدث فيها عن مخاطر التجارب الأولي وقال إن أي نشاط مسرحي لابد أن يبدأ بتجربة, والفانون هم الذين يتحملون الجزء الأكبر من عبء المخاطرة في هذه التجارب بقناعاتهم ومثلهم العليا, ويتقاسم معهم المنتجون, والموزعون جزءا من هذا العبء, وأشار إلي أن فكرة المسرح السياسي, والمشكلات التي تواجه الأعمال المسرحية, التي تناقش الحكم والسياسة مثلها مثل الأحزاب السياسية.كما تحدث عن بدايته كمخرج وأزمة المسرح في بريطانيا في ذلك الوقت مع الرقيب وأيضا نفس الدعم من الدولة, وانتقل إلي فترة الستينيات والسبعينيات التي شهدت تغيرا كبيرا في الحركة المسرحية بعد الصراع الطويل مع مقص الرقيب حتي مع أعظم المؤلفين المعروفين مثل تينسي وليامز وآرثر ميللر.وشهد الافتتاح تقديم المشاركين في الندوة الرئيسية للمهرجان وعنوانها التجريب في مسرح الرؤي ويبدأ المحور الأول فيها صباح اليوم الاثنين ويشارك فيه كل من أليس رونفار من كندا وإميليو بيرال من إسبانيا وأوتافو كوفانو من إيطاليا وأيمن الشيوي من مصر وتوماس إنجل من ألمانيا وفيليب تونسولي من فرنسا ومجد القصص من الأردن ولي شا من الصين, ويحمل عنوان تجارب مسرح الرؤي من خلال المخرجين ومصممي المسرح في بلدان مختلفة. وتضم لجنة التحكيم في عضويتها أليس رونفار من كندا وبوبو لينانيكاكي من اليونان وعبدالله دياللو من غينيا وفرنسوا دوكوتوميليه من فرنسا وفرانشيسكا بنديتي من إيطاليا وفضل الله أحمد عبدالله من السودان وهيلينا بيمنتا من إسبانيا وياروسواف جايفسكي من بولندا ويوسف كينان إيزيك من تركيا وفتحي العشري من مصر تحت رئاسة المخرج النمساوي جوزيف تسيللر. وسوف يكرم المهرجان في حفل الختام ثمانية مسرحيين هم الفنانة الكبيرة رجاء حسين وإيرينا مياجكوفا من روسيا وإيمانويلا جيوردانو من إيطاليا وحنان قصاب من سوريا وديموس أفيديليوس من اليونان وفيتولد مازوكيفتس من بولندا ومانفريد بايلهارتس من ألمانيا وهوجو لويس ساكوكيا من الأرجنتين. وعقب الإعلان عن المكرمين ولجنة التحكيم قدمت فرقة مسرح سورجت الروسية عرضا بعنوان هايبربوريان.. بداية العالم إخراج ف. ماتيشينكو, واسم هايبربوريان معروف في الميثولوجيا اليونانية بأنه سكان أرض تقع في أقصي الشمال بوصفهم مهد البشرية وكانت الشمس تشرق عليهم دون احتجاب وتغرب مرة واحدة كل عام وتعتمد فكرة العرض علي مقارنة أسطورة هايبربوريان ساكني الشمال بأساطير أهل سيبيريا الأصليين في روسيا.