احتفلت مصر والعالم يوم الاثنين الماضي بيوم السياحة العالمي وذلك تحت شعار التنوع البيولوجي ليعكس هذا الشعار حقيقة التوجه السياحي العالمي والذي يتحدد برغبة السائحين في الإقبال علي المنتجات السياحية القائمة علي الطبيعة الأم الذي يحدد بدوره الطريق أمام المقاصد السياحية المختلفة لوضع ذلك في الخطط التنموية والتسويقية اذا كانت تسعي للحصول علي نصيب من حركة السياحة العالمية. ورغم أن ذلك التوجه قائم منذ عدة سنوات الا أن الاقبال المتزايد والعوامل الاخري التي يشهدها العالم مثل ارتفاع حرارة الارض وزيادة الانبعاثات الحرارية والكربونية والغازية جعلت الانسان بصفة عامة يبحث عن اكثر المناطق انخفاضا في الملوثات لقضاء اجازته ومن هنا بدأت المقاصد السياحية المختلفة تعديل النمط التنموي والسياحي بما يتوافق مع رغبات السائحين لجذبهم وبالتالي متوافقا مع البيئة وبذلك اصبحت التنمية السياحية هي تنمية للبيئة والحفاظ عليها وليست كما كانت قبل عشرات السنين حيث كانت التنمية علي حساب البيئة. وقد قامت وزارة السياحة بالتعاون والتنسيق مع غرفة الغوص والانشطة البحرية وجمعية حماية البيئة بالبحر الاحمر بإقامة عدد من الفعاليات المنبثقة من شعار منظمة السياحة العالمية تضمنت حملات نظافة للبحر الاحمر والمناطق السياحية والجزر المختلفة بمشاركة السائحين العاملين في الفنادق والانشطة البحرية المختلفة. هشام زعزوع مساعد اول وزير السياحة أكد أن وزارة السياحة المصرية من أولي الجهات في مصر التي ادركت البعد البيئي في المشروعات السياحية حيث كانت هيئة التنمية السياحية تعتبر الحفاظ علي البيئة وتطويرها شرطا أساسيا لإقامة المشروعات السياحية وذلك منذ عام1991 وذلك قبل صدور قانون البيئة وتشكيل الوزارة وذلك علي اعتبار أن البيئة هي أهم عناصر الجذب السياحي ولذلك فإن الوزارة دائمة البحث والدراية عن افضل الوسائل لتطوير المنتج السياحي متوافقا مع البيئة التي تضمن تنمية سياحية مستدامة وبذلك حصلت شرم الشيخ علي افضل مدينة سياحية خضراء وجاءت محمية رأس محمد كأول محمية في العالم مشيرا إلي ضرورة التوسع في توعية المواطنين بدءا من المدارس والجامعات واقامة الندوات والمحاضرات التي توضح أهمية الحفاظ علي البيئة في الاقتصاد القومي وانعكاس ذلك علي دخل المواطنين لان80% من حركة السائحين تتجه نحو الاستمتاع بالبيئة النظيفة مؤكدا انه لا تعارض بين زيادة اعداد السائحين والحفاظ علي البيئة والآثار وقد اختارت وزارة السياحة شرم الشيخ والغردقة في الاحتفال بيوم السياحة العالمي من خلال55 موقع غطس للمشاركة في الطلبات وذلك من طابا في مرسي علم للحفاظ علي الحياة البحرية بالبحر الاحمرالأكثر تنوعا وتفردا بالحياة البحرية حيث يوجد1200 نوع من الاسماك منها200 نوع لا توجد سوي في البحر الاحمر. وقد بدأت الوزارة حملة لتوعية السائحين بضرورة الحفاظ علي الحياة البحرية ونظافة البيئة من خلال غرفة الغوص والجهات المعنية وكذلك الصيد الجائر حيث هناك انواع من الاسماك بدأت تندثر ولذلك فإن جمعية البيئة بالبحر الاحمر تقوم بعمليات استفراخ لهذه الانواع واعادتها للبحر مرة اخري. واوضح زعزوع أن وزارة السياحة بدأت منذ3 سنوات دراسة حول الحفاظ علي البيئة في المناطق السياحية وتم رفعها لرئيس مجلس الوزراء الذي أقرها وطلب من وزارتي السياحة والبيئة تنفيذها حيث تتضمن تلك الدراسة آليات تنفيذية مقترنة بتطبيقات عملية علي4 مراحل أولاها الفنادق الخضراء والمتوافقة بيئيا وتوفير وترشيد المياه والصرف الصحي وادارة منظومة المخلفات الصلبة واخير التنوع البيولوجي وتهدف إلي خفض27% من انبعاثات الغاز و36% من المخلفات و20% من استهلاك المياه. وسيتم خلال أيام توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي السياحة والبيئة للبدء في تنفيذ هذا المشروع. واعلن زعزوع أن الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء سيصدر قرارا خلال أيام بتشكيل المجلس الأعلي للمدن الخضراء برئاسته ويضم13 وزيرا هم وزراء الداخلية والسياحة والطيران المدني والبترول والبيئة والنقل والثقافة والتعاون الدولي والزراعة والري والصحة والاسكان والتنمية الادارية والتنمية المحلية يتولي مسئولية الارتقاء بالمدن السياحية الكبري وتحويلها الي مدن خضراء صديقة للبيئة وفي مقدمتها شرم الشيخ وقال انه سيتم البدء في تنفيذ المبادرة الجديدة لتحويل شرم الشيخ الي مدينة خضراء ابتداء من الشهر القادم ولمدة عشر سنوات بتكلفة اجمالية قدرها106 مليارات جنيه يتم تمويلها بنسبة52% من القطاع الحكومي والمؤسسات الدولية وال48% الباقية سيتم تمويلها من القطاع الخاص لافتا الي موافقة أربعة بنوك كبري من القطاعين العام والخاص لتمويل بعض اجزاء هذا المشروع خاصة عملية تحويل المنشآت السياحية الي منشآت صديقة للبيئة. وأوضح مساعد أول وزير السياحة أن هذه المبادرة تشمل أربعة معايير دولية أولها تخفيض الانبعاثات الكربونية ثم ترشيد وتوفير المياه وادارة منظومة المخلفات السائلة والصلبة والتنوع البيولوجي والامكانات البيئية المختلفة. وأضاف أن وزير السياحة زهير جرانه وماجد جورج وزير البيئة سيوقعان خلال الايام المقبلة علي مذكرة التفاهم الخاصة ببدء مشروع مبادرة تحويل شرم الشيخ الي مدينة خضراء. مشيرا الي أن أي تاخير في التنفيذ سيؤثر بالسلب علي الحركة السياحية الوافدة الي مدينة السلام مشيرا الي أن الاحتفال العام الحالي بدأ قبل يومين من اليوم الرئيسي في الاحتفال وهناك إبراز لتنوع الحياة البيولوجية في البحر الاحمر وأن هناك40 موقعا للغوص و55نقطة غوص بها مشاركون في الفعاليات التي تتم للحفاظ علي الموروث البيئي الطبيعي لمصر. وأشار إلي أن هناك225 نوعا من الكائنات التي ينفرد بها البحر الاحمر بالاضافة إلي الشعاب المرجانية, مؤكدا أن اهتمام وزارة السياحة تحاول مقاومة الاعمال السلبية التي تؤثر علي الحياة البحرية في البحر الاحمر منها الصيد الجائر الذي يضر الحياة البحرية بصورة كبيرة تدفع إلي اندثار انواع عديدة من الاسماك. وقال:إن هناك عددا من الممارسات من جانب الغواصين من السائحين المخالفة التي تلوث البحر وتضر البيئة البحرية ولذا فسيستمر العمل علي تنظيف البيئة البحرية بالتعاون مع وزارة البيئة والمحافظة مع زيادة التوعية للسائحين. وأضاف أن مبادرة شرم الشيخ كمدينة خضراء والتي انطلقت منذ ثلاثة اعوام نظرا لاهمية المدينة والثروات التي تمتلكها وكيفية الحفاظ عليها وتنميتها, مشيرا إلي أن هناك دراسات ميدانية للوضع الحقيقي للبيئة في المدينة مقارنة بالمعايير الدولية. وقال المهندس جمال المهدي رئيس مدينة شرم الشيخ تقرر تشغيل أتوبيسات ذات طابقين تعمل بالغاز الطبيعي لنقل الركاب بين جميع المنشآت الفندقية والسياحية بمدينة شرم الشيخ لتقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن سيارات التاكسي وذلك في اطار التنفيذ الفعلي لمبادرة تحويل شرم الشيخ الي مدينة خضراء. كانت مصر قد احتفلت بيوم السياحة العالمي هذا العام بشكل جديد جمع بين البيئة والسياحة خاصة ان شعار هذا العام هو السياحة والتنوع البيولوجي وشمل ثلاث محافظات وهي جنوبسيناء والبحر الاحمر والقاهرة.. فقد انطلقت الاحتفالات يوم السبت الماضي بسقالة خليج نعمة بشرم الشيخ بمشاركة العديد من السائحين والغواصين الذين انتشلوا مئات القطع الغارقة من مخلفات الغوص والصيد في مشهد يتم لأول مرة بحضور هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة وذلك ضمن44 موقعا بجنوبسيناء شملته الاحتفالات.