استقبل اللواء عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية أمس, د. أحمد مجاهد رئيس قصور الثقافة بمكتبه بديوان عام محافظة الغربية بعد تفقده لمسرح طنطا واطلاعه علي الحالة المتردية التي وصل إليها بفعل الاهمال الذي اغتاله وقال علي سنجر سكرتير عام المحافظة, إنه تم الاتفاق علي أن يقوم محافظ الغربية بإخلاء مسرح طنطا من نقابة ونادي المهندسين بالدور الثاني حتي تتمكن الوزارة من إعداد الرسوم الهندسية وطرح الدراسة النهائية الخاصة بعملية تطويره وتجديده مرة أخري, وفور الانتهاء من هذه الدراسة سيتم عرضها علي إدارة التخطيط بالهيئة العامة وتحديد الموازنة المالية اللازمة لذلك, وطرح مناقصة عامة بين شركات المقاولات لتنفيذ عملية بناء المسرح المخصص لها نحو30 مليون جنيه, ووعد محافظ الغربية الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة بأنه في خلال أسبوع سيتم إنهاء المشكلة واخلاء مسرح طنطا من نقابة ونادي المهندسين والبدء الفوري في أعمال التطوير والتجديد من قبل وزارة الثقافة. وفي الوقت نفسه, قام اكثر من60 شخصا من جمعية الأدباء والمثقفين من محافظة الغربية بوقفة احتجاجية أمام مسرح طنطا, رافعين لافتات تطالب المسئولين بالمحافظة والثقافة بسرعة تطوير وتجديد المسرح لاثراء الحركة الفنية بالمدينة. وكان مسرح طنطا قد تحول بفعل الاهمال الي مكان مهجور تسكنه القوارض والخفافيش وتحاصره مياه الصرف الصحي والاشغالات من كل اتجاه مما جعل أبناء السيد البدوي يتحسرون علي الماضي الجميل عندما كانت مدينتهم قبلة للأعمال المسرحية والفنية والثقافية بإقليم الدلتا. حيث كان يعد تحفة معمارية نادرة أبدع في تصميمه مهندس ايطالي صممه علي غرار دار الأوبرا المصرية بصورة مصغرة وقام بافتتاحه مصطفي باشا النحاس رئيس وزراء مصر عام1936 واعتبره الكثيرون في تلك الفترة بمثابة تحفة فنية ينبغي الحفاظ عليها, حيث يتكون من ثلاثة طوابق وتتميز خشبة مسرحه بالاتساع والزخارف الرائعة وبه ستة مخارج للطوارئ بخلاف المدخل الرئيسي ومزود بوسائل تهوية واضاءة وتأمين من أجهزة للانذار في حالة اندلاع الحروب أو نشوب الحرائق بالاضافة لشبكة كهرباء فريدة من نوعها قامت بتصميمها شركة سيمنس الألمانية وظلت تعمل بكفاءة عالية حتي وقت قريب, كما شهد مسرح طنطا في الماضي أعمالا مسرحية عظيمة لكبار الفنانين حيث تألق علي خشبته عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي وأمينة رزق وزكي طليمات غنت عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم ومحمد فوزي ومحمد ثروت, كما استضاف العديد من حفلات الموسيقي العربية وفرق الانشاد الديني والفنون الشعبية وكان مثار فخر لأبناء المحافظة, كما أسهم في اثراء الحركة الفنية علي مدار اكثر من نصف قرن ولكنه قبل أن يتحول لمجرد ذكري بعد توقف نشاطه عن العمل منذ عدة سنوات بسبب الاهمال ونقص الامكانات وغياب الصيانة.