أكد المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة ان الوزارة بالتنسيق مع كل الوزارات والمحافظات والجهات المعنية تقوم باتخاذ اجراءات عاجلة وقت حدوث ظاهرة السحابة السوداء للحد منها وكذلك تنفيذ مجموعة من البرامج والمشروعات الطويلة الاجل للحد من ملوثات الهواء المسببة للظاهرة وهي حرق قش الارز الذي يساهم بنسبة42% من حدوثها وانبعاثات الصناعة بنسبة23% وعوادم السيارات بنسبة23% وصرف المخلفات البلدية بنسبة12%. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير عصر أمس لمناقشة استعدادات الوزارة للتعامل مع السحابة السوداء. وأضاف أن ظاهرة الانعكاس الحراري التي تحدث في الخريف تساهم بنسبة كبيرة في حدوث السحابة السوداء وحيث تتسبب في حدوث طبقة عازلة لا تسمح بصعود الهواء المحمل بالملوثات بعد الغروب بعيدا عن سطح الارض مما يؤدي الي تراكم الملوثات في طبقة لا يتعدي ارتفاعها25 مترا فوق سطح الارض مما يؤدي الي زيادة الاحساس بهذه الملوثات وحدوث نوبات تلوث الهواء الحادة ومما يزيد من حدتها سكون الهواء حيث تصل سرعة الهواء أحيانا الي صفر/ ثانية كما تساهم طبوغرافية القاهرة الكبري بدرجة كبيرة في شدة الاحساس بالظاهرة حيث تقع في منخفض مستطيل علي جانبي النيل وتحدها من الشرق صحراء السويس وهضبة المقطم ومن الغرب الصحراء الغربية وهضبة قبة الحسنة مما يجعلها تبدو كمنخفضين بين جبلين يخترقها نهر النيل مما يجعلها عرضة لهبوب الاتربة علي مدار العام بالاضافة الي تخطيط انشاء المناطق الصناعية الكبري والذي وضع القاهرة بين فكي الرحي حيث يحدها شمالا منطقة شبرا الخيمة الصناعية وجنوبا منطقة حلوان الصناعية يجعلها في حزام من الملوثات شمالا وجنوبا بالاضافة الي حزام الاتربة شرقا وغربا وكذلك زيادة الكثافة السكانية وما ينتج عنها من أنشطة ملوثة وزيادة أعداد المركبات وما ينتج عنها من تلوث بعوادمها اضافة الي قرب القاهرة من بعض محافظات الدلتا التي تزرع الارز ويأتي اليها دخان الحرق المكشوف للقش مع الرياح القادمة من الشمال. وأكد الوزير اتخاذ اجراءات عاجلة وقت حدوث الظاهرة لتقليل حدتها مثل تطوير غرف العمليات للمتابعة المستمرة وتلقي بلاغات المواطنين حول أي حرائق مكشوفة وتفعيل اجراءات التفتيش البيئي سواء علي المستوي المركزي من خلال ادارة التفتيش بالوزارة أو من خلال الفروع الاقليمية لجهاز شئون البيئة ومكاتب البيئة بالمحافظات حيث يتم التفتيش علي مقالب القمامة وأماكن قش الارز وجميع مصادر تلوث الهواء بالقاهرة الكبري والمحافظات القريبة منها وكذلك تفعيل انظمة الرصد البيئي وشبكة الانذار المبكر من خلال87 محطة رصد لملوثات الهواء بالاضافة لنظام رصد الانبعاثات الصادرة من مصانع الاسمنت والمرتبط بجهاز شئون البيئة وحيث تقدم هذه المحطات تقريرا يوميا عن حالة الهواء وتحديد مدي تركيز الملوثات في كل منطقة ومصادر هذه الملوثات حتي يتم التعامل معه فورا كما يتم التنبؤ بدرجة تلوث الهواء خلال ثلاثة أيام قادمة بالتعاون مع هيئة الارصاد الجوية حتي يتم التعامل المسبق مع ملوثات الهواء واتخاذ الاجراءات الكفيلة بالتحكم فيها لتبقي في الحدود المسموحة وحتي لا تصل الي نوبات تلوث حادة تهدد صحة المواطنين بالاضافة الي استخدام صور الاقمار الصناعية لتحديد أماكن الحرق المكشوف ومحاسبة المسئولين عن ذلك. واشار إلي ان الاجراءات تشمل كذلك مركز العمليات الرئيسي واللجنة العليا والذي يقوم بتوجيه الاعمال الميدانية في ضوء معلومات الانذار المبكر والارصاد الجوية وتحليل البيانات الواردة من الغرف ومراكز العمليات المختلفة وعمل بدائل للتعامل مع كل مستوي واتخاذ اجراءات محددة عن بلوغ الازمة بالاضافة الي اتخاذ عدة اجراءات اخري بالتنسيق مع المحافظين مثل غلق مكامير الفحم تماما خلال شهري اكتوبر ونوفمبر وتحديد ساعات عمل المسابك نهارا وعدم تشغيلها ليلا وكذلك تحديد ساعات عمل الفواخير والكسارات والتحكم في انبعاثات المصانع الكبري بالتنسيق مع وزارة الاستثمار. وأوضح الوزير انه وبالنسبة لقش الارز الذي يمثل حرقه السبب الرئيسي في حدوث السحابة السوداء وزيادة حدتها فان الوزارة تقوم بتنفيذ عدة برامج للاستفادة الاقتصادية منه بدلا من حرقه من خلال مشروعات تدوير قش الارز حيث تم انشاء مصانع الانتاج السماد العضوي من القش وكذلك مصانع لتحويله الي بديل للتربة الزراعية وقوالب وقود حراري وانتاج الغاز الحراري منه بالاضافة الي تحويله الي اسمدة واعلاف غير تقليدية لدي المزارع الصغير دون مقابل وتستوعب هذه البرامج حوالي800 الف طن من القش سنويا. كما تم التوسع في مشاركة القطاع الخاص في عملية جمع وكبس القش وكذلك شركة كوين سرفيس التابعة لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة وبعض الجمعيات الاهلية والمحافظات والميكنة الزراعية وحيث تقوم هذه الجهات ومن خلال163 موقعا وحوالي3198 معدة.. و5000 فرد بجمع وكبس حوالي585 ألف طن من القش في مساحة398 ألف فدان. وأوضح أن الوزارة تقوم كذلك بدعم المشروعات الرائدة مثل زراعة عيش الغراب علي قش الأرز حيث مقررة زيادة المواقع المنتجة للشباب الي600 موقع وكذلك مشروع زراعة الخضر والفاكهة وخاصة الفراولة علي القش وتصديرها للخارج. وأشار إلي ان اجمالي ما تغطيه هذه المشروعات حوالي1.4 مليون طن قش بالاضافة الي حوالي750 الف طن يستخدمها الفلاح في اغراض خاصة مما يغطي كمية القش الناتجة عن المساحة االمزروعة ارزا مؤكدا اهمية توعية المزارع بعدم الحرق وتعاونه مع هذه البرامج والمشروعات حتي تؤتي ثمارها وكذلك تطبيق القانون في حالة الزراعة بالمخالفة أو الحرق المكشوف من الجهات المعنية حتي تؤدي هذه الجهود الي اختفاء مشكلة حرق القش والتلوث الناتج عنه.