قبل بدء مسابقة الدوري بأيام قليلة وفي مباراة حبية تجريبية بين النادي الأهلي وفريق كفر الشيخ وعقب احراز الاهلي لهدفه الاول امتلأت سماء ملعب التتش بدخان كثيف نتيجة إلقاء جماهير المشجعين ممن يطلق عليهم لقب الالتراس بمئات الشماريخ النارية احتفاء بالهدف. وتدخل رجال الشرطة لإيقاف إلقاء الشماريخ وحدثت مواجهة بين الشرطة الألتراس نتجت عنها بعض الإصابات للطرفين وكادت الامور تتطور الي الأسوأ ولكن الله سلم هذا الامر الذي حدث في مباراة حبية لاشك انه سيكون مضاعفا في حدته في المباريات الرسمية وهو ماجعل رجال الأمن يشددون قبضتهم يوم مباراة الاهلي والاسماعيلي في البطولة الافريقية حيث صادروا آلاف الشماريخ التي كانت في حوزة المشجعين وهذا الشيء الذي تنبه اليه إتحاد الكرة فغلظ العقوبات علي مثيري الشغب وعلي كل اعضاء المنظومة الكروية من أندية ولاعبين ومشجعين واداريين وهو ما كانت له نتائجه الايجابية حيث مرت أغلب اسابيع المسابقة حتي الآن خالية من العنف ومن الألفاظ البذيئة والكلمات الجارحة التي كانت توجه الي اللاعبين والي الحكام, كذلك فإن العنف بين اللاعبين قلت حدته ولم نشهد حتي الأن عنفا متعمدا من لاعب ضد منافس له كذلك كانت العقوبة المغلظة لمن يتطاول علي الحكام من اللاعبين أو من أعضاء الأجهزة الفنية سببا في ان الجميع التزموا بجادة الصواب والروح الرياضية وان كان لاعبو الاسماعيلي قد شذوا عن القاعدة في مباراتهم مع الاهلي في البطولة الافريقية فإن العقوبات التي وقعتها الكاف جاءت رادعة بحيث لن تسول نفس لاعب بعد ذلك ان تجعله يتطاول علي قرار الحكم وظاهرة العنف في ملاعبنا الرياضية ظاهرة مستوردة نقلتها الينا الشاشات والفضائيات وقد عانت الملاعب الاوروبية من ظاهرة شغب الالتراس ولكن الإتحاد الاوروبي جرم هذه الأعمال ولاننسي كيف ان السيدة/ ثاتشر وكانت رئيسة لوزراء انجلترا قالت للألتراس الانجليزي الذي تعدي بالضرب علي جماهير النادي المنافس.. ياللعار لقد لطختم وجه بلدكم بالقبح والعار أما ظاهرة الشماريخ النارية فقد جاءتنا من الملاعب الجزائرية والتونسية حيث تعود الجمهور في هذه الملاعب إلقاء هذه الشماريخ عندما يحرز فريقهم هدفا في مرمي منافسه, ولم تتوقف الظاهرة في ملاعب كرة القدم ولكنها تفاقمت في ملاعب اللعبات الاخري خاصة ملاعب كرة السلة ونحن لاننسي ما عانته الصالة الصغري المغطاة في استاد القاهرة من شغب أدي الي اقتلاع المقاعد وإلقائها في أرضية الملعب ونفس الامر انسحب أيضا الي ملاعب كرة اليد وتسللت الي المدرجات الفاظ وهتافات لم تكن معهودة من قبل وتنابذت الجماهير بالكلمات النابية خاصة مشجعي الناديين الكبيرين الاهلي والزمالك وقامت الجماهير بعمل دخلات منها استهزاء بالمنافس الأمر الذي يجعلنا جميعا مطالبين بأن نقف وقفة صلبة أمام هذه الظاهرة الغريبة علي ملاعبنا وتعود بنا الذاكرة الي الأيام الجميلة حيث جماهير ذلك الزمن لم تكن تعرف العنف أو البذاءات وكانت تتمتع بروح رياضية وخلق كريم. كان أقصي ما تردده جماهير الماضي إظهارا لسخطها وغضبها وحماسها هو جملة شيلوالرف وكم كانت وسائل الإعلام تستهجن هذا الاعتراض من الجماهير وتصفه بأنه أمر لايتفق وحرمة الملاعب وقدسية الرياضة وكانت جماهير الناديين الكبيرين تتميز بخفة ظل وكانت روح المحبة والصداقة ترفرف عليهم أثناء المباريات وكم من مفارقات ومساجلات كانت تجري في المدرجات بين المشجعين لهذا النادي او لذاك ولكنها كلها كانت في حدود الأدب متسقة مع الذوق العام والمودة. كادت الامور تتطور الي الأسوأ ولكن الله سلم هذا الامر الذي حدث في مباراة حبية لاشك انه سيكون مضاعفا في حدته في المباريات الرسمية لم تتوقف الظاهرة في ملاعب كرة القدم ولكنها تفاقمت في ملاعب اللعبات الاخري خاصة ملاعب كرة السلة