الحركات السياسية مثل الكائنات الحية, يفترض أنها تتطور مع الوقت, فتنتقل من طور الطفولة إلي مرحلة' الولدنة', ثم إلي البلوغ, أيا كان اسمه, وقد كانت هذه المسألة موضع اتهامات في مراحل سابقة, تتعلق بحركات لم تتطور بالقدر الكافي مع الزمن, فتحولت إلي أشياء أخري, أو حولت نفسها إلي أشياء أخري, لتخسر نفسها, أو ليخسر المجتمع مابها من' ملامح ضمير' يتعلق بتغيير يطالب به الجميع, وأولهم تيارات من داخل الدولة ذاتها, ويذكر الجميع تعبيرات شهيرة علي غرار' الطفولة اليسارية' أو المراهقة السياسية, التي ارتبطت بأفكار أو مطالب, بدت مثل مطالب الصغار الذين يريدون الحصول علي لعبة بأي ثمن, أو بصرف النظر عن الثمن, وقد يقومون بكسر اللعبة, بمجرد الحصول عليها. الدكتور محمد البرادعي, ولن يمل أحد من إبداء الاحترام لتاريخه ولأسرته, يهدد مرة أخري بما يسميه' العصيان المدني' إذا لم تستجب الحكومة لمطالب التغيير, ولاأعرف ماإذا كان الدكتور البرادعي يعرف بالفعل مالذي يعنيه العصيان المدني أم لا, أو ماإذا كانت مصر قد شهدت من قبل عصيانا مدنيا أم لا, أو ماإذا كان هو شخصيا, أو أيا من يتركون له الحبل ليطول, من الحركات الدينية أو اليسار المنفلت, قد شاركوا من قبل في حركة عصيان مدني أم لا, فماأعرفه شخصيا هو أن الجناح الإليكتروني في جبهته لايزال يرسل' دليلا' إليكترونيا لمن يعرفونهم أو لايعرفونهم يشرحون لهم معني العصيان المدني, أو أن جماعات حزبية صغيرة تلعب علي الحبال طوال الوقت, تخصص دروس الأربعاء أو الخميس, أو غيرها لتعليم كوادرها كيف ينظمون عصيانات مدنية. إنني أتمني أحيانا أن يقوم بفعلها, ليبدأ في اكتشاف الواقع من حوله, في دولة تعداد سكانها80 مليون نسمة, لن يقبل واحد منهم أن يقوم أحدهم بإغلاق الشارع الذي يسير فيه, أو تعطيل السيارة التي يقودها, أو التأثير علي مصدر رزقه أو حياته, ففي أقصي الأحوال لن يتجاوز الأمر علي الإطلاق ماحاول حزب الله أن يفعله في بيروت, أو في ساحة الصلح تحديدا, ليؤدي ذلك إلي انتقال الأعمال إلي وسط المدينة, وسوف يجد إخواننا أنفسهم في الهواء الطلق, ممتنعين عن الطعام أو الشراب, ليحولوا أنفسهم إلي مادة لوسائل الإعلام, بدلا من أن يكونوا أداة للتطور الديموقراطي, عبر الوسائل السياسية التي يعرفها الجميع, وكل مايرجوه أي منا أن لاتكون المسألة مؤلمة لهم, فسوف يتحولون بعدها إلي' جماعة باكونين'. [email protected]