كشفت الجولة التي بدأها الاهرام المسائي في متاحف مصر عن مفاجآت مثيرة أكدت ان مقتنياتها في خطر وان احدا لايتحرك لانقاذها, وكانت اولي تلك المفاجآت في أسوان, حيث أكد خبراء واثريون ان الاثار في متاحف اسوان تبدو علي المكشوف وان متحف الفنتين يتم تأمينه بصورة بدائية وان قطعا اثرية نادرة يتم تأمينها بواسطة خفراء وبدون اسلحة ودون اي اجهزة للانذار او كاميرات للمراقبة. وأكدت جولة الأهرام المسائي ان متحف الاقصر التاريخي والذي يعد من أهم المتاحف العالمية ويضم مجموعة من اروع المقتنيات يحتاج الي تأمين عاجل وتزويده بأجهزة للمراقبة, كما أن التداعيات التي صاحبت سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل فرضت ظلالها علي متحف الاسكندرية القومي ومتحف المجوهرات الملكية. وكشف مواطنون وخبراء اثريون ان متحف الفنتين الذي يقع علي جزيرة ابوالقديمة في أسوان يحتاج إلي تأمين عاجل وان المقتنيات التي يضمها المتحف في خطر. وقال محيي الدين مصطفي مدير منطقة اثار اسوان ان هناك مشروعا لتطوير المتحف تتم دراسته حاليا بعد ان تقدمت به البعثة الالمانية إلي المجلس الأعلي للأثار ومن المتوقع ان يقرر المجلس بدء اعمال تطويره وتوفير الاعتماد اللازم له خلال هذه الأيام. وفي ظل رفض مدير متحف الفنتين ميلك أبوالليف الادلاء بأي تصريحات حول اعمال تأمين المتحف بسبب حظر المجلس الأعلي للآثار ذلك انتقلت الآهرام المسائي إلي المتحف وتلاحظ ان اعمال التأمين لاترقي لاهمية هذا المتحف الذي يعتبر اقدم متحف اقليمي في مصر. وقال عمرو عبد المجيد مرشد سياحي ان المتحف يضم عددا كبيرا من القطع والاثار المصرية من مختلف العصور بداية من عصر ما قبل التاريخ وحتي العصر الإسلامي مرورا بعصور البطالمة والرومانية والمسيحية, ويقع في جزيرة الفنتين وملحق به جزء اخر يضم نتاج اعمال حفائر البعثة الالمانية والمعهد السويسري والمتبلورة في اثار الجزيرة. وأشار إلي ان أهمية هذا المتحف تستدعي ان يكون هناك اهتمام بتطويره وتأمينه حيث ان ما يضمه لايقدر بمال ومن المؤسف ان يكون تأمينه بهذا الشكل الذي يعتمد علي العنصر البشري فقط بدون ربطة بكاميرات مراقبة أو بوابات الكترونية. اضاف ان جزيرة الفنتين تضم بقايا معبد الاله خنوم إله الشلال الأول وتضم قطعا اثرية وذهبية في الوقت الذي اعيد فيه رأس الاله خنوم المقدس إلي متحف النوبة واذا كان متحف الفنتين الذي كان مقرا لمهندس الري الانجليزي المشرف علي خزان اسوان في عام1898 تم افتتاحه في عام1912 فان اهمية متحف النوبة الذي افتتح في تسعينيات القرن الماضي لاتقل عنه باي حال من الأحوال ومن هذه المنطلق فقد توجهت إليه بؤرة الاهتمام بمراجعة انظمة التأمين والمراقبة خاصة بعد ان تأكد تعطل عدد كبير من كاميراته, مما يجعله معرضا للسرقة حيث قرر وزير الثقافة غلقه لمدة15 يوما لاجراء بعض اعمال التطوير ولمراجعة نظام المراقبة الالكتروني. وقال الدكتور اسامة عبدالوارث مدير عام المتحف ان هناك لجنة قامت بعمل مراجعة شاملة لانظمة المتحف لتطويره ودعمه بأنظمة مراقبة حديثة واصلاح الاعطال فيما بعد وان المتحف بخير ومؤمن تماما ضد السرقات بما يشمله من قطع اثرية نادرة ونماذج لعادات وتقاليد اهالي النوبة وأكد ان المتحف سيبدأ في استقبال زواره اعتبارا من أول ايام عيد الفطر المبارك بعد الانتهاء من جميع الاعمال الخاصة به لافتا إلي ان جميع اجهزة التأمين والرقابة تعمل بكفاءة وبنظام محدد. وفي متحف الاقصر الذي يحتوي علي قطع أثرية تمثل ملوك مصر من العصور الفرعونية والرومانية واليونانية والإسلامية والقبطية بدا الوضع في منتهي السوء وهو ما يجعل عز الشافعي رئيس لجنة الثقافة بالمجلس الشعب المحلي يؤكد ضرورة ان يتخذ مسئولو الثقافة والاثار من سرقة لوحة زهرة الخشخاش فرصة للاهتمام بمتاحف الجنوب وعلي رأسها. متحف التحنيط ومتحف الاقصر من خلال تدريب العاملين في أمين المتاحف علي احدث الانظمة العالمية لحراسة المتاحف كذلك زيادة الاجهزة الحديثة المراقبة الالكترونية. كما طالب صالح شعلان مرشد سياحي بتأمين متاحف الاقصر التي تعد من أجمل وافضل المتاحف في العالم نظرا للثروة الكبير الموجودة بها ولكن نطالب بتطبيق الانظمة الأوروبية الموجودة في متاحف فرنسا وأوروبا لحماية المقتنيات الاثرية التي لاتقدر بثمن وخاصة متحف التحنيط لانه من المتاحف الحديثة التي تحتاج إلي عناية واهتمام ورعاية. وقالت سامية عبدالعزيز مديرة متحف الاقصر ان متحف الاقصر باعتباره من المتاحف العالمية توجد به أكبر شبكة مراقبة وانذار علي مستوي الجمهورية. ولجان المراقبة تنقطع عن المتحف وقد تم تطوير المتحف منذ فترة قريبة, كما تم تطوير اجهزة المراقبة وتزويد المتحف بكاميرات حديثة علي مستوي عال من خلال غرفة مراقبة حديثة. وفي الإسكندرية تسبب حادث سرقة زهرة الخشخاش في فرض حالة من الطواريء وهو ما رصده الاهرام المسائي في متحف الاسكندرية القومي ومتحف المجوهرات الملكية, ولوحظ وجود45 كاميرا لمراقبة القاعات وتم ربطها بأجهزة انذار. واعترف د. ابراهيم درويش مدير عام المتاحف بالاسكندرية بأنه تم تشديد الرقابة في هذه الفترة خاصة علي متحف الاسكندرية القومي وقال إن عدد مقتنياته يصل إلي380 قطعة ذات اهمية بالغة ومن أهمها تمثال سيراميس ووزنه نحو نصف طن تقريبا ورأس حتشبسوت ومجموعة تماثيل التناجرة ومجموعة الآثار الغارقة وقال: المتحف ممتليء بالمقتنيات ويحتاج إلي إجراءات مشددة لتأمينها. ونفي حدوث اي حالات سرقة في متاحف الاسكندرية منذ انشاء المتحف الروماني عام1892 حتي الآن. ولفت إلي قيامه بعمل سلسلة من الجولات المفاجئة خاصة بعد منتصف الليل علي مخازن الأثار, كما تم تكليف الامناء بعمل مرور دوري ومفاجيء علي اثار المتحف الروماني اليوناني الخاضع حاليا لعمليات تطوير في المخازن بمنطقة مارينا وماريا ومرسي مطروح ونفي تأثير هذه الرقابة الزائدة علي السياح أو ارتباك الجو المحيط بتلك المتاحف, وصرح بأنه لابد من تنفيذ قرار غلق المتاحف في حالة عدم وجود تأمين لها كما اشار إلي ان ميزانية الحفائر تصرف اجوارا للعمالة الزائدة بالمتحف وارجع ذلك إلي ان هناك10 الاف شخص بأجر نظير بدل عمل وعمالة زائدة. اضاف ان متحف المجوهرات الملكية يحتاج بشكل عاجل إلي رقابة مشددة وارجع ذلك إلي انه يحتوي علي مقتنيات عبارة من مجوهرات وتحف فنية من المعادن النفيسة وبه مقتنيات مثل تاج الملكة فريدة وشويكار وغيرها من القطع المهمة.
