شهدت الأسواق حركة رواج كبيرة وإقبالا من المستهلكين وسجلت الأسعار ارتفاعات متتالية في معظم السلع والمنتجات خاصة السلع الغذائية وأرجع خبراء ذلك إلي الإقبال الشديد علي عملية الشراء واستغل التجار دخول رمضان ورفعوا الأسعار بدون مبرر في ظل غياب الرقابة الفاعلة للدولة وانعدام ثقافة الإحجام عن السلع وعدم وجود البديل فالمجمعات الاستهلاكية التي تسمي بأسواق محدودي الدخل عجزت عن توفير السلع والمنتجات بأسعار مخفضة وفي جولة ل الأهرام المسائي للوقوف علي مدي ارتفاع الأسعار وتوافرها وإقبال المستهلكين علي عملية الشراء. أكد خبراء أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار معظم السلع ليس لانخفاض المعروض ولكن لوجود مجموعة من التجار يتحكمون في كل سلعة ويستغلون دخول المواسم في مقابل أن ثقافة المستهلك المصري يشعر بأن هناك استغلالا ومبالغة في السعر. وأشار الخبراء إلي أن التجار يتحكمون في الكميات المعروضة بالأسواق في حين أن الاستهلاك يتزايد بشكل كبير مما يترتب عليه زيادة في الاسعار ومع تزايد الطلب ترتفع الأسعار فالتجار استغلوا فرصة دخول شهر رمضان وحاجة المستهلك المصري لتلك السلع الضرورية ورفعوا أسعار السلع. ففي سوق الدواجن ارتفعت أسعارها بنسبة كبيرة تتراوح ما بين10 و25% حسب المنطقة التي تباع فيها فهي تختلف من منطقة لأخري. وقال عمر إبراهيم تاجر طيور إن تجار التجزئة ليسوا هم الذين يرفعون الأسعار ولكن كبار التجار هم الذين يتحكمون في الكميات المعروضة وتاجر التجزئة يحدد هامش ربح بسيط يغطي به تكلفة النقل والكهرباء والعمالة وغير ذلك. وتتراوح أسعار الدواجن مابين18 و22,5 للكيلو, مشيرا إلي زيادة الطلب علي عملية الشراء بنحو30% عما كانت عليه قبل قرب حلول شهر رمضان. ومن جانبه أوضح عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالاتحاد العام للغرف التجارية أن أسعار الدواجن بدأت في الصعود مع قرب حلول شهر رمضان ليرتفع سعر الكيلو من16 إلي23 جنيها, أما الدواجن المجمدة فقد ارتفع سعرها ليتراوح مابين19 و21 جنيها للكيلو, وكذلك سجلت أسعار البيض أيضا ارتفاعا ملحوظا لتصل سعر الكارتونة إلي22 جنيها. وفي الجولة لوحظ ارتفاع أسعار الأسماك رغم زيادة درجة الحرارة بنسبة تتراوح بين10 و15% حسب المناطق التي تباع فيها الأسماك, وأكد حسن شعبان تاجر أسماك أن هناك إقبالا ملحوظا من المستهلكين علي شراء الأسماك بأنواعها وارتفع كيلو سمك البلطي من13 إلي16 جنيها, وسمك البياض من22 إلي25 جنيها, موضحا أن كبار تجار الأسماك هم الذين يتحكمون في الكمية المطروحة بالأسواق ويحددون الأسعار التي تباع بها وأن تاجر التجزئة مظلوم ما بين التاجر الكبير والمستهلك. وفيما يتعلق بسوق المواد الغذائية فقد ارتفعت معظم السلع بنسب متفاوتة وزاد الاقبال بنحو60%, عما كان عليه قبل قرب حلول شهر رمضان. واستغل المستوردون والتجار إقبال المستهلك علي الشراء لتوفير احتياجاته خلال شهر رمضان, خاصة أن70% من المواد الغذائية يتم استيرادها من الخارج فالمستورد يحدد هامش الربح الذي يتناسب معه وتحقيق عوائد مرتفعة للأموال التي يتم استخدامها في عملية الاستيراد والتجارة وقد ارتفعت أسعار السكر وزيوت الطعام بنسب تتراوح ما بين15% و25%, كما زادت أسعار الدقيق وارتفعت أسعار بعض المواد الأخري, وأوضح محمود علام تاجر بأن تجارة التجزئة يحددون هامش ربح محدودا وبسيطا وإنما المستوردون هم الذين يحددون الأسعار ودائما يستغلون دخول المواسم وحاجة المستهلك المصري, خاصة أن المجمعات الاستهلاكية لا تفي باحتياجات المستهلك وبالتالي فلا بديل عن ما يستورده القطاع الخاص المصري. وفيما يخص سوق الفاكهة والخضروات فقد طالتها ارتفاعات الأسعار, وأوضح التجار أن ارتفاع تلك السلع ليس مرتبطا بدخول رمضان إنما بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي أضرت بأغلب المحاصيل, خاصة محصول المشمش والمانجو, حيث يتراوح سعر الكيلو ما بين9 و18 جنيها حسب النوع والمكان الذي يباع فيه, وكذلك العنب فقد ارتفعت أسعاره عن العام الماضي بنسبة100% ليصل سعر الكيلو إلي7 جنيهات, وفي بعض المناطق يصل إلي10 جنيهات. أما أسعار الخضراوات فقد سجلت ارتفاعات متتالية شملت كل أنواع الخضراوات, بداية من الفاصوليا إلي البصل والبطاطس وهذه الارتفاعات لها تأثيرات سلبية علي المواطن المصري.