أعرفه جيدا..هو مؤلف..وسيناريست له مشوار طويل وناجح جدا في علم السينما..ولكنه هذه المرة جاء بتجربة جديدة يريد لها النجاح..وأراد أن يعرضها من خلالي إلي من يهمه الأمر قلت له..إهدأ..واحك لي تجربتك الجديدة ياصديقي.. وبدأ يحكي التجربة.. وإسمها.. واجتمعت.. ياوحوي.. إنطلق آذان المغرب..وانطلق مدفع الافطار.. وإجتمعا كل الأسر المصرية حول المائدة..إذا كانت بأرجل..أوحول طبلية أو في موائد الرحمن..وخلت الشوارع من البشر..وأصبحت بلاضجيج.. وبدأ الليل يلقي بأسراره.. جلس الطفل وحوي الصغير يفطر علي رصيف أحد الشوارع الهادئة جدا..وبجواره قطة صغيرة صديقة له لاتفارقه.. أنهي إفطاره هو وقطته..وهو جالس تحت عمود نور..وحوي حزين وصامت وينظر الي لاشيء..فجأة مال عليه عمود النور..وسأله مالك..ياوحوي..زعلان ليه.. قال وحوي..النهاردة أول يوم رمضان..وبعد الإفطار سينزل الأطفال الي الشارع وكل واحد منهم معه فانوس رمضان.. يغنون مع بعض وحوي.. ياوحوي..وكمالة الأغنية..وأنا وحوي..معنديش فانوس ولن أشارك الأطفال فرحة رمضان وأغني معهم وأقول وحوي..وأنا اسمي وحوي..رد عليه عمود النور..طب ماتروح لعم رمضان وتقول له حكايتك.. سأله وحوي وهو فين عم رمضان..قال له عمود النور في آخر هذا الشارع حديقة جميلة..بداخلها تجد فانوسا كبيرا بابه مفتوح وبداخله يعيش عم رمضان فهو منزله اذهب اليه..وقل له حكايتك..قام وحوي واتجه إلي حيث الحديقة وسارت خلفه صديقته القطة الصغيرة..وصل الي الحديقة..واقترب من الفانوس المعروف بشكله كالفوانيس العادية.وبابه مفتوح وبداخله ضوء فضي لايضر العيون..ونظر الي قطته وكان مترددا..ولكنها اشارت له برأسها أن يدخل الفانوس.. دخل وحوي الفانوس..كان يجلس في وسطه عم رمضان..بشعره الأبيض ولحيته وشاربه الأبيض..وبملابسه البيضاء..وصوته يقرأ أول آيات القرآن.وقارب نهايتها..ووحوي..يقف أمامه بخشوع وأدب..وانتهي عم رمضان من قراءة الآية..ونظر الي وحوي..سأله بإبتسامة الأب الحنون عن سبب زيارته.. فأخبره وحوي بقصته.. فقال له عم رمضان إسمع ياوحوي إنك تبدو طفلا طيبا إدخل إلي هذه الحجرة وأشاراليها بها هي حجرة الفوانيس انتق لك فانوسا..واحضره معك..دخل وحوي الي حجرة الفوانيس..وشاهد فيها جميع أنواع الفوانيس القديمة والحديثة..علي أشكال مختلفة تطير في الهواء..وتصدر أصواتا بآيات قرآنية..وأشكال غريبة..وبعد رحلة الفرجة هذه..اختار وحوي..فانوسه الذي سيخرج به الي عم رمضان.. وقف أمام عم رمضان وفي يده الفانوس..انه فانوس عادي جدا..وهو نموذج للفانوس القديم الذي يولع بالشمع وله باب وينتهي فوق بقبة وله اربعة أضلع..قال له عم رمضان..إنت انسان قنوع ياوحوي..هذا فانوس عادي..ولم تغرك باقي الفوانيس..وبفضل قناعتك اعلمك انه فانوس سحري..ضعه علي سجادة صلاة..وسوف يقوم بالطيران الي كل العالم..لتقوم برحلة رمضانية كل أيام شهر رمضان بزيارة البلدان لمعرفة كيف يكون فيها رمضان..وكيف تقاليدهم وعاداتهم في هذا الشهرالكريم..فقط عليك بعد انتهاء أيام رمضان ان تعيد الفانوس.. ليوضع في مكانه..وهو يستقبلك في العام القادم. وخرج وحوي بالفانوس..ومع سجادة صلاة أعطاها له عم رمضان.. لينطلق في رحلة30 يوما كل يوم في بلد, ومعه قطته الصغيرة. وطبعا مشاهداته لن أذكرها لك.. الأن.. المهم عاد إلي عم رمضان.. وشكره.. وأعاد الفانوس مكانه.. وسلم علي عم رمضان.. الذي قال له.. في انتظارك في رمضان القادم يا وحوي عاد وحوي هو وقطته وجلس تحت الفانوس مرة أخري وكان حزينا لأن رمضان انتهت أيامه بسرعة بكل جمالها وصومها وصلاتها.. فجأة وجد طفلا في سنه تقريبا أمامه يسأله.. مالك زعلان ليه يا وحوي.. رد عليه.. رمضان انتهي.. وأنا حزين لفراقه.. من أنت.. قال له الطفل الذي يقف أمامه.. أنا العيد الصغير.. هيا لكي نقضي معا أيام العيد الثلاثة مع الأطفال في كل بلدنا..وانتهت الأيام الثلاثة التي قضاها وحوي مع العيد الصغير.. ووقف كل منهما أمام الآخر.. وقال العيد.. لا تحزن يا وحوي.. فلنا لقاء العام القادم إن شاء الله.. واختفي العيد.. وسار وحوي هو وقطته تجاه الحديقة التي بها الفانوس الكبير بيت عم رمضان..!!وجاء صوت صديقي المؤلف.. السيناريست.. إيه رأيك.. قلت عبقرية.. أحسست بأنني وحوي وعشت كل رحلته..تستحق كعمل رمضاني.. قلت.. ياريت كنت حكيتها لي قبل رمضان.. كنا أكيد شفناها علي شاشات التليفزيون.. ودخلت إلي عالم المسلسلات الرائعة.. كل سنة وانت طيب.. وحوي... يا وحوي...!!