* من الأقدر علي تفسير قوله تعالي فلا أقسم بمواقع النجوم هل رجال الدين ام علماء الفلك؟.. وأيضا في قوله تعالي وجعلنا من الماء كل شيء حي من الاقدر علي التفسير.. رجال الدين أم علماء الأحياء؟ ومن هم( أهل الذكر) الذين أمرنا الله تعالي ان نسألهم في قوله تعالي: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.. هل هم علماء الدين فقط أم العلماء كل في تخصصه؟.. هنا مربط الفرس.. وهل هناك تعارض ما بين حقائق العلم والدين؟ والسؤال الذي يفرض نفسه هل الرؤية وظيفة علماء الفلك أم رجال الدين؟! * وقد قال فضيلة المفتي د. علي جمعة في الاهرام العام الماضي ودائما ما يكون الحساب الفلكي هو القطعي.. وأسأل كيف يكون هذا الحساب الفلكي نافيا فقط( بمعني اذا نفي مولد الهلال فلا يجب الأخذ بقول أحد انه رآه).. ولكن هذا يعني أيضا ان هذا الحساب الفلكي إذا حدد بدقة موعد ومكان مولد الهلال فلا يعتبر كافيا ولابد من الرؤية المجردة( بالعين) مع الرؤية المسلحة التي تستخدم فيها المراصد والآلات.. كما ذكر فضيلته... * والآن وبعد أن تطور العلم والاكتشافات وبعد أن حدد علماء الغرب منذ زمن طويل مواقع القمر وزمان ظهوره بالثانية وداسوا عليه بالأحذية وتجاوزوه إلي الكواكب الأخري إلا أننا مازلنا نسأل أين القمر؟! رغم كل المراكز الفلكية لدينا وعلماء الفلك في أمتنا العربية!! * يعكس هذا الواقع المتخلف عندما خرج فريق من رجال الدين لاستطلاع هلال رمضان في احدي الدول العربية واجمعوا علي عدم رؤية الهلال إلا كبيرهم الذي صمم علي رؤيته فنظر أحدهم إليه فوجد شعرة طويلة بيضاء تنزل من حاجبه الكثيف أمام عينه فرفعها فاختفي الهلال من أمامه! * سبب هذا التخلف الذي يرفع رايته خفاقة علي أمتنا العربية والإسلامية هو اعتقاد البعض بتعارض الشريعة مع حقائق العلم.. ويتجلي هذا كل عام مع مطلع شهر رمضان ورؤية الهلال.. وهل يكون بالاعتماد علي الحساب الفلكي والوسائل المتقدمة والعلم الذي أمرنا الله ورسوله به أم يكون بالاعتماد علي الرؤية بالعين ونعطي لمن يراه عباية وصرة من المال.. ثم يطلق البعض علي هذه الرؤية أنها الرؤية الشرعية.. وكأن ماعداها ليس شرعيا!! * ويبلغ التخبط وخداع النفس مداه والنفاق الاجتماعي غايته عندما يعلنون أنه تم تزويد الأشخاص بنظارات معظمة والبعض يسمح باستخدام التليسكوبات في المراصد لدقة الرؤية أليست هذه كلها احدي الوسائل التي وفرها العلم وهل كانت هذه الاجهزة متوافرة أيام الرسول[ ؟! * وما الفرق بين النظارة المعظمة والتليسكوب الأرضي الذي تطور منها.. والتليسكوب السمائي أو القمر الصناعي حيث لا يحجبه سحاب أو ضباب او تلوث أو غيم عن رؤية الهلال وأصبحنا في حل من معضلة فإن غم عليكم في قوله[: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما. * ورغم التكرار والبداهة في أن الرؤية كما في صوموا لرؤيته تعني المشاهدة المباشرة وأيضا العلم بالشيء كما في قوله تعالي: ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل وبالطبع لم ير النبي ذلك لأنه عام مولده[. كما في قوله تعالي فمن شهد منكم الشهر فيلصمه أي من علم ببداية الشهر نتيجة رؤية البعض للهلال فليصم.. أليس من الأفضل أن يكون هذا البعض من علماء الفلك؟! * والسؤال الذي يفرض نفسه هل العبرة بالرؤية أم بمولد الهلال.. والإجابة البديهية هي مولد الهلال بالطبع.. فإذا عرفنا مولده بدقة متناهية عبر ما اتاحه العلم الايحسم ذلك الأمر مع دين أعلي من شأن العلم والعلماء كما في قوله تعالي: قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب صدق الله العظيم * وأخطر ما يحدث من تلفيق وضرب للعلم في مقتل هو محاولة البعض الجمع بين الاسلوب العلمي( الفلكي) والاسلوب البدائي( الرؤية البصرية) في تزاوج باطل ما بين العلم والتخلف! وهذا ليس اعتراضا علي لجان الرؤية حفاظا علي التقاليد والتراث ولكن يمكن تطويرها بضم مواطنين وطلاب وتلاميذ اليها لتصبح احتفالية دينية وعلمية لدراسة الظاهرة مع طبع كتيب عن القمر عبر وزارة التربية والتعليم ووزارة السياحة كما تفعل الدول المتقدمة في ترسيخ العلم إلي جانب الدعاية والترفيه.. وسوف تكون عملية مربحة ايضا.. ولكن من يسمع ومن يفكر!! * كنت أتمني أن أشارك فضيلة المفتي في تفاؤله بجعل شعوب الأمه العربية ولا أقول الاسلامية كما ذكر تتحد في بدء الصوم واستقبال شهر رمضان الكريم حتي تفرح بعد ان فشلنا في تحقيق الوحدة الاقتصادية والسياسية أو الوحدة في أي مجال.. ولكن هيهات.. هيهات.. وبعد أيام قليلة سوف نري.. قلتها العام الماضي.. وأقولها هذا العام!! * والقمر يحدد ثلاثة أركان من اركان الإسلام الخمسة وهي: الصيام والحج والزكاة.. بينما الشمس تحدد ركن الصلاة.. والكون كله والقرآن يؤكدان الركن الأول: شهادة أن لااله الا الله وان سيدنا محمدا رسول الله[. * أثار تغير شكل القمر فضول معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم وقالا: يارسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا ثم يزيد حتي يمتليء نورا ثم لايزال ينقص حتي يعود دقيقا كما بدأ ولا يكون علي حال واحدة لم يعرفا وقتها أن القمر لا يتغير حجمه أو شكله وإنما يتغير حجم الجزء الظاهر لنا منه نتيجة حركته حول الأرض وسقوط أشعة الشمس عليه فينعكس ضوؤه علي الأرض فأنزل الله قولا معجزا يناسب عقول الناس وقتها منذ حوالي1400 سنة وحدود علمهم دون ان يتعارض مع الحقائق العلمية التي سيكتشفونها بعد مئات السنين في قوله تعالي: يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج صدق الله العظيم [email protected]