عقد وزير الخارجية سامح شكري اليوم الأحد بأحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة مؤتمرا صحفيا مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي. وقال "شكري" في بداية المؤتمر الصحفي ان الزيارة تأتى في توقيت مهم ومصر تخطو بخطوات ثابتة على تنفيذ خريطة الطريق وقد نفذت بنجاح استحقاقها الثاني المتمثل في إجراء الانتخابات الرئاسية و تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية بعد أن حاز على اغلبية كبيرة تعكس الحجم العريض لثقة الناخبين المصريين. وقال شكري: "إنني وكيرى والذى اعرفه منذ ان كنت سفيرا فى واشنطن وكان يتولى منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي نتفق على ان علاقة العمل التى جمعتنا والتى اعتدنا فيها ان نتحدث بصراحة تامة و مهنية و شفافية كاملة سوف تستمر وتتواصل وسنعمل سويا على اتساع نطاق التلاقى وتسوية المسائل التي تحتاج الى مزيد من التفاهم وهى الروح التى سادت وتجسدت مرة اخرى خلال زيارته هذه". وأضاف شكرى ان "الوزير كيرى التقى اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تمت المباحثات مع السيد الرئيس و تلك التي جمعتنى مع الوزير كيرى و اعضاء الوفدين فى اجواء ايجابية و تناولت مختلف القضايا الاقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك و كان هناك توافق فى الرأى حول اهمية حشد الطاقات و الجهود نحو التصدى للتحديات و المخاطر التى تحدق بالمنطقة ، و ما لها من اثار و انعكاسات على السلم و الامن الاقليمى و الدولى مثل الاضطرابات الخطيرة فى ليبيا و سورية و العراق بالاضافة الى تعثر جهود السلام فى الشرق الاوسط بين الجانبين الفلسطينى و الإسرائيلى و هى الجهود التى تتطلب المزيد من الجهد و التنسيق و التعاون و التواصل المستمر بين الولاياتالمتحدة و مصر". و قال شكرى ان "المباحثات تطرقت الى العلاقات الثنائية و مختلف الملفات التى تفرض نفسها على مجمل هذه العلاقات و استطيع القول اننا توافقنا على ضرورة بذل المزيد من الجهد من اجل دفع العلاقات الاستراتيجية القائمة بين البلدين بشكل يتناسب مع تاريخها الطويل الذى يتعدى الثلاثة عقود ، والذى يرتكز على تحقيق المصالح المشتركة و مبدأ الاحترام المتبادل و ذلك من اجل تعزيز فرص البناء على العلاقات الوثيقة و المتشعبة بين قوة عالمية بحجم الولاياتالمتحدة و قوة اقليمية بحجم مصر". و اعرب شكرى عن يقينه بإيمان الوزير كيرى بأهمية العلاقات المصرية الامريكية. و حول الحوار الاستراتيجى المصرى الامريكى اشار شكري إلى "انها مبادرة هامة تدعم من العلاقة المصرية الامريكية و قد تم تناول هذا الأمر خلال المباحثات و نحن بصدد الترتيبات الخاصة بتفعيل هذه المبادرة، والتى ستسهم بالتاكيد بشكل ايجابى جدا فى وضع الاطار المناسب لهذه العلاقة و بما يحقق مصلحة الجانبين فى شتى المجالات حيث ان الحوار يشمل كل المجالات للتعاون بما يحقق مصلحة الشعب المصرى و يؤدى الى مزيد من التفاهم ووضع المصالح مع امريكا عند نقطة التلاقي والتوافق التي نستطيع ان نسير على أساسها وتتيح مجال لتبادل الاراء فيما يتعلق بالقضايا التى نحتاج فيها الى مزيد من الحوار للتفاهم حولها". وحول الاوضاع فى العراق قال شكرى ان مصر وأمريكا تشتركان فى القلق البالغ فيما يتعلق بالاوضاع الحالية فى العراق و من الاهمية ان يتم التنسيق بين البلدين و شركاء اخرين لمواجهة التحديات والمخاطر التى نشأت نظرا للاوضاع المضطربة والعنف الزائد فى العراق. ومن جانبه أكد جون كيري وزير الخارجية الامريكي تطلع بلاده للعمل مع مصر مشيرا الى دعم مصر في مرحله التحول الديمقراطي وأنها ملتزمة بنجاح مصر مستشهدا بتصريحات الرئيس باراك أوباما بالعمل سويا من اجل تحقيق الوعد الكامل الذي التزم به أوباما تجاه ثوره 2011مشددا على دعم أمريكا لحقوق الشعب المصري. وقال كيري خلال المؤتمر الصحفي المشترك "انني اشكر الرئيس السيسي على حديثه الصريح والشامل في إطار تأكيدات من الرئيس بأعاده النظر في تشريعات حقوق الانسان". وأشار إلى التزام إدارة الرئيس أوباما بتقديم المساعدات لمصر بالتعاون مع السعودية والإمارات وجميع الدول التي لعبت دورا هاما في التحول الديمقراطي لمصر، مشيدا بالانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر والتي وصفها بالتاريخية. وقال: "نتطلع لإجراء الانتخابات البرلمانية قريبا مع تأكيد مسانده الولاياتالمتحدة لمصر في الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق وأننا سنقف بجانب مصر وأننا لدينا الكثير من العمل وأننا متفقون فيما يتعلق بالتغيرات التي يتوجب ان تحدث"، مؤكدا التزام أمريكا من جانبها لتحقيق الأهداف . وأكد كيري "اننا لن نقوم بإرسال جنود للقتال في العراق وعلى العراقيين ان يصلوا الى حكومة توافقية ولن نقدم اي دعم لمنظمات تدعم الإرهاب مثل داعش ... وسوف نستمر من اجل دفع الشراكة الطويلة" . وأشار إلى ان الولاياتالمتحدة غير مسؤولة عما حدث في ليبيا "فقد كان هناك ديكتاتور يهاجم شعبه ويهدد بان يقتله وتدخلت الاممالمتحدة، وان أمريكا ومصر والجزائر تعمل من اجل الاستقرار ووضع حد للمتطرفين في ليبيا". وحول المساعدات الامريكية لمصر قال ان الرئيس أوباما قد أقر بقيمه المساعدات كاملة بقيمة 256 مليون وان مجلس النواب أقرها الا انها وجدت معارضه في مجلس الشيوخ وتوقع ان مصر ستحصل على كامل المبلغ وجميع طائرات الاباتشي التي طلبتها بسبب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين فضلا عن ان الطائرات تستخدم في مكافحةه الإرهاب وهذا ما يعنينا، وتابع قائلا ان هناك تنسيقا بين مصر وإسرائيل لمكافحتها الإرهاب ولابد من إمداد مصر بمثل هذه النوعية من الطائرات. ومن جانبه، قال وزير الخارجية المصري إن الفتره المقبلة ستشهد عودة الحوار الاستراتيجي بين البلدين "بحيث نعيد تفعيل المبادرة بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين والتكامل والتوازن في المصالح".