قتل 46 شخصا في تفجيرين بسيارة مفخخة الثلاثاء في سوق مكتظة في مدينة جوس بوسط نيجيريا، فيما وافق البرلمان على تمديد حالة الطوارىء في شمال شرق البلاد الذي يشهد تمردا تقوم به جماعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة. وقال كريس اولاكبي مفوض الشرطة في ولاية الهضبة التي جوس عاصمتها "حتى الان، نستطيع تاكيد مقتل 46 شخصا في الانفجارين فيما اصيب 45 شخصا بجروح بالغة"، مضيفا انه "تم اغلاق المنطقة". وأوضح المتحدث باسم حاكم الولاية بام ايوبا ان معظم الضحايا "من النساء". ووقع الانفجار الاول الذي نتج من شاحنة مفخخة في سوق نيو ابوجا المكتظة وفق الجيش. وسارعت فرق الاسعاف الى مكان الحادث. وبعد عشرين دقيقة من الانفجار الاول انفجرت شاحنة صغيرة مفخخة. وسارع الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الى التنديد بالتفجيرين، معتبرا انهما "هجوم مأسوي على الحرية الانسانية" ارتكبه اناس "وحشيون". وشددت الرئاسة النيجيرية على ان "الحكومة تبقى ملتزمة بالكامل الانتصار في الحرب على الارهاب". وولاية الهضبة تشكل الحدود بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم بغالبيته في البلاد، وسبق ان شهدت اعمال عنف طائفية دامية فضلا عن هجمات لبوكو حرام. وياتي الهجوم المزدوج الثلاثاء بعد هجوم انتحاري الاحد في كانو كبرى مدن الشمال خلف اربعة قتلى. ولم تتبن اي جهة حتى الان هذه الهجمات. واوضحت الشرطة الثلاثاء انها اعتقلت مشتبهين بهما بعد اعتداء كانو الذي استهدف حيا ذا غالبية مسيحية. وفي شهر اوقع هجومان بسيارة مفخخة نحو مئة قتيل في ابوجا العاصمة الفدرالية (على بعد 300 كلم جنوب غرب جوس). وتبنتهما جماعة بوكو حرام الاسلامية التي يشكل شمال شرق البلاد معقلها. في هذه الاجواء، صوت اعضاء مجلس الشيوخ بالاجماع الثلاثاء كما فعل النواب الاسبوع الماضي على تمديد حالة الطوارى في ولايات يوبي واداماوا وبورنو (شمال شرق)، على ما افاد صحافي. وهذا التدبير كان ساريا منذ عام في هذه الولايات. وفي ولاية بورنو خطفت جماعة بوكو حرام في منتصف ابريل اكثر من مئتي تلميذة. واثارت عملية الخطف تعبئة دولية واسعة للافراج عنهن. وفي 14 مايو 2013 ترافق فرض حالة الطوارىء في شمال شرق البلاد مع هجوم عسكري واسع على بوكو حرام. وكان الجيش النيجيري اعتبر في البداية ان تدخله ناجح مؤكدا انه شل حركة الاسلاميين في المدن الكبرى وصدهم الى مناطق نائية. لكن هجمات بوكو حرام تكثفت في نهاية المطاف واصبحت شبه يومية مستهدفة اكثر فاكثر المدنيين حتى انها طالت في الاسابيع الاخيرة ابوجا وكانو. ومنذ بداية السنة، اسفرت هجمات بوكو حرام عن سقوط اكثر من الفي قتيل غالبيتهم من المدنيين. وقد ارسلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا واسرائيل خبراء ووسائل مادية للمساعدة على العثور على التلميذات اللواتي خطفتهن بوكو حرام من مدرستهن في شيبوك في 14 ابريل. ودعا اعضاء مجلس الشيوخ جوناثان الى "توسيع هذا التعاون للقضاء على الارهاب بصورة عامة في نيجيريا"، مطالبين "بالقيام بعملية عسكرية شاملة طويلة للقضاء على المتمردين". كما دعوا "الحكومة الفدرالية الى التعاون مع حكومة الولاية لاقتراح خطة للتنمية الاقتصادية على طراز خطة مارشال لتحفيز الاقتصاد في الولايات المعنية". ويوم السبت وعدت نيجيريا والدول المجاورة لها -بنين والكاميرون والنيجر وتشاد- اثناء قمة عقدت في باريس بتحسين تعاونها بما في ذلك عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة جماعة بوكو حرام التي تهدد استقرار المنطقة. والثلاثاء، طلبت نيجيريا رسميا من مجلس الامن الدولي اضافة بوكو حرام الى قائمة المنظمات الارهابية التي تخضع لعقوبات بسبب صلتها بتنظيم القاعدة.