فتح تقديم المدارس الرياضية في القاهرة.. ننشر الشروط والمواعيد    بالصور.. نائب رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    سعر الجنيه الذهب يعاود الارتفاع إلى 25 ألف جنيه    بيان رسمي من الكهرباء بشأن انقطاع التيار عن أكتوبر والشيخ زايد    أمين اتحاد المصارف العربية: مصر تلقت 50 مليار دولار الأشهر الماضية    مصر تستضيف الملتقى الدولي الأول لبنك التنمية الجديد خارج دول"بريكس" الثلاثاء    إسبانيا تعتزم الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بالعدل الدولية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك جنوبي غزة    التعليم تستعرض تقرير ختام الامتحانات التحريرية لطلبة الدبلومات الفنية    ممتلكات ب 60 مليون جنيه.. ضبط مُروج مخدرات يُخفي ثروته بأنشطة تجارية زائفة"    خلال ساعات.."الإفتاء" تعلن موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى    رئيسة الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    ننشر أسماء الفائزين بمسابقة "وقف الفنجري" جامعة القاهرة 2024    أمين الفتوى: لابد من أداء هذه الصلاة مرة واحدة كل شهر    محمد عبد الجليل: محمد صلاح يجب أن يكون له معاملة خاصة    عاجل.. كولر يحسم مصيره مع الأهلي وموقفه من عرضي بولندا واليونان    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    الوفد: رحلة العائلة المقدسة ترسيخ لمفهوم مصر وطن للجميع    أحمد السبكى: نعتمد على الأنظمة الإلكترونية لإدارة المنشآت الصحية فى القطاع    هيئة الأرصاد: درجات الحرارة تتخطى 40 درجة فى الظل بالقاهرة الكبرى    محافظ القاهرة يوجه بشن حملات على الأسواق استعدادا للعيد    اعترافات المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته في منشأة القناطر: رفضت ترجعلي فانتقمت منها    ارتفاع إجمالى رصيد القمح ل267 ألف طن بتموين الدقهلية    المستشار الألماني يؤيد ترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا    مخرج أم الدنيا: الحلقة 2 تشهد حكم الرومان ووصول العائلة المقدسة الي مصر    خطوة نحو التأهل لكأس العالم 2026.. موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو    حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    تكبيرات عيد الاضحي المبارك 2024 كاملة ( فيديو)    «السبكى» يشارك في جلسة حوارية عن الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية(صور)    الكشف على 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجانى بالمنيا (صور)    منها «التوتر باعتدال».. نصائح للتخلص من التوتر قبل امتحانات الثانوية العامة    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    محافظ الفيوم يتابع إجراءات تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    تنفيذ المستوي الثاني من برنامج المعد النفسي الرياضي بسيناء    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    بوسترات فردية لأبطال فيلم عصابة الماكس قبل عرضه بموسم عيد الأضحى.. صور    ياسمين رئيس تتعاقد على بطولة مسلسل خارج السباق الرمضاني    رحلة «أهل الكهف» من التأجيل 4 سنوات للعرض في السينمات    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مستقبل أوروبا يعتمد على ثلاث نساء.. رئيسة المفوضية أبرزهن    إصابات في قصف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية بجنوب لبنان    لو هتضحى.. اعرف آخر يوم تحلق فيه إمتى والحكم الشرعى    تخصيص 14 مجزرا لذبح الأضاحي بالمجان طوال أبام العيد بالفيوم (بالأسماء)    فوز الجامعة البريطانية في مصر بجائزة أفضل مشروع بحثي مشترك (تفاصيل)    هشام عبد الرسول: أتمنى تواجد منتخب مصر في مونديال 2026    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    قبل التغيير الوزاري، سويلم يقدم كشف حساب لوزارة الري على هامش المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    نجم الإسماعيلي: تلقيت عروضًا من الأهلي والزمالك.. وهذا قراري    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    مصادر: خطة لرفع أسعار الأدوية بنسبة 30%    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هشام نصر يكشف مفاجأة: الزمالك لم يتم التعاقد مع محترف فريق الطائرة حتى الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخلاقيات الشعوب وبذور الفتنة

شيء مخيف ذلك الذي يحدث في جنوب مصر فنحن لم نعتد أن يتحول الصراع القبلي بين العائلات إلي هذه الصورة المروعة من القتل والذبح الجماعي وهل من المنطق أن تتسبب الخلافات العائلية والنزاعات القبلية بالصعيد في حرب أهلية تتجاوز كل صور الصراع الثأري والقبلي في مصر علي مدي مئات السنين؟
بالتأكيد هناك أرواح تزهق بدافع الثأر ولكن الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت الأيام الماضية بين قبيلتي "الهلايل" و"الدابودية" بمنطقة السيل الريفي في محافظة أسوان فاقت أي تصور عن الصراعات الثأرية أو الخلافات القبلية فكيف يمكن لأي عقل تصور مسهد الدماء والجثث التي تتناثر في الشوارع وصورة العربة الكارو وعليها كومة من اللحم البشري وكأننا أمام مجتمع في القرون الوسطي يعيش حربا أهلية مروعة.
هذا يدفعنا لأن نفكر جديا في الأسباب التي حولت منطقة هادئة نسبيا في جرائم الثأر عن باقي بلدان الصعيد ليلقي نحو 23 شخصا حتفهم فيما يصاب نحو 540 آخرين بسبب عبارات مسيئة كتبها بعض الشباب تحرشا بفتاة ألا يذكرنا ذلك بتلك العبارات التي تم وضعها العام الماضي من قبل مجهولين علي جدران بعض الكنائس لبث الفتنة الطائفية بين الأقباط والمسلمين فتسبت في حرق حوالي 6 كنائس بالإضافة إلي جمعية أهلية قبطية؟
أليس هذا هو نفس الاسلوب الذي تتبعه الأيدي الخفية التي تريد بمصر الخراب لزرع الفتنة وإطلاق بحور الدم بين المصريين وسرعان ما تشتعل نيران الغضب والتناحر ولولا رحمة من الله لجر ذلك علينا خرابا كبيرا؟
وها هو نفس السيناريو يتكرر بأسوان في منطقة لم نعتد فيها كل هذا العنف فماذا حدث؟
هل تغيرت أخلاق الناس؟ هل ضاعت سماحة النفس من قلوبهم أم هناك من ينفخ في الرماد كي يشعل نيران الغضب لتحقيق أهداف أخري من الفرقة والانشقاق الذي نعيشها هذه الأيام.
بالتأكيد هناك أيد تعمل علي إذكاء نزعة التعصب الأعمي في مجتمع له ثقافة خاصة يحيط به الفقر والإهمال الحكومي كالسياج من كل جانب وبنظرة تحليلية نجد أن هذا الخلاف مفتعل وهذا ما أكده رجال من العائلتين المتناحرتين علي رأسهم الشيخ سعد حسين أحد مشايخ قبيلة “الهلايل” عندما قال إن العبارات المسيئة لنوبيين والهلايل والتي تسببت في أحداث منطقة السيل بأسوان وخلفت مذبحة بشعة مكتوبة علي الجدران بنفس الخط وهو ما يؤكد أن شخصا واحدا، قام بكتابتها ونفس الكلام أكد عليه عادل أبوبكر القيادي النوبي مطالبا شباب عائلته وشباب الهلايل بالتعقل وعدم الانسياق وراء شعارات مغرضة يريد بها الإرهاب خراب مصر.
إن مثل هذه النزاعات القبلية تشهد هدوءا وخمولا لفترة طويلة لكنها قد تثور بشكل مفاجئ ومن هنا تكمن الخطورة إذ يترتب عليها خسائر لا حصر لها وهذا ما يجب أن تتنبه له وزارة الداخلية في إجراءاتها الأمنية التي تتبعها لإخماد نيران هذه الفتنة فالنزاعات القبلية ترجع لمئات السنين وتبقي هادئة وتتصالح الأطراف المتنازعة من فترة لأخري لكن في لحظة ما وبسبب لعب الأطفال أو أي سبب آخر يبدو "تافها" يندلع القتال من جديد.
يا سادة لماذا نجعل من قلوبنا مسرحا للعصبية القبلية؟ ألم نع قول الله عز وجل "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بينم قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" وقول سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم (ليس منا من دعا إلي عصبية وليس منا من قاتل علي عصبية وليس منا من مات علي عصبية).
ولو فكرنا بشيء من العقل لعرفنا اننا تحولنا إلي ألعوبة في يد من يريد الشر بهذا البلد. أين ذهبت أخلاقيات التساح والروح المصرية الجميلة التي تربينا عليها وكانت سمة من سمات المجتمع المصري؟
إن أخلاق الشعوب هي العاصم لها من أي انقسام ونحن من قدمنا للعالم أسس الحضارة منذ فجر التاريخ وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم. فأقم عليهم مأتماً وعويلا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه. فقوم النفس بالأخلاق تستقم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.